رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

معنى قوله تعالى: "الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل"

بوابة الوفد الإلكترونية

فسّر الأستاذ الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الآية الكريمة التي يقول فيها الله تعالى:{الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله} [النساء: 37]، موضحًا أن الآية بدأت بذم البخل كصفة مذمومة تدل على جحود النعمة وعدم الاعتراف بها، بل والسعي إلى نشر هذا الخلق السيئ بين الناس.

البخيل لا يكتفي ببخله.. بل يدعو إليه

يقول الدكتور لاشين إن البخل من الأخلاق الممقوتة التي ذمها الإسلام، مشيرًا إلى أن البخيل غالبًا لا يكتفي بحرمان نفسه من أداء الحقوق، بل يدعو غيره إلى نفس السلوك حتى لا يشعر بالاختلاف عنهم، إذ يسعى السيء دومًا إلى تعميم فساده. 

وقد قال الله تعالى في مواضع أخرى في ذات المعنى:{ولا يحض على طعام المسكين} [الفجر: 18]، و**{فذلك الذي يدع اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين}** [الماعون: 2-3].

وأشار الدكتور لاشين إلى أن المؤمن الحق هو من يشكر نعم الله عليه، ولا يكون الشكر باللسان فقط، وإنما بالفعل أيضًا، عبر التصدق ومساعدة المحتاجين، مؤكدًا أن من يشكر الله يُبشَّر بالمزيد من عطاياه، كما في قوله تعالى:{لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].

نعم الله لا تُعد ولا تُحصى

ونوّه إلى أن نعم الله على الإنسان لا يمكن حصرها، مستشهدًا بقوله تعالى:{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [النحل: 18]، موضحًا أن أعظم هذه النعم هي نعمة الإيمان، والتي وصفها الله بأنها فضل خاص، كما في قوله:{ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم... فضلًا من الله ونعمة} [الحجرات: 7-8].

"ويكتمون ما آتاهم الله من فضله".. معنيان محتملان

أوضح الدكتور عطية لاشين أن الجزء الثاني من الآية: {ويكتمون ما آتاهم الله من فضله}، يحتمل معنيين:

أولًا: كتمان المال والحقوق

وهو مرتبط بسياق البخل، ويشير إلى من يكتم النعمة ولا يُظهر أثرها، بل يمنع أصحاب الحقوق من حقوقهم، سواء كانوا من الزوجة أو الأولاد أو الوالدين أو الأقارب أو المساكين.


وقد ورد في الحديث الشريف:"إياكم والشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا" [رواه أبو داود].

كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:"إن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يُرى أثرها عليه" [رواه الترمذي]، وفي الدعاء النبوي:"واجعلنا شاكرين لنعمك، مثنين بها عليك، قابلين لها، وأتمها علينا".

ثانيًا: كتمان العلم والمعرفة برسالة النبي

وهو معنى خاص بأهل الكتاب، من اليهود والنصارى، الذين كتموا ما علموا من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، رغم معرفتهم به معرفة يقينية، كما قال تعالى:{الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} [الأنعام: 20]، و**{وإن فريقًا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}** [البقرة: 146].

البخل كفر بالنعمة وكتمان للحق

اختتم الدكتور عطية لاشين تفسيره مؤكدًا أن البخل – سواء في المال أو في كتمان الحق – هو سلوك منفر ومذموم، يتنافى مع الإيمان الحق، وينبغي على كل مسلم أن يكون شاكرا لنعمة الله، مبادرا بالعطاء، مظهرًا للخير، متواضعًا في نعمته، وأن يكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم اجعلني من الشاكرين لنعمك، المثنين بها عليك، القابلين لها، وأتمها عليّ يا أرحم الراحمين."