في 8 خطوات.. كيف أكون مستجاب الدعاء؟

الدعاء هو صلة العبد بربه، ووسيلة عظيمة يطلب بها المؤمن ما يرجو من الخير ويدفع بها عن نفسه الشر، وهو عبادة جليلة لا تحتاج إلى جهد ولا مال، لكنها من أحبّ العبادات إلى الله، فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
ولأن الدعاء قد يتأخر أحيانًا في الإجابة، فقد يتساءل البعض: كيف أكون مستجاب الدعاء؟ وما الأسباب التي تعجّل باستجابة الدعوات؟ وهل هناك خطوات وآداب تساعد في فتح أبواب القبول؟
متى يُستجاب الدعاء؟
وعد الله -جل وعلا- عباده بأن يجيب دعاءهم، لكن هذه الإجابة قد تتحقق بثلاث صور:
إما أن يستجيب له عاجلًا في الدنيا.
أو يدّخرها له في الآخرة.
أو يصرف عنه من البلاء مثل ما دعا به.
كما ورد عن النبي ﷺ في الحديث الذي رواه أحمد:"ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجّل له دعوته، وإما أن يدّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها".
خطوات مجربة لاستجابة الدعاء
ليكون دعاء العبد مستجابًا بإذن الله، فهناك ثمانية خطوات مهمة ذكرها العلماء مستنبطة من الكتاب والسنة:
تحرّي أوقات استجابة الدعاء: مثل ليلة القدر، ويوم عرفة، وآخر ساعة من يوم الجمعة، ووقت السحر، وما بين الأذان والإقامة.
الدعاء عند الحاجة والاضطرار: قال الله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}.
الحرص على حضور مجالس الذكر: ففيها تتنزل الرحمات ويُستجاب الدعاء.
الدعاء في حالة الغيب: كالدعاء لأخيك المسلم بظهر الغيب، ودعاء الوالدين، والمسافر، والمريض.
الإخلاص والتوكل على الله: والإيمان بأن الله سيستجيب، واليقين في قدرته.
الخشوع وحضور القلب: قال رسول الله ﷺ: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" رواه الترمذي.
عدم استعجال الإجابة: كما ورد عن النبي ﷺ: "يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي".
التوبة الصادقة من الذنوب: فهي من أكبر أسباب القبول، قال تعالى: {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا}.
آداب ينبغي مراعاتها في الدعاء
مع الأخذ بأسباب الاستجابة، توجد مجموعة من الآداب النبوية التي تعزز قبول الدعاء:
البدء بالحمد لله والثناء عليه، ثم الصلاة على النبي ﷺ، كما ورد في الحديث الشريف:"إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم يدعو بما شاء" [رواه الترمذي].
الدعاء في السراء والضراء: فالله يحب العبد الذي يكثر الدعاء في كل أحواله.
عدم الدعاء على النفس أو المال أو الأولاد: فقد نهى النبي ﷺ عن ذلك في غير موضع.
السرية في الدعاء والتضرع: قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}.
الإلحاح والتكرار ثلاثًا: فالدعاء المتكرر دليل صدق التعلق بالله.
استقبال القبلة ورفع اليدين: من سنن الدعاء، ولهما أثر في الخشوع وحضور القلب.
التوسل المشروع: مثل التوسل بأسماء الله الحسنى أو بعمل صالح.
الاعتراف بالذنب والتقصير: من شأنه أن يرقق القلب ويُقوّي الخضوع بين يدي الله.
تجنّب السجع المتكلف: والدعاء بما يفهمه القلب قبل اللسان.
نماذج من أدعية الأنبياء والصالحين
جاء في القرآن الكريم العديد من الأدعية المستجابة لأولياء الله الصالحين، ومن ذلك دعاء زكريا عليه السلام:{رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}، فاستجاب الله له فورًا:
{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ}.
الدعاء بأسماء الله الحسنى
من أعظم وسائل استجابة الدعاء: الدعاء بأسماء الله الحسنى، كما قال تعالى:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.
فمثلًا: يا غفور اغفر لي، يا رزاق ارزقني، يا كريم أكرمني، يا رحيم ارحمني.