العثور على " ثعبان كوبرا" داخل مسجد قرية الربدان بالبحيرة

شهدت قرية الربدان التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، لحظات مثيرة ومرعبة في آن واحد، بعدما فوجئ المصلون بثعبان كوبرا مختبئًا داخل أحد دواليب مكبرات الصوت في مسجد القرية، ما أثار حالة من الخوف والدهشة بين الأهالي.
حيث عاش أهالي قرية الربدان التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة لحظات من القلق والدهشة امتزجت بالخوف، بعدما اكتشفوا وجود ثعبان كوبرا سام، اتخذ من قلب المسجد الذي يؤمه الأهالي للصلاة واحةً هادئة لمخبئه.
لم يكن ذلك الثعبان مختبئًا في ركن بعيد عن الأنظار، بل اختار مكانًا بالغ الحساسية داخل دولاب مكبر الصوت أسفل منبر الإمام، حيث توجد أنظمة الصوت التي تخدم المسجد.
مشهد غير متوقع جعل قلوب المصلين تخفق رعبًا، خاصة مع خطورة الثعبان الذي قد يلدغ في أي لحظة.
ومع انتشار الخبر في القرية كالنار و تحولت ساحة المسجد إلى ما يشبه خلية نحل، اجتمع فيها الأهالي بين الخوف والحذر، يبحثون عن حل سريع لإنهاء هذا الكابوس الذي هدد سلامتهم داخل بيت من بيوت الله.
القصة بدأت عندما لاحظ بعض المصلين حركة غير معتادة بالقرب من جهاز الصوت، ليتبين لهم لاحقًا وجود ثعبان سام من نوع «الكوبرا»، ليعمّ الخوف في صفوف الأهالي خشية تعرض أي شخص للإصابة.
ولم يتردد الأهالي في طلب المساعدة، فاستعانوا بأحد المتخصصين في التعامل مع الزواحف السامة وصيد الأفاعي، الذي حضر على الفور مستخدما خبرته وأدواته البسيطة، متمثلة في عصا خشبية وحقيبة مخصّصة لنقل الثعابين.
وفي تلك اللحظات الحرجة، لجأ الأهالي إلى من يعرفه الجميع في المنطقة بجرأته وخبرته في التعامل مع الأفاعي، إنه «الرفاعي» صيّاد الأفاعي المتخصص، الذي حضر إلى المسجد مزودًا فقط بعصا خشبية طويلة وبعض الأدوات البسيطة، لا يحمل سوى خبرته وهدوء أعصابه.
اقترب الرفاعي من مكبر الصوت بخطوات محسوبة وسط ترقب الأهالي الذين راقبوا الموقف بأنفاس محبوسة، فالثعبان لم يكن ساكنًا، بل حاول التوغل أكثر هربًا من مطارده، ومع ذلك، وبحركة مدروسة، استطاع أن يسيطر على الكوبرا من رأسها، ليمسك بها بثبات ويخرجها بحذر من المكان الضيق دون أن يُصاب أي شخص بأذى.
وفي مشهد أراح الجميع وأعاد إليهم الإحساس بالأمان، قام الرفاعي بإعدام الثعبان خارج المسجد، بعيدًا عن أي منازل أو تجمعات، لينتهي بذلك مصدر الخطر، وتستعيد قرية الربدان هدوءها بعد ساعات من الخوف والقلق.
ولم يفوّت بعض الأهالي ورواد المسجد توثيق هذه اللحظات الاستثنائية بهواتفهم المحمولة، لتتحول المشاهد لاحقًا إلى مقاطع مصوّرة وصور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر فيها الأهالي عن شكرهم وتقديرهم لجهود الرفاعي وشجاعته، بعدما خلّصهم من ثعبان كان يمكن أن يُسبب كارثة.
ووثّق الأهالي لحظة الإمساك بالثعبان في مقطع فيديو وصور انتشرت سريعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهرت مشاهد شدّت انتباه الجميع.
الحادثة تركت أثرًا قويًا بين أبناء القرية، الذين عبّروا عن صدمتهم وقلقهم، لا سيّما أن الواقعة حدثت داخل مكان يُقصد للطمأنينة والسكينة.
فيما سادت حالة من الارتياح بعد التخلص من مصدر الخطر، وسط دعوات بضرورة فحص المساجد والمؤسسات العامة بشكل دوري للتأكد من خلوّها من مثل هذه الزواحف.
وقال بعض أهالي القرية إنهم لم يشهدوا واقعة مشابهة من قبل، معربين عن شكرهم العميق للشاب الذي خاطر بنفسه وتمكّن من الإمساك بالثعبان دون أن يُصاب أحد بأذى.
وفي الوقت ذاته، تداول رواد مواقع التواصل مقاطع الفيديو على نطاق واسع، وانهالت التعليقات التي عبّرت عن دهشة وخوف واستغراب، إلى جانب إشادات كبيرة بجرأة الصياد وبسالة الأهالي الذين تحركوا سريعًا لحماية المصلين.
وتبقى الواقعة جرس إنذار بضرورة تكثيف جهود مكافحة الزواحف والحيوانات الخطرة، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، الأمر الذي يدفع هذه الكائنات للبحث عن أماكن مظللة وهادئة مثل المساجد والمنازل الريفية.
وفي النهاية، ظلت جملة واحدة تتردد بين الأهالي: «الحمد لله ربنا ستر»، لتبقى هذه الواقعة ذكرى محفورة في ذاكرة القرية، وحكاية تُروى للأجيال عن كوبرا سامة خرجت من تحت منبر المسجد، ليعيد الأهالي بعدها ترتيب خطواتهم بحذر، وشكر الله على سلامة الجميع.



