رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

أطول صاعقة برق في التاريخ.. ظاهرة طبيعية تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا

البرق
البرق

في واحدة من أعظم مشاهد الطبيعة قوة وإبهاراً، سجّل العلماء أطول صاعقة برق في التاريخ، امتدت لمسافة مذهلة بلغت 515 ميلاً، أي حوالي 830 كيلومتراً عبر سماء الولايات المتحدة، من شرق تكساس حتى مشارف مدينة كانساس سيتي. 

ووقعت هذه الظاهرة غير المسبوقة خلال عاصفة رعدية هائلة في أكتوبر من عام 2017، محطمةً الرقم القياسي السابق بفارق 38 ميلاً.

لتقريب الصورة، فإن هذا الامتداد يعادل ضعف طول "جراند كانيون"، أو نفس المسافة تقريباً بين باريس والبندقية. 

ولو قررت قطع هذه المسافة بسيارتك، فستحتاج إلى تسع ساعات تقريباً، بينما قد تستغرق الرحلة جواً نحو 90 دقيقة.

رصد غير مسبوق بفضل الأقمار الصناعية

لم يكن اكتشاف هذا "الوميض الهائل" ممكناً لولا التقنيات الحديثة، إذ اعتمد العلماء على محطات أرضية لرصد البرق، إلا أن إدخال أنظمة الكشف المحمولة عبر الأقمار الصناعية منذ عام 2017، مكّن الباحثين من تتبع البرق عبر مسافات قارية وبشكل مستمر. 

وسمحت هذه التطورات بتوثيق ومضات كانت ستبقى غير مرصودة سابقاً، وصرّح الدكتور مايكل جيه بيترسون، الباحث الرئيسي من معهد جورجيا للتكنولوجيا، بأن دراسة الظواهر القصوى كالبرق الهائل تتطلب تقنيات مراقبة متقدمة، مشيراً إلى أن التقدم في معالجة البيانات ومراقبة الأرض من المدار ساعد في تحديد ومضات البرق الطويلة بدقة غير مسبوقة.

أبعاد خطرة... وتأثيرات بعيدة المدى

البرق، رغم جماله، يشكل خطراً كبيراً. وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هذه الظواهر تؤدي إلى مقتل مئات الأشخاص سنوياً حول العالم، مما يجعلها من أولويات مبادرة "الإنذار المبكر للجميع". 

وحذرت الأمينة العامة للمنظمة، سيليست ساولو، من قدرة البرق على السفر بعيداً عن مصدر العاصفة الأم، ما يزيد من خطره على الطيران والمناطق السكنية وحتى الغابات التي قد تندلع فيها حرائق نتيجة صاعقة واحدة.

ويُعرّف "الوميض الهائل" على أنه أي ومضة برق تمتد لمسافة تفوق 60 ميلاً. وغالباً ما تنشأ هذه الومضات في العواصف الواسعة وطويلة الأمد، والتي قد تستمر لأكثر من 14 ساعة، وتغطي مساحات شاسعة من الغلاف الجوي.

سجل البرق.. ظواهر لا تُنسى

الوميض المسجل في 2017 ليس هو الوحيد الذي دخل كتب الأرقام القياسية. ففي يونيو 2020، تم تسجيل أطول مدة لصاعقة برق واحدة بلغت 17.1 ثانية فوق أوروغواي وشمال الأرجنتين. 

أما على مستوى الكوارث البشرية، فقد سُجّلت أسوأ ضربة برق مباشرة في زيمبابوي عام 1975، وأودت بحياة 21 شخصاً. 

وفي حين شهدت مدينة درنكة المصرية عام 1994 حادثة أكثر مأساوية، عندما قتلت صاعقة غير مباشرة 469 شخصاً بعد إشعالها حرائق في خزانات نفط.

نحو فهم أعمق... وسلامة أكبر

ولا يعتبر هذا الاكتشاف مجرد رقم قياسي، بل هو تذكير بمدى قوة البرق وقدرته على تجاوز التوقعات.

ومن جانبهم، يأمل العلماء أن تسهم مثل هذه الدراسات في رفع الوعي العام، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، وتطوير معايير السلامة، لا سيما في قطاع الطيران والمناطق المعرضة للحرائق.