عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

للوطن وللتاريخ

حالة من عدم الرضا تنتاب غالبية الأسر المصرية عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة هذا العام، بسبب غالبية المجاميع الحاصل عليها الطلاب ، والتي كانت بمثابة الصدمة لهم، ومن ثم عدم تمكنهم من اللحاق بكليات القطاع الطبى للكثير منهم ، أو تحقيق حلم الطلاب في الالتحاق بالكليات الأخرى والجامعات التي يريدونها.

ومن المؤسف أن تنتشر التعليقات الخاصة بالطلاب وأولياء الأمور هذا العام بشأن الانتشار الكثيف للسماعات التي استطاع بعض الطلاب دخول الامتحان بها لتسهيل الغش، أو حالة الانفلات في بعض اللجان بسبب بعض المراقبين أو رؤساء اللجان.

والغريب في الأمر هذا العام هو عدم انتشار المجاميع المرتفعة للطلاب بين الناس كما هو معتاد، خاصة المتفوقين طوال سنوات دراستهم، لنجد غالبية المجاميع في انخفاض تام، بل صعوبة حصر أعداد لطلاب حاصلين على أكثر من90%، أو 95%، لنجد ارتفاع تنسيق القبول في المرحلة الأولى عن العام الماضي بقرابة 1.5%، لتسجيل الرغبات تمهيداً للالتحاق بالجامعات ، مما يعني زيادة متوقعة للتنسيق عن العام الماضي.

ولا نعرف السبب المباشر لعدم إعلان الوزارة عن شرائح المجاميع مثلما يحدث سنويًا، ولم يتم الاستجابة لمطالب الطلاب والأهالي بإعلان نماذج الإجابة، ليقف كل طالب عاجزًا أمام النتيجة الحاصل عليها، دون أن يفعل شئ، مع فقد الرغبة في عمل التظلمات لأسباب كثيرة.

كما أن الكثير من الطلاب فوجئوا بعدم وجود نتيجة لهم أثناء الحصول على النتيجة بسب عمل محضر غش في مادة واحدة، في حين كانت الصدمة بإلغاء نتائج كافة الامتحانات لهؤلاء الطلاب هذا العام بسبب ذلك، فلماذا لم تكن هناك قرارات فورية وإعلانها للطلاب بإلغاء الامتحان، بدلاً من استكمال الامتحانات في مواد أخرى لن يتم احتسابها له.

ولا يفوتنا أن صدمة الكثير من الأهالي في نتائج أبنائهم تخضع في كثير من الأحيان إلى رؤية الأهالي للطلاب بالمذاكرة لساعات طويلة يومياً طوال العام، دون النظر لتاريخ الطالب من ناحية التفوق على مدار السنوات الماضية، فلماذا الصدمة تجاه أي طالب سجله التعليمي خاليًا من التفوق في المرحلتين الابتدائية والاعدادية؟!.

وهل نحن الآن أمام نظام تعليمي جيد، أو امتحانات ثانوية عامة مناسبة، حينما نجد أن أكثر من٢١٠ألف طالب راسبين، بما يعني أكثر من ٢٥% من عدد الطلاب هم في تعداد الراسبين الآن لسبب أو لآخر ، وهي نسبة يجب الوقوف أمام طبيعتها ومتطلباتها دون الحديث عن أسباب غير منطقية لهذا العدد من الراسبين؟!.

وهل الوزير محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى يعيش في كوكب آخر يختلف تمامًا عن الذي نعيش فيه الآن،  فلا هناك توافق عام على طبيعة الامتحانات، ولا نتائجها، ولا نماذج الإجابة التي بمثابة السر الحربي، ولا هناك حالة رضا من الغالبية تجاه النتيجة، ولا أي اهتمام بإعلان شرائح المجاميع كما هو معتاد، ولا إعلان إلغاء الامتحانات للمتورطين في الغش بشكل فوري؟!.

إن ملف التعليم لا يتعلق فقط بالتظاهر بتغيير الشكل في حين أن هناك مشكلة في المضمون، ولا يعني القضاء على الكثافة النجاح التام للوزير، خاصة أن توفير الفصول لاستيعاب الكثافة جاء على حساب غرف المعامل والأنشطة، ثم أصبحنا أمام مقترح بنقل الحضانات المدرسية في المساجد لتوفير غرف أخرى.

خلاصة القول أن ما يحدث في ملف التربية والتعليم والتعليم الفنى،خاصة الثانوية العامة، يحتاج إعادة نظر ومراجعة بعيدة عن الشو الإعلامي وتجميل المشهد، في ظل استمرار حالة الجدل التي صاحبت الوزير منذ توليه المسئولية ، بدءًا من شهادة الدكتوراه، وانتهاءًا بنظام البكالوريا الذي يمثل الحيرة للكثيرين..حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء، وللحديث بقية إن شاء الله.