رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الدعاء أم الصدقة أم القرآن؟.. ما ينفع الميت بعد رحيله بأفضل الأعمال

بوابة الوفد الإلكترونية

كثيرًا ما يتساءل الناس عن أفضل ما يمكن تقديمه للمتوفى بعد رحيله: هل الدعاء أنفع، أم قراءة القرآن وإهداء ثوابه، أم التصدق عنه؟ علماء الدين أجابوا عن هذا التساؤل، مستندين إلى نصوص شرعية وأحاديث نبوية شريفة.
 


قراءة القرآن للميت

قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، إن أنفع ما يُهدى للميت هو الدعاء، مستشهدًا بحديث رسول الله ﷺ:«إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [رواه مسلم].

وخلال فيديو نشره على قناته بموقع “يوتيوب”، أوضح "عاشور" أن النبي ﷺ أكد أهمية الدعاء للميت، حيث قال:
«ادعوا لأخيكم فإنه الآن يُسأل»، مشيرًا إلى أن الدعاء هو الأصل الوارد في النصوص، ثم تأتي الصدقة في المرتبة الثانية، ثم ختم القرآن وإهداء ثوابه للميت، وأكد أن ترتيب هذه الأعمال يكون بحسب ما ورد في القرآن والسنة.

وأشار إلى قوله تعالى في سورة الحشر:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر: 10]، مما يدل على استمرارية نفع الدعاء للميت، حتى بعد وفاته بمدة طويلة.

هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟

هذا السؤال كثيرًا ما يتردد في أذهان الناس، وجاء رد دار الإفتاء المصرية عبر بث مباشر على صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك"، حيث أجاب الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، مؤكدًا أن ثواب قراءة القرآن يصل إلى الميت، بل ويزيد من حسناته ويرفع درجته – بمشيئة الله تعالى –.

وروى عبد السميع قصة عن أحد السائلين قال فيها: "أبي توفي، وأشعر بالتقصير في حقه، فأقوم بختم القرآن له"، فأجابه بأن هذه الختمات تنفع الميت وتكون له نورًا في قبره، وأن القارئ نفسه ينال أجرًا على ما قرأ، حتى وإن وهب الثواب للميت.

ودعا في ختام حديثه بأن يجعل الله ثواب ما يُقرأ من القرآن الكريم رفعة للميت يوم القيامة، وزيادة في حسناته، ورحمةً ومغفرة.

وهل يستفيد الميت من أي عمل يُهدى له؟

أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن تلاوة القرآن الكريم من الأعمال الطيبة التي يتضاعف أجرها، وأنها تُعد من الصدقات الجارية إذا أُهدي ثوابها للميت، تمامًا كما يُهدى له الحج والعمرة.


وقال: "اقرأ القرآن واهب ثوابه لمن تحب من الأموات، فكل ذلك في ميزان حسناتهم، ويرجى أن يكون سببًا في رفعة درجتهم ومغفرة ذنوبهم".

هل يُشترط التلفظ بالنية عند إهداء الثواب؟

في هذا السياق، بين الدكتور محمد عبد السميع أن النية القلبية تكفي عند إهداء ثواب القراءة للميت، ولا يشترط أن يقول الإنسان بصوت مرتفع: "اللهم إني أهدي مثل ثواب ما قرأت لفلان".

وأشار إلى أن التلفظ بالنية قد يكون أبلغ وأرجى في القبول، إذ يُظهر الإلحاح في الطلب والدعاء بأن يتقبل الله هذا العمل ويجعله في ميزان الميت، إلا أن الإضمار في القلب جائز شرعًا ومُعتبر.