قال: إن مصر وطن عزيز على أبنائه
البابا تواضروس فى ذكرى 3 يوليو: بلدنا آمن رغم النيران المحيطة
البطريرك معزيًا أسر ضحايا «حادث المنوفية»: الإهمال هو العدو الأول
لقاءات «شباب المهجر» تستهدف ربط الأجيال الجديدة بالجذور
لم تخل عظة قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية- بطريرك الكرازة المرقسية من إشارة إلى حادث «فتيات المنوفية» الذى راح ضحيته 18 فتاة ينتمين لقرية كفر السبانسة، رغم مرور نحو 10 أيام على وقوعه.
وعقب تقديم العزاء لأسر الضحايا، والمصابين، أعرب البابا عن حزنه إزاء الحادث المؤلم حسب توصيفه، لافتًا إلى أن الكنيسة تعزى الأسر، وتصلى لأجل المصابين.
وخلال عظته الأسبوعية بكنيسة السيدة العذراء، والقديس يوسف النجار بمنطقة سموحة بالإسكندرية، قال: إن هؤلاء الفتيات كن ذاهبات للعمل فى جمع «العنب»، وتحملن المسئولية فى سن مبكرة لمساعدة أسرهن، وتوفير نفقات تعليمهن.
البطريرك أضاف أن الإهمال هو المتهم الرئيسى فى الحادث، محذرًا منه فى كل الأمور، باعتباره عدوًا أول للإنسان.
وأردف قائلًا: حتى فى الزواج يقولون: إن الإهمال هو آفة الحياة الزوجية.
عطفًا على ذلك، جدد البابا تواضروس الثانى تهنئته بذكرى ثورة 30 يونيو، وتساءل فى سياق تهنئته عن الإنسان إذا سرق بيته، كيف سيكون شعوره، وأردف قائلًا: ماذا لو كان وطنًا بأكمله تتم سرقته.
البابا الذى يسترجع ذكريات «30 يونيو»، وما سبقها، وما تلاها أشار إلى أن وطنًا كاملًا كان رهن السرقة بكل ما فيه، تاريخه، وجغرافيته، ثقافته، وآدابه، وفنونه، ولذلك اندلعت الثورة لكى تعود للوطن هويته، واستطرد: من أجل هذا نشكر الله أن بلدنا الآن صار آمنًا، وساكنًا رغم كل النيران المحيطة بنا.
وأعاد البطريرك المشارك فى مشهد خارطة الطريق فى الثالث من يوليو 2013 ذاكرة لحظة اجتماع رموز القوى الوطنية، وخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى كان وقتذاك وزيرًا للدفاع، معرجًا على أنه لدى عودته على متن طائرة هليكوبتر من القاهرة إلى الإسكندرية، حرص قائد الطائرة على ارتفاع قريب ليتسنى له مشاهدة فرحة المصريين بالبيان.
وفى سياق انحيازاته المعلنة لمصر الوطن، لفت البابا إلى أن مصر وطن عزيز على المصريين، وترابه مقدس بخطى السيد المسيح، والقديسة العذراء، والقديس يوسف النجار، وهى ميزة تتميز بها مصر عن سائر بلدان العالم، بل إنها بركة، ونعمة -على حد تعبيره-.
وعلى صعيد ملتقيات شباب المهجر، وصف البطريرك لقاءات الشباب بأنها تستهدف فى جزء أساسى منها لجذب الشباب ناحية وطنهم الأم، والتعرف عليه، فى حين أن ملتقيات شباب الأقباط فى الداخل تسعى باتجاه تعريفهم على نحو أعمق بالوطن.
واختتم قائلًا: «مصر وطن لا يضاهيه أى وطن آخر فى العالم».
«حكايات الشجرة المغروسة» (٢).. «إكليل الشهداء» فى اجتماع الأربعاء
وقبيل العظة ذاتها التى بثتها الفضائيات الكنسية، وقناة المركز الإعلامى للكنيسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أدى البابا صلوات العشية بمشاركة عدد من أساقفة المجمع المقدس، هم على الترتيب «الأنبا بافلى الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه، والأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرق الإسكندرية، بجانب القمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية، والآباء كهنة الكنيسة، وعدد من مجمع كهنة الإسكندرية، وخورس شمامسة الكنيسة، وأعداد كبيرة من الأقباط.
وقال القمص يؤانس تادرس كاهن الكنيسة: إن البابا مهتم بكافة فئات الشباب الكنيسة القبطية بالداخل، والمهجر، مثمنًا دوره الرعوى تجاه الشباب.
وعلى الصعيد ذاته عرض القس كيرلس رشدى منسق منتدى شباب الإسكندرية، فكرة المنتدى ونشأته، لافتًا إلى دور الكنيسة المهم فى خدمة الوطن، مستشهدًا بعدد من النماذج القبطية المشرفة التى خدمت الوطن والعالم..
واستأنف البابا تواضروس سلسلة «حكايات الشجرة المغروسة» التى بدأها الأسبوع فى أولى عظاته بعد انقطاع استمر نحو 40 يومًا، متحدثًا عن عصر الاستشهاد فى زمن الإمبراطورية الرومانية، وخاصة فى حكم دقلديانوس عام 284م، لافتًا إلى أن البلدين الأكثر تقديمًا للشهداء هما مصر، وفلسطين، بداية من أطفال بيت لحم مع ميلاد السيد المسيح.
وجدد تأكيده على أن المسيحية عاشت بالعرق، والتعب، وبسفك الدم (الاستشهاد)، مستشهدًا بالقديس بوليكاربوس، والقديس البابا بطرس الأول البطريرك السابع عشر، والذى اعتلى الكرسى المرقسى عام 301م، وشهداء ليبيا، وشهداء العفاف مثل القديسة دميانة، والأربعين عذراء.
وأشار البابا إلى ثلاثة أكاليل، وهى إكليل البر (الفضيلة)، وإكليل الحياة (الأمانة)، وإكليل المجد (الكرامة السماوية).
وأوضح أن نيل هذه الأكاليل يتطلب إيمانًا قويًا، ومبادئ سليمة، وشهادة للإيمان.