"تلازم العمارة والحلي" في ندوة بمكتبة الإسكندرية
نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "تلازم العمارة والحلي"، اليوم الثلاثاء، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المقام على هامش معرضها الدولي للكتاب في دورته العشرين، بمشاركة مصممة الحُلي عزة فهمي، والدكتورة دليلة الكرداني؛ أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، قدمتها ياسمين عبد الله.
قالت دكتورة دليلة الكرداني، إن العمارة والحُلي بينهما نقاط التقاء أهمها الطاقة التي يبثونها في نفس الإنسان بشكل غير ملموس، فقد يدخل الشخص إلى مكان ويشعر بانشراح أو انقباض دون معرفة السبب وهذا الأمر يتكرر مع الحُلي، كما أن الهندسة المعمارية تتزين بالزخارف والحُلي.
وأضافت "الكرداني" إن عناصر التصميم الفني واحدة سواء في العمارة والحلي أو حتى الموسيقى إذ لابد من وجود توازن وحس جمالي، موضحة أن الفن الشعبي والفلكلور مخزن للتراث المصري الذي يُعلم الفنانين في مختلف المجالات.
وأكدت "الكرداني" أن مصر ملهمة وكل منطقة بها تراث وهو ما تحاول حث طلابها على البحث عنه واكتشافه، مشددة على أن مصر تحوي بين جنباتها كل فنون العالم، مختتمة بأن الإسكندرية أهم مدينة كوزموبوليتانية على البحر المتوسط، حيث تجمع بين الحضارات الرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية التي تُحفز على الإبداع.
فيما أكدت عزة فهمي أنها لا تستطيع المقارنة بين الهندسة المعماري والحُلي لأن العمارة هي أم الفنون، موضحة أنها استفادت من زخارف العمارة الموجودة في مصر لتصميم الحُلي وعلى رأسها العمارة المملوكية التي تعد أهم فترات الحضارة الإسلامية من حيث العمارة.
وأضافت: "العمارة في مصر ألهمتني ومصر تضم تراث غني مثل العمارة النوبية والصحراوية والبيوت الشعبية وغيرها، كما أن كل مجموعة نصممها وراءها موضوع إما كتاب أو أغنية أو مستلهم من الشعر الجاهلي والصوفي، حيث نحرص على مزج الأدب المقروء مع الحلي".
وأوضحت "فهمي" أن الحُلي يختلف من طبقة لأخرى في الماضي كان الفلاحين بعد حصاد القطن يشترون الذهب لحفظ أموالهم، ويتم توريثه من جيل لأخر، ولكن للأسف أغلب الحُلي التراثي مثل الكردان لم يتم الحفاظ عليه وأُعيد استخدامه في تصميمات حديثة.
وعن مؤسسة ومدرسة عزة فهمي، شددت إنها تسعى لتعليم الأجيال الجديدة، معتبرة أن نقل العلم للأجيال هو سبيل تقدم الأمم، قائلة: "الواثق من نفسه يُعلم غيره".
جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجاري، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادي الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازي في القاهرة في "بيت السناري" بحي السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.
وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحي الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.



وفي سياق أخر، وقع الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الاسكندرية، والدكتور ياسر مجدي حتاتة؛ رئيس جامعة الفيوم، اتفاقية تعاون بين المكتبة والجامعة، تهدف إلى ترسيخ ثقافة البحث العلمي وتعزيز قدرات المجتمع الأكاديمي المصري في مجال الحوسبة فائقة الأداء.
قال المهندس يوسف الدكر؛ مدير إدارة المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية بمكتبة الإسكندرية، إن هذا الحدث يمثل نموذجًا للتعاون بين مؤسستين علميتين يجمعهم الإيمان بأهمية دعم البحث العلمي من خلال التكنولوجيا وبناء القدرات والسعي نحو مستقبل أفضل، لافتًا إلى أن مكتبة الإسكندرية لها تاريخ يرجع لعام 2009 في تقديم خدمة الحوسبة عالية الأداء للجامعات في مصر.
وفي كلمته، رحب الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية بالدكتور ياسر مجدي حتاتة رئيس جامعة الفيوم والوفد المرافق له من أساتذة الجامعة، مؤكدًا أنه يعتز بجامعة الفيوم حيث ساهم في تأسيس كلية الخدمة الاجتماعية بها. وأعرب زايد عن سعادته بهذا التعاون لأنه يساهم في تدعيم البحث العلمي ويقدم نموذج جديد ومختلف يتميز بروح التبادلية في التعاون من خلال الإمكانيات التكنولوجية والقدرات البحثية المشتركة.
من جانبه، تقدم الدكتور ياسر مجدي حتاتة بالشكر للدكتور أحمد زايد على تسهيل أمور الاتفاقية وبروتوكول التعاون، مؤكدًا أن جامعة الفيوم تشرف بالعمل مع المكتبة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقال إن التعاون مع الخبرات الموجودة في مكتبة الإسكندرية يمثل نموذجًا مشرفًا للشراكة بين المؤسسات العلمية المختلفة، حيث سيساهم في المنفعة العامة وفتح مجال كبير للباحثين وخدمة البحث العلمي الذي يعد من أهم ركائز تنمية الدولة.