رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هل هاجر النبي في شهر المحرم.. ولماذا يبدأ العام الهجري به ؟

بوابة الوفد الإلكترونية

مع دخول عام هجري جديد، يتردد في الأذهان الكثير من الأسئلة الجوهرية منها: هل هاجر النبي محمد ﷺ فعلًا في شهر المحرم؟ ولماذا بدأ المسلمون تقويمهم بهذا الشهر تحديدًا رغم أن الهجرة وقعت في غيره؟ في هذا التقرير، نرصد الإجابات الدقيقة لهذه الأسئلة.

 

الهجرة لم تكن في المحرم.. بل في ربيع الأول

أكدت دار الإفتاء المصرية، في فتواها الرسمية على موقعها الإلكتروني، أن النبي ﷺ لم يهاجر من مكة إلى المدينة في شهر المحرم، بل كانت الهجرة في ربيع الأول، وتحديدًا ليلة 27 منه بحسب أغلب الروايات التاريخية، واعتقاد أنها في المحرم من الأخطاء الشائعة عند المواطنين.

وقد ذكر الإمام ابن كثير في كتابه البداية والنهاية أن النبي خرج من مكة يوم الخميس في 27 من شهر صفر سنة 14 من البعثة، ووصل إلى المدينة يوم الاثنين في 12 ربيع الأول (الموافق لـ 24 سبتمبر عام 622م).

 

فلماذا بدأ المسلمون تقويمهم بشهر المحرم إذًا؟

رغم أن الهجرة حدثت في ربيع الأول، إلا أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قرر اعتماد التقويم الهجري، بدأه بشهر المحرّم، لا بشهر الهجرة، لأسباب متعددة:

1. المحرّم هو أول شهور السنة القمرية

بحسب النظام العربي قبل الإسلام، كان المحرم هو أول شهور السنة القمرية. فأراد المسلمون الحفاظ على هذا الترتيب المعروف والمألوف بين العرب.

2. المحرّم يلي بيعة العقبة

ذكر الإمام السيوطي في شرح سنن النسائي أن الصحابة رأوا أن شهر المحرّم أنسب بداية للعام الهجري، لأنه الشهر الذي أعقب بيعة العقبة الثانية، التي كانت مقدمة للهجرة، وفيها بدأ المسلمون يستعدون فعليًا للانتقال إلى المدينة.

3. اتفاق الرأي في عهد عمر

روى ابن حجر العسقلاني في فتح الباري أن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة لمشاورتهم، فاتفقوا على أن تكون الهجرة بداية التأريخ الإسلامي، وأن يكون المحرّم هو أول الشهور.

 

الهجرة.. بداية التاريخ الإسلامي وليس توقيته فقط

لم يكن اعتماد الهجرة كتقويم زمني مجرد إجراء إداري، بل كان تعبيرًا عن نقطة التحول الكبرى في تاريخ الأمة، حيث تحولت الدعوة من الاستضعاف إلى التمكين، ومن الإيذاء إلى إقامة الدولة الإسلامية.

وقد أشار الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن الهجرة تمثل في جوهرها انتقالًا من ضيق الذات إلى سعة الرحمن، وأن بداية العام الهجري بالمحرّم تذكّر المسلمين دائمًا بأن التحوّلات العظمى تبدأ من الإخلاص والنية، لا من الحدث الظاهري وحده.

 

في الختام، النبي ﷺ لم يهاجر في شهر المحرّم، بل في ربيع الأول، واعتمد الخليفة عمر بن الخطاب المحرّم كبداية للتقويم الهجري لأنه أول شهور السنة القمرية ولأنه أعقب البيعة الكبرى التي مهّدت للهجرة، والتقويم الهجري هو تقويم معنويّ قبل أن يكون زمنيًّا، يذكّر المسلمين دومًا بأن كل بداية جديدة لا تُقاس بالوقت، بل بالنية والعمل.