مصر تتوسّع في زراعة القطن.. موسم استثنائي وجودة عالمية
في ظل التحديات التي تشهدها السوق العالمية للسلع والمحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها القطن، أعلن الدكتور مصطفى عمارة، المتحدث الرسمي باسم معهد بحوث القطن، أن موسم القطن المصري لعام 2025 يُعد موسمًا استثنائيًا بكل المقاييس، مؤكدًا أن مصر تمكنت من التوسع في زراعة القطن رغم انخفاض الأسعار عالميًا.
وأوضح عمارة، أن المساحة المنزرعة هذا الموسم وصلت إلى نحو 195 ألف فدان، مشيرًا إلى أن 173 ألف فدان منها تتركز في الوجه البحري، بينما تم زراعة 22 ألف فدان في الوجه القبلي، وهو ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على استمرار اهتمام الدولة والمزارعين بهذا المحصول الاستراتيجي.
توعية وتطوير مبكر:
ولفت عمارة إلى أن معهد بحوث القطن بدأ منذ فبراير الماضي تنفيذ ندوات إرشادية موسعة للمزارعين، لتعريفهم بالأصناف الجديدة المعتمدة طبقًا للقرار الوزاري رقم 91 لسنة 2025، والذي يهدف إلى تحسين جودة الإنتاج وتوحيد الأصناف بما يساهم في تحسين كفاءة التسويق.
وأضاف أن موسم الجني سيبدأ في محافظات الصعيد مطلع أغسطس، مؤكدًا أهمية اتباع أساليب الجني المحسن للحد من الملوثات النباتية والمعدنية، ما ينعكس إيجابًا على رتبة القطن وسعره ضمن منظومة التسويق التي ستنطلق رسميًا في سبتمبر المقبل.
القطن المصري.. جودة عالمية واستدامة:
وعن المكانة العالمية للقطن المصري، شدد عمارة على أن القطن طويل التيلة لا يزال يحافظ على سمعته المميزة دوليًا، مشيرًا إلى أن الجهود العلمية مستمرة للحفاظ على هذه الجودة من خلال إدخال مفاهيم الاستدامة البيئية في الإنتاج.
وأشار إلى أن المعهد يعمل بالتعاون مع منظمات دولية، من بينها الأمم المتحدة، على تطوير أساليب إنتاج قطن نظيف، وذلك عبر تقنيات تقلل من استخدام المياه والأسمدة، وتزيد من كفاءة الإنتاج المحلي وتحافظ على البيئة.
وختم المتحدث باسم معهد بحوث القطن بأن الآفاق المستقبلية للقطن المصري واعدة، شرط الاستمرار في تطوير المنظومة من الزراعة حتى التسويق، وتحفيز المزارعين على الالتزام بالإرشادات الفنية لتحقيق أعلى جودة ممكنة.
ويعد القطن من المحاصيل الاستراتيجية التي تدير دخلًا كبيرًا سواء للدولة وللمزارعين، وتدخل في صناعات كثيرة يتم تصديرها للخارج، وتدخل عملة صعبة للبلاد.