رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ما حكم تأخير صلاة العشاء إلى منتصف الليل؟

بوابة الوفد الإلكترونية

كشفت دار الإفتاء المصرية حكم تأخير أداء صلاة العشاء إلى منتصف الليل، موضحة أن النصوص الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تدل على أفضلية تأخير صلاة العشاء عن أول وقتها إلى ثلث الليل أو نصفه، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تفريط في الصلاة أو الوقوع في الكسل والنوم.

وأوضحت الدار، عبر موقعها الرسمي، أن من السنن الثابتة في الشريعة أن تأخير صلاة العشاء –في حال عدم وجود مشقة على المصلين– يُعد من الأمور المستحبة، واستشهدت بما رواه الترمذي عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَلأخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ»، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.


كما أوردت أيضًا حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:«لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأمَرْتُهُمْ أَنْ يُؤَخِّرُوا العِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِهِ»، وهو حديث حسن صحيح أيضًا.

رأي الفقهاء في تأخير صلاة العشاء

وأشارت دار الإفتاء إلى أن كثيرًا من علماء السلف والخلف رأوا في تأخير صلاة العشاء فضيلة مؤكدة، ومنهم الإمام النووي، الذي قال في كتابه "المجموع" (3/ 59-60، ط. المنيرية):"فهذه أحاديث صحاح في فضيلة التأخير، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد وإسحاق وآخرين، وحكاه الترمذي عن أكثر العلماء من الصحابة والتابعين، ونقله ابن المنذر عن ابن مسعود وابن عباس والشافعي وأبي حنيفة.. وهو أقوى دليلًا؛ للأحاديث السابقة".

بشروط.. التأخير مستحب لا مطلق

ورغم هذه الفضيلة، شددت دار الإفتاء على أن التأخير لا يكون مستحبًّا إلا بشروط؛ أهمها أن يكون الشخص على يقين من عدم تغلب النوم عليه أو الكسل، وإلا فإن التعجيل بأداء الصلاة في أول وقتها يكون هو الأفضل والأوجب في حقه.

وفي هذا السياق، نقلت الدار عن الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 48، ط. دار المعرفة):
"من وجد به قوة على تأخيرها، ولم يغلبه النوم، ولم يشق على أحد من المأمومين، فالتأخير في حقه أفضل، وقد قرر النووي ذلك في شرح مسلم، وهو اختيار كثير من أهل الحديث من الشافعية وغيرهم".

كيف يُحسب نصف الليل وثلثه؟

وأوضحت دار الإفتاء طريقة حساب نصف الليل الشرعي وثلثه، قائلة إن الليل يبدأ من غروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر، ومن ثم يمكن تحديد منتصف الليل بحساب عدد الساعات بين هذين الوقتين ثم قسمتها على اثنين، فتُضاف النتيجة إلى وقت المغرب، ويُعرف بها وقت منتصف الليل. أما ثلث الليل، فيتم بقسمة المدة على ثلاثة، ثم تُضاف قيمة الثلث إلى وقت المغرب.

وبذلك، يتضح أن تأخير صلاة العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه جائز ومستحب في حال لم يشق على المصلّي أو يُضيع منه الصلاة، وهو ما يؤكد عليه الفقهاء والأحاديث النبوية الشريفة.