"صوت بلا روح".. الذكاء الاصطناعي يغزو عالم الموسيقى
في ظل التسارع نحو التطور التكنولوجي، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من تفاصيل حياتنا اليومية، وأصبح يدخل في جميع المجالات، ويعتمد عليه الكثيرون في إنجاز أعمالهم، وبالتبعية لم تتخلص الفنون من قبضة الثورة التكنولوجية.
ذكاء اصطناعي يغني
وصلت تقنيات الذكاء الاصطناعي لمرحلة إنه "يغني" بدل الفنان! فأصبحنا نسمع أغاني كاملة بأصوات مولدة بواسطة AI، تحاكي نبرة وصوت وأداء مطربين حقيقيين، أو أغنية بصوت فنان يغنيها فنان آخر وكأنها أغنيته الأصلية فبات من الممكن الآن تأليف ألحان، وكتابة كلمات ،وتوزيع موسيقي دون الحاجة لأي عنصر بشري، وقد نجحت بعضها فعليًا في جذب ملايين المشاهدات على السوشيال ميديا ومنصات الموسيقى.
مما جعل الجمهور يقف حائرًا بين أغنية من دون إنسان وصوت بلا روح، وهنا يفرض السؤال نفسه بقوة: هل الجمهور مستعد يتقبل أغنية من غير مطرب بشر؟ وهل أصبح لا حاجة لوجود العنصر البشري في إنتاج الأغاني؟
الذكاء الاصطناعي يحتل عالم الموسيقى
وكانت قد ظهرت أغنية بعنوان "Heart on My Sleeve" بصوت يشبه تمامًا المغني العالمي Drake، لكن المفاجأة إنها معمولة بالكامل بصوت مولّد باستخدام AI، بدون أي تدخل من الفنان نفسه، وبالرغم من إن الأغنية تم إزالتها لاحقًا بسبب مشكلات حقوق ملكية، إلا إنها أثارت جدلًا واسعًا.
موسيقى الذكاء الاصطناعي
أثارت فرقة "ذا فيلفيت صن داون" ضجة واسعة في عالم الموسيقى، بعد ظهورها المفاجئ على منصات البث، وإصدارها ثلاثة ألبومات في أقل من شهر، وسط شكوك متزايدة بأنها مشروع مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
ورغم حداثة عهدها، حققت الفرقة إنجازًا، حيث حصدت مليون مستمع شهريًا على "سبوتيفاي"، بينما حققت أغنيتها الأكثر شعبية «Dust on the Wind» أكثر من نصف مليون استماع خلال شهر.
مزايا الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى
للذكاء الاصطناعي مميزات تفرقه عن العنصر البشري، حيث إنه ينتج بشكل أسرع وبتكلفة أقل، ويعطي الإمكانية علي توليد مئات الألحان والكلمات في وقت قصير.
كما أنه يستطيع تقليد صوت أي فنان معروف فيمكننا أن نرى أغنية لشيرين بصوت أنغام مثلًا، مما أثار جدلًا واسعًا في عالم الموسيقى، لكن هل يكفي هذا للوصول إلى قلب الجمهور؟
الجمهور منقسم
يعتقد بعض المستمعون أن الأغاني المصنوعة بـAI ممتعة ومثيرة، خصوصًا لو بتقلد فنان بيحبوه، حيث أصبح بإمكانهم سماع الأغنية التي يحبونها بصوت مطربهم المفضل.
لكن آخرين بيعتبروا هذا تزييف وسرقة فنية، وبيطالبوا بوضع قوانين واضحة تحمي هوية الفنان وصوته.
التكنولوجيا لن تمحو تأثير الإنسان
من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سوف يستمر في التوسع وغزو عالم الموسيقى، لكن سيظل للعنصر البشري بصمة وتأثير لا يمكن أن يعوضه الذكاء الاصطناعي.
ربما يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يصنع أغنية، لكن وحده الإنسان هو من يصنع الفن الحقيقي، فقد ينجح الذكاء الاصطناعي في محاكاة الصوت وربما يخدع الأذن، لكن هل يستطيع أن يلامس القلب كما يفعل الفنان حين يغني من وجعه وواقع تجربته؟، وتبقى الحقيقة واضحة أنه قد تُبدع التكنولوجيا، لكنها لن تكون يومًا بديلًا عن الإنسان.