الاحتلال الإسرائيلي يجدد قصف غزة.. والشهداء بالعشرات

أكد بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من قطاع غزة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي جدّدت صباح اليوم أوامر الإخلاء لسكان حي الزيتون، الواقع في المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة غزة، بالتزامن مع تنفيذ سلسلة غارات جوية مكثفة، موضحًّا أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف منزلًا داخل الحي، ما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين نُقلوا إلى مستشفى المعمداني، كما شنت الطائرات غارات أخرى على أحياء الشجاعية والتفاح، في ظل قصف مدفعي متواصل يطال مناطق واسعة شرق غزة.
طائرات الاحتلال
وأضاف جبر خلال رسالة على الهواء، أن العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على شرق غزة فقط، بل امتد إلى وسط القطاع، حيث قصفت طائرات الاحتلال منزلًا في مدينة دير البلح، بالتوازي مع إطلاق قذائف مدفعية باتجاه شرق المدينة وشرق مخيم البريج، كما شهد جنوب القطاع ومدينة خانيونس قصفًا مدفعيًا مكثفًا في منطقتها الشمالية، حيث تتوغل آليات الاحتلال وتطلق نيران رشاشاتها الثقيلة صوب منازل المواطنين، ما تسبب في مزيد من الدمار وسقوط الضحايا.
الشهداء في قطاع غزة
وأشار جبر إلى أن عدد الشهداء في قطاع غزة منذ فجر اليوم ارتفع إلى نحو 15 شهيدًا، بالإضافة إلى عشرات المصابين، بعضهم في حالة خطيرة، لافتًا إلى استمرار إطلاق النار باتجاه مراكز توزيع المساعدات الأمريكية، ما أسفر عن استشهاد شخص في شمال المحافظة الوسطى، وإصابة العشرات في محيط تلك المراكز، التي يرتادها الأهالي على أمل الحصول على بعض الغذاء وسط الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
على صعيد متصل، قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان، إنّ مصر وغزة وإسرائيل مشتركين في معبر كرم أبوسالم، ولكن جيش الاحتلال الإسرائيلي لأنه الطرف المحتل يفتش جميع المشاحنات في أثناء دخولها غزة، ولا يوجد أي قوة في الأرض تمنعه من التفتيش، وبالتالي، فإنه يستبعد من هذه الشاحنات ما يريد.
وأضاف رشوان، في حواره مع الإعلامي محمود السعيد، مقدم برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "بالنسبة إلى مطالبات السماح بإدخال شاحنات المساعدات إلى غزة، لنفترض، أن هذه الشاحنات عبرت إلى الناحية الأخرى، فستكون أول خطوة هي الدخول كرم أبوسالم، الذي يشهد أهم تجمع للجيش الإسرائيلي خارج غزة".
وتابع: "عندما تصل هذه الشاحنات إلى كرم أبوسالم حيث جيش الاحتلال الإسرائيلي، هل يمكن لسائقي الشاحنات ومن معهم إجبار جيش الاحتلال على دخول الشاحنات قطاع غزة؟"
وأردف: "لنفترض أن الجيش الإسرائيلي خضع لمن لا نعرف كيف سيخضع لهم، ثم فتح الباب للشاحنات، نقول، إن الجيش الإسرائيلي يسيطر على كل الطرق، ومن ثم، فإن الذهاب من شرق غزة حيث معبر كرم أبوسالم حتى غربها في البحر الأبيض المتوسط سيكون به مجازفة".
وواصل: "في يناير، كانت الشاحنات المصرية التي تدخل كرم أبوسالم وتفرغ بعدها على شاحنات فلسطينية يحصل عليها سائقون فلسطينيون ويقومون بإدخالها في أنحاء القطاع، ونتيجة الضغط الشديد على الشاحنات، قررت مصر أن الشاحنات المصرية ستدخل بسائقيها المصريين من معبر كرم أبوسالم حتى الشمال في جباليا، وبالتالي، فإننا نسأل، هل يمكن لجنسيات مختلفة أن تكون بين السائقين كي يحرجوا الإسرائيليين، نتحدث مثلًا عن جنسيات أمريكية وأوروبية؟"
وأردف: "هل سيسمح الجيش الإسرائيلي بالدخول، مع العلم أنه كان يفتش الشاحنات رغم دخولها في فترة الاتفاقات، وكان التفتيش يستغرق وقتًا، وبالتالي، فإننا نسأل، ما القوة الجبرية التي يمكن تجعل هذا الجيش الذي لم يتورع عن قتل 60 ألف إنسان وجرح 150 ألف آخرين يتخلى عن إجرامه فجأة نتيجة وجود شاحنات بداخلها أشخاص طيبون وصلوا حتى كرم أبوسالم".
وواصل: "ورغم ذلك، نفرض أن هذه الشاحنات دخلت غزة، وهي منطقة القتال الأساسية الآن، هل سيتمتع الجيش الإسرائيلي –فجأة- بتسامح إنساني غير مفهوم وغير معقول فيسمح لهذه الشاحنات أن تمشي على أهم محورين أمنيين وهما فيلادلفيا وموراج؟!".