رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

بعد حادث المنوفية.. «الأوقاف»: القيادة مسؤولية دينية قبل أن تكون قانونية

بوابة الوفد الإلكترونية

في أعقاب الحادث الأليم الذي شهدته محافظة المنوفية، وأسفر عن وفاة 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة من العاملات في المزارع، أطلقت وزارة الأوقاف تحذيرًا شديد اللهجة، مؤكدة أن القيادة ليست مجرد مهارة فنية، بل مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية.

ووقع الحادث المروع نتيجة تصادم سيارة نقل صغيرة (ربع نقل) تقل العاملات بسيارة ثقيلة، في ظل ما وصفه شهود عيان بـ"القيادة المتهورة والسرعة الزائدة"، وهو ما أعاد إلى الواجهة تساؤلات المجتمع المصري حول مدى الوعي الحقيقي بخطورة الطريق وأخلاقيات القيادة، خاصة في ظل تكرار هذه المآسي في الريف والمناطق الزراعية.

القيادة ليست شجاعة متهورة

وقالت وزارة الأوقاف، عبر صفحتها الرسمية ضمن حملة «صحح مفاهيمك»، إن بعض السلوكيات المنتشرة على الطرق تمثل جريمة في حق النفس والمجتمع، داعية إلى إعادة النظر في مفاهيم مغلوطة شاعت بين بعض السائقين، مثل اعتبار السرعة نوعًا من "الاحتراف"، أو كسر الإشارة نوعًا من "الشجاعة"، مشددة على أن هذا النوع من التفكير يُفضي إلى كوارث إنسانية، كما حدث في المنوفية.

وأكدت الوزارة أن قيادة السيارة يجب أن تُمارَس بروح الوعي بالمسؤولية، لا بمجرد امتلاك الرخصة، موضحة أن بعض التصرفات، مثل تجاوز الإشارة الحمراء أو استخدام الهاتف أثناء القيادة، تعد خيانة للأمانة التي يحملها السائق على عاتقه.

واستشهدت الأوقاف بقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وقوله عز وجل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]،
وكذلك بحديث النبي ﷺ: «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته»، في تأكيد أن كل سائق هو راعٍ لأرواح من معه، وأي تهاون هو تعدٍ على حدود الشرع والخلق.

 

مفاهيم مغلوطة يجب تصحيحها

وحذرت الوزارة من العبارات التي يرددها البعض لتبرير الاستهتار، مثل: "أنا حافظ الطريق"، أو "أنا سايق كويس"، مؤكدة أن هذه العبارات لا تغني عن الحذر والالتزام بقواعد السلامة، مشيرة إلى أن الطريق ليس مجرد ممر، بل ميثاق أمان وحقوق للناس يجب على الجميع احترامه، تمامًا كما نحترم أرواحنا.

وأضافت أن «قطع الإشارة» أصبح سلوكًا يوميًا معتادًا لدى بعض السائقين بدعوى خلو الطريق أو عدم وجود شرطي، وهو أمر قالت عنه الوزارة: "هذه ليست مجرد مخالفة، بل جريمة شرعية وأخلاقية قد تؤدي إلى إزهاق أرواح".

القيادة الآمنة شجاعة لا ضعف

وفي ختام بيانها، شددت وزارة الأوقاف على أن القيادة الآمنة ليست دليل ضعف أو قلة مهارة، بل هي قمة الوعي والتحضر، داعية السائقين إلى أن يكونوا قدوة في السلوك على الطريق، وأن يتذكروا دائمًا أن "في كل مرة يلمسون فيها عجلة القيادة، يحملون أرواحًا أمانة في أعناقهم".

كما دعت الوزارة وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية والدعوية إلى نشر ثقافة المسؤولية المرورية، والتأكيد على أن احترام القانون ليس خوفًا من العقوبة، بل التزامًا بالدين، والضمير، وحرمة دم الإنسان.

حادث الطريق الإقليمي

كانت محافظة المنوفية قد شهدت، صباح الجمعة 27 يونيو، حادث تصادم مأساوي بين سيارة ربع نقل وأخرى نقل ثقيل، ما أسفر عن وفاة 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة في عمر الزهور، من العاملات في أحد الحقول الزراعية، أثناء توجههن للعمل، وقد تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى شبين الكوم، وسط حالة من الحزن الشديد في القرى التي فقدت فتياتها في لحظة إهمال وتهور.

ووفقًا لمصادر أمنية، فإن الحادث ناتج عن الحمولة الزائدة، وسير السيارة الصغيرة بعكس الاتجاه بسرعة كبيرة، دون مراعاة لقواعد المرور، الأمر الذي يعيد إلى الواجهة مطالبات بتشديد الرقابة المرورية، وتوعية السائقين، خاصة في مناطق الريف المصري التي تفتقر إلى بنية مرورية آمنة.