أنفك مرآة لصحتك.. كيف يكشف المخاط عن أسرار جسمك؟
المخاط .. رغم أن كثيرين يتخلصون من المناديل الورقية دون انتباه، إلا أن ما يخرج من الأنف قد يحمل مؤشرات صحية مهمة.
ولا يعتبر المخاط الأنفي، المعروف علميًا باسم "المخاط"، مجرد إفراز يومي مزعج، بل هو أداة تشخيصية دقيقة يمكن أن تعكس حالة الجهاز المناعي وتكشف عن مشكلات صحية خفية.
لون المخاط… إشارات مبكرة لا ينبغي تجاهلها
ينتج الإنسان ما يقرب من 100 مل من المخاط يوميًا، يمر معظمه عبر الحلق إلى المعدة، فيما يُطرد بعضه من الأنف.
ووفقًا للأطباء، فإن اللون الطبيعي للمخاط يجب أن يكون شفافًا. أي تغير في لونه أو كثافته قد يشير إلى حالة مرضية.
الأبيض أو الكريمي: علامة على بداية نزلة برد أو عدوى فيروسية.
الأصفر الفاتح أو الأخضر المصفر: قد يشير إلى وجود عدوى بكتيرية أو التهاب في الجيوب الأنفية.
الوردي أو المحمر: غالبًا ما يدل على تمزق أوعية دموية دقيقة داخل الأنف.
البني أو الأسود: قد يكون ناتجًا عن التدخين أو التعرض المفرط للملوثات، وقد ينذر في بعض الحالات بعدوى فطرية خطيرة.
إنتاج المخاط المفرط: عدوى... أم تحذير مبكر؟
وعادة ما يكون إفراز كميات غير معتادة من المخاط رد فعل تحسسي أو علامة على عدوى بكتيرية.
وفي حالات نادرة، يعتبر بعض الباحثين أن هذه الظاهرة قد تكون من الأعراض المبكرة لمرض باركنسون. حيث أن ضعف التحكم العضلي في الأنف والحلق يؤدي إلى تراكم المخاط واللعاب في الممرات الأنفية.
المخاط والزهايمر… العلاقة المفاجئة
وكشفت دراسات حديثة أن المخاط قد يحتوي على بروتينات أميلويد، وهي نفس البروتينات التي تتراكم في أدمغة مرضى الزهايمر.
ويوفر وجود هذه البروتينات في السائل الأنفي أداة تشخيصية مبكرة تساعد الأطباء على التدخل في وقت مناسب، وربما إبطاء تقدم المرض.
المخاط ومؤشرات أمراض الرئة
أشار بحث سويدي نُشر في يوليو 2025 إلى وجود علاقة بين ارتفاع مستوى بروتين IL-26 في مخاط أنوف المدخنين طويلًا وبين احتمالية الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD). حيث يعكس ارتفاع هذا البروتين خللًا في وظائف الرئة وضعفًا في القدرة على التنفس.
فحص المخاط... طب المستقبل؟
يؤكد الأطباء أن المخاط لا يجب أن يُنظر إليه كفضلة جسدية مزعجة فحسب، بل كمادة حيوية تحمل رموزًا ومؤشرات قد تساعد في الكشف المبكر عن أمراض معقدة.
ويأمل الباحثون في أن يصبح تحليل المخاط أحد أدوات الفحص الروتيني في المستقبل القريب، في سبيل تحسين دقة التشخيص والوقاية من الأمراض المزمنة.
في النهاية، يبدو أن "الأنف" لم يعد مجرد عضو للتنفس، بل بوابة استثنائية لفهم ما يجري في أعماق الجسم.