بعد وفاة 19 علي الأقليمى
النقل الثقيل يحصد الأرواح
القاهرة تسجل أعلى وفيات.. والدقهلية تحتل النصيب الأكبر
حالة من الحزن سادت بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صور لحادث مرورى مروع بين سيارة نقل «مقطورة» وأخرى ملاكي، أسفر عن وفاة عبد الله عبد الفتاح، بطل مصر وأفريقيا فى كمال الأجسام، وأظهرت الصور تحطم السيارة الملاكى بالكامل، والتى كان يقودها بطل كمال الأجسام، عقب اصطدامها بسيارة النقل المسرعة فى منطقة التجمع الخامس بمحافظة القاهرة، وتبين من المعاينة تصادم سيارة نقل «مقطورة» مع سيارة ملاكي، مما أسفر عن وفاة قائد السيارة الملاكي، ولم تكن هذه هى الواقعة الأولى من نوعها، أيضا كان هناك حادث الدائرى أو ما يعرف بـ «حادث المريوطية» الذى تسبب فى سقوط بعض السيارات من أعلى الكوبري، وذلك عندما كان الطريق مزدحمًا إلا أنه ظهرت سيارة نقل بـ «مقطورة» أطاحت بحوالى 8 سيارات على محور المريوطية بينما سقطت سيارتان من أعلى الكوبرى إحداهما كانت محملة بالأغنام، وانتقلت قوات الحماية المدنية إلى مكان الحادث، برفقة أجهزة الأمن لانتشال السيارات، وتم القبض على السائق المتسبب فى الحادث.
إحصائيات بالأرقام
كشفت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بنهاية العام الماضي، عن وصول عدد سيارات النقل والمقطورات المرخصة فى مصر 1,3 مليـون سيارة بنسبة 12,5% مـن إجمالى المركبات، فى حين بلغ إجمالى عدد سيارات النقل المرخصة 1,2 مليون سيـارة بنسبة 92,4%، وبلغ إجمالى عدد المقطورات المرخصة 99,0 ألف مقطـورة بنسبة 7,6 % مـن إجمالى عدد سيارات النقل والمقطورات،
٦٠٪ من الحوادث نقل
وكشفت دراسة أعدتها وزارة النقل بالتعاون مع وزارة الداخلية أن سيارات النقل الثقيل تتسبب فى 60% من حوادث الطرق فى مصر، وأن المقطورة وحدها تتسبب فى 13% من هذه الحوادث، وأن 30% من سائقى النقل الثقيل يتعاطون المخدرات.
يضعنا ذلك أمام تساؤل حول مواجهة خطورة قيادة المقطورة وتفادى الحوادث حيث أوضح عدد من الخبراء أن حوادث المقطورة سببها الرئيسى هو التهور والسرعة من السائقين بسبب المخدرات.
العنصر البشرى.
أوضح سامى مختار، رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا حوادث الطرق وخبير سلامة الطرق، أن أسباب حوادث المقطورات فى الفترة الأخيرة ترجع إلى عدة عوامل وعلى رأسها العنصر البشرى وتتمثل فى السائق وكفاءة تدريبه.. ومنها مثال سائق حاصل على رخصة قيادة مهنية درجة أولى، ولكن هناك بعض السائقين لايلتزمون بالسرعات المقررة للطرق السريعة والداخلية، وبعضهم يقوم بالقيادة ولم يحصل على فترة راحة كافية تجعله يستطيع القيادة لمسافات طويلة وهذه السلوكيات تساهم بنسبة 70% من الحوادث المرورية على الطرق السريعة، وهى الأشد قسوة مما يسفر عن عدد كبير من الوفيات والضحايا.
نظام المرور الجديد
وطالب «مختار» بتطبيق «نظام المرور الجديد» فى أسرع وقت والذى يعتمد على نظام النقاط للسائقين مثلما يحدث فى الخارج، وهو فى ما يقع فى حالة حدوث المخالفات من السائقين سواء أجرة أو نقل أو ملاكى بحيث يتم تطبيق العقوبة وخصم نقاط من رصيد السائق، ومثال ذلك أن كل سائق لديه 100 نقطة وفى حالة السير عكس الاتجاه يتم تطبيق العقوبة عليه وفقاً للقانون، وخصم 10 نقاط من رصيده وفى حالة استنفاذ عدد النقاط لديه يتم سحب الرخصة مع إعادة تدريب السائقين مرة أخرى داخل إدارة المرور حتى يكون هناك ردع كبير.
حملات أمنية
وأوضح خبير سلامة الطرق، أنه لمواجهة حوادث المقطورات، لدينا إدارات المرور تقوم بحملات أمنية على السائقين للكشف عن المخدرات، مع ضرورة نشر الوعى المجتمعى لتوعية السائقين بحقوق وآداب المرور من أجل حياتهم وحياة الأخرين، والتوعية بخطورة المخدرات لأن بعض السائقين لديهم اعتقاد راسخ أن المخدرات ستبقيه مستيقظاً لفترات طويلة وهى تؤدى بالفعل إلى ذلك ولكنها تقلل من رد الفعل لديهم ..وفى الحالات الطارئة التى تحتاج إلى رد فعل سريع هنا ستصبح المشكلة
ولا ننسى حادثة الطريق الدائرى والمقطورة التى تسببت فى حادث لعدد كبير من السيارات،
وأشار رئيس الجمعية المصرية إلى أن هناك تشجيع من قبل الحكومة لاستبدال المقطورة بالتريلا لأنها تكون أفضل وأسهل فى التحكم والقيادة,لأنها تتكون من جزء واحد وليست جزئين وهى تساهم، فى تقليل الحوادث والخسائر عكس المقطورة.
الإطارات سبب الحوادث
وأكد اللواء احمد هشام الخبير المروري، أن للمقطورة مشاكل كثيرة فى عندما تسوء حالتها فتصبح غير صالحة للاستعمال بالإضافة إلى السرعة الزائدة التى تؤدى إلى انحرافها خاصة فى حالة عدم احكام ربط المقطورة بالعربة الأساسية الملحقة بها، مما تسبب صعوبة فى التحكم، وعدم توفر شروط الأمن والسلامة بها من حيث أحجام المقطورة والحمولة الزائدة، ولحل مشاكل المقطورة على الطرق السريعة أصبح هناك طريق للخدمة مخصص لسيارات النقل الثقيل 5 طن فأكثر تسير داخله حتى لا تتعرض للسيارات الأخرى، ومع انتهاء تطوير الطريق الدائرى سيصبح هناك حارة مخصصة للنقل الثقيل بعيداً عن السيارات الأخرى.
مثبت سرعة.
وأوضح الخبير المروري، أن هناك فرق كبير فنياً ومهارياً بين القيادة على الطرق السريعة والقيادة على الطرق الداخلية داخل المدن بالنسبة للمقطورة, حيث تزداد كثافات السيارات أكثر من الطرق السريعة وأيضاً قيادة السيارة تكون محكومة بالإشارات المرورية، سواء الوقوف والانتظار والسير ببطء، أما الطرق السريعة فتكون مسافتها أطول وتصل إلى مئات الكيلو مترات، وهنا تكون الأزمة لأن الطريق يكون طويل وممل أحياناً لقائد السيارة، ولكن يلتزم قائد السيارة بالسرعات المقررة، للطرق السريعة والمعدل.. فداخل المدن معظم السرعات للمقطورة تكون من 30-50 كيلو متر فى الساعة أما فى الطرق السريعة فممكن تصل النقل الثقيل 70 كيلو متر فى الساعة، مع التأكد من عدم تناول السائق للمواد المخدرة، حتى لا يفقد التركيز والوعى أثناء القيادة ، ويجب تركيب جهاز «مثبت سرعة» داخل سيارات المقطورة أسوة بأوتوبيسات السياحة.
كما أشار الخبير إلى أن الحوادث فى الفترة الأخيرة كانت بسبب عدم صيانة فرامل اليد والفرامل الهوائية للمقطورة مضيفا أنه هناك دور كبير على الإدارات المرورية فى مواجهة حوادث الطرق وهى : زيادة الحملات المرورية من خلال الأكمنة الثابتة والمتحركة والكشف عن قائدى السيارات للمواد المخدرة والتأكد من الصلاحية الفنية للسيارات.
المخدرات كارثة
وأضاف الخبير المروري، أن سائق النقل الثقيل يستطيع التحكم فى السيارة داخل المدن عن الطرق السريعة، والحوادث على الطرق السريعة تكون جسيمة بشكل كبير والتى ترجع بشكل كبير إلى العامل البشرى بنسبة حوالى 70% وهذا يرجع إلى افتقار الثقافة المرورية، والتدريب والتعليم الكافى للقيادة وأيضاً التهور بشكل كبير فى الطرق السريعة وتجاوز السرعات المقررة التى أوضحنا، ويجب نشير إلى أن بعض سائقى النقل الثقيل يتعاطون مواد منبهة أو مخدرة تؤثر على قيادتهم وذلك لتحقيق أكبر ربح من القيادة بشكل متواصل تصل إلى 16 ساعة متواصلة، وتوصى المنظمات الدولية للقيادة بأن القيادة على الطرق السريعة يجب أن لا تزيد عن 4 ساعات متواصلة ولا تزيد عن 8 ساعات منفصلة، وأشار الخبير المرورى إلى أنه فى حالة مخالفة سائق المقطورة للسير فى المواعيد غير المحددة يتعرض لغرامة وعقوبة كبيرة والتى حددها قانون مجلس الوزراء رقم 1721 لسنة 2018 بمواعيد سير النقل الثقيل على الدائري، إذ نص على أن «يحظر سير سيارات النقل الثقيل التى تزيد حمولتها عن 5 أطنان أو أكثر بالطريق الدائرى حول القاهرة الكبرى وذلك من الساعة السادسة صباحًا وحتى الثانية عشر مساءً»، وبالنسبة لعقوبة سير النقل الثقيل على الدائرى بمواعيد مخالفة، حدد قرار مجلس الوزراء غرامة تتراوح من 1000 جنيه إلى 3 آلاف جنيه.
القاهرة الأعلى وفيات
وكشف تقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لعام 2023 بعض التفاصيل الرسمية عن حوادث الطرق فى مصر وجاء منها: أن محافظة القاهرة أعلى محافظة للوفيات بإجمالى 718 وفاة خلال عام 2023 وبلغ عدد الوفيات 4902 للذكور والإناث 959 وفاة لعام 2023 طبقاً للجهاز المركزى والإحصاء.
واحتلت محافظة الدقهلية النصيب الأكبر فى عدد حوادث الطرق لعام 2023 بإجمالى إصابات 14 ألفا و192 إصابة وهو رقم كبير جداً مقارنة بمتوسط عدد حالات الحوادث فى المحافظات الأخرى والتى تكون حوالى من 4-5 آلاف إصابة خلال نفس العام.. فمثلاً محافظة الجيزة بلغ عدد حوادث الطرق بها خلال نفس الفترة 3 آلاف 658 إصابة.
الصحة العالمية.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية فى أحدث تقرير صادر عنها أن العدد السنوى للوفيات الناجمة عن حوادث المرور انخفض انخفاضاً طفيفاً إلى مليون و19 حالة وفاة سنويا، ومع ذلك، ونظرا إلى تسجيل أكثر من حالتى وفاة فى الدقيقة وأكثر من 3200 حالة وفاة فى اليوم، تظل حوادث المرور على الطرق القاتل الرئيسى للأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و29 عاما، وتحدث تسع من كل 10 وفيات فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إذ تسجل فيها الوفيات معدلات أعلى على نحو غير متناسب مقارنةً بعدد المركبات والطرق فى هذه البلدان، وخطر الوفاة أعلى بثلاثة أضعاف فى البلدان المنخفضة الدخل منه فى البلدان المرتفعة الدخل، وإن كانت السيارات الموجودة فى البلدان المنخفضة الدخل لا تمثل سوى نسبة 1٪ من السيارات المستعملة فى العالم.