رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

تهديدات إيران بإغلاق هرمز تضع الاقتصاد العالمى فى ورطة

بوابة الوفد الإلكترونية


تتجه إيران إلى تنفيذ تهديد كثيرًا ما لوحت به، عبر الإعداد لإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات النفطية فى العالم، ردًا على الضربات الأمريكية الأخيرة التى استهدفت منشآتها النووية، فى خطوة من شأنها إشعال أزمة طاقة عالمية ورفع احتمالات الدخول فى ركود اقتصادى واسع النطاق.
وفى أعقاب انضمام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الصراع الإيرانى الإسرائيلى، صوت البرلمان الإيرانى على قرار يدعو إلى تعطيل ممرات الشحن فى مضيق هرمز، الذى يمر عبره نحو خمس صادرات النفط العالمية وثلث إمدادات الغاز الطبيعى المسال. ورغم أن القرار غير ملزم قانونيًا، فقد أكد التلفزيون الرسمى أن البت النهائى فى تنفيذ الإغلاق سيعود إلى كبار المسؤولين الأمنيين فى البلاد.
القرار يأتى فى وقت بالغ الحساسية للأسواق العالمية، إذ حذر محللون من أن أى تحرك من جانب إيران لإغلاق المضيق، سواء عبر زرع ألغام بحرية أو تهديد السفن بالصواريخ، قد يؤدى إلى أزمة إمدادات حادة، ترفع أسعار النفط عالميًا، وتزيد من معدلات التضخم، وتدفع الاقتصاد الدولى إلى شفا أزمة شبيهة بأزمات الطاقة التاريخية.
وقالت مجموعة أوراسيا البحثية فى مذكرة للعملاء إن الولايات المتحدة نشرت بالفعل قوات بحرية ضخمة فى الخليج والمنطقة المحيطة، وأكدت أن «أى محاولة إيرانية لتعطيل حركة الملاحة فى مضيق هرمز من شبه المؤكد أن تقابل برد عسكرى واسع النطاق».
بدورها، حذرت آمى دانييل، المديرة التنفيذية لشركة «ويندوارد» المتخصصة فى تحليل البيانات البحرية، من أن التهديدات الإيرانية وحدها قادرة على بث الذعر فى قطاع النقل البحرى، مضيفة: «ليس من الضرورى إغلاق المضيق فعليًا، بل يكفى جعل المرور عبره خطيرًا وغير مضمون. شركات الشحن ليست تابعة للبحرية، ويمكنها بكل بساطة إلغاء الرحلات أو تغيير المسار».
ويأتى هذا التهديد فى وقت يتجه فيه العالم إلى أزمة وقود جديدة، قد تدفع بأسعار البنزين إلى مستويات قياسية، ما سيؤثر على ملايين السائقين حول العالم.
وأضاف بيارنى شيلدروب، كبير محللى الطاقة فى شركة SEB إن تجاوز سعر 80 دولارًا للبرميل بات مسألة وقت، مضيفًا: «الخطوة التالية هى انقطاع فعلى فى الإمدادات، سواء عبر حصار لمضيق هرمز أو هجمات على منشآت نفطية فى الخليج»
بدوره، حذر محلل الطاقة فى بانمور ليبيرم، آشلى كيلتى، من أن أى محاولة لإغلاق هرمز ستحدث أضرارًا كبيرة على اقتصادات دول الخليج، بما فى ذلك السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين، التى تعتمد بشكل رئيسى على الممر المائى لتصدير نفطها وغازها.
وقال كيلتي: «إغلاق المضيق هو الوسيلة الأسهل لإيران للرد، لكن الأهم هو مدى استعداد جيرانها للسكوت على مثل هذه الخطوة. من غير المعقول أن تقف دول الخليج مكتوفة الأيدى وتترك صادراتها تحتجز فى الموانئ».
وأشار كيلتى إلى أن قطر وحدها تزود العالم بحوالى خمس إمدادات الغاز الطبيعى المسال، ما يعنى أن أى اضطراب فى هرمز سيؤثر مباشرة على الأسواق الأوروبية والآسيوية.وأضاف أن السيناريو الأقرب هو ارتفاع حاد وسريع فى الأسعار، كما حدث عقب الغزو الروسى لأوكرانيا، وليس أزمة نفط طويلة الأمد كالتى وقعت فى السبعينيات.
وعلى صعيد القدرات العسكرية، تمتلك إيران ترسانة ضخمة من الألغام البحرية المتنوعة، تشمل ألغامًا أرضية قديمة تنفجر عند ملامسة السفن، وأخرى متطورة قاعية وصاروخية، تم شراؤها من روسيا والصين، ويمكن نشرها من خلال السفن أو الغواصات أو الطائرات.
وفى حال تم زرع ألغام بالفعل، فإن البحرية الأمريكية قد تبدأ عمليات تطهير معتمدة على كاسحات ألغام من طراز «أفينجر»، والمتمركزة فى البحرين واليابان. لكن العملية ستكون معقدة جدًا، إذ تمتلك إيران ألغامًا مزودة بصمامات ضد الإزالة، وأخرى تعمل وفق أنظمة «عد السفن»، ما يجعل عملية إزالة الألغام أكثر بطئًا وخطورة.
وأكد الخبير الدفاعى فرانسيس توسا أن مثل هذه العملية ستتطلب غطاءً جويًا واسع النطاق، ربما توفره الولايات المتحدة من قواعدها فى السعودية ودول أخرى خليجية. بحسب رويترز
وقال توسا: «إذا توفرت الحماية الجوية، فسيكون الأمر ممكنًا. الأمريكيون سيحتاجون إلى تسيير دوريات جوية قتالية، وربما إرسال فرقاطات أيضًا. ولديهم قاعدة علاقات قوية مع السعودية وغيرها، ما يتيح لهم هذا النوع من العمليات.»
وأشار إلى أن البحرية البريطانية، التى طالما قادت عمليات إزالة الألغام عالميًا، لم تعد تملك نفس القدرات، بعد تقاعد أسطولها المتخصص. وتوجد كاسحة ألغام واحدة فقط تابعة للبحرية الملكية فى البحرين، لكنها لا تزال خارج الخدمة بعد اصطدام سابق.
من ناحيتها، حذّرت شركة «بيل هانت» من أن أى محاولة إيرانية لإغلاق هرمز ستكون محفوفة بمخاطر استراتيجية هائلة، ليس فقط بسبب احتمال اندلاع حرب مباشرة مع الولايات المتحدة، بل أيضًا بسبب الأثر الكبير على الصين، التى تعد ثانى أكبر اقتصاد فى العالم وتعتمد بشكل كبير على نفط الخليج. وقالت المذكرة إن «إغلاق المضيق يعنى استفزاز الصين بقدر ما هو تحدى لأمريكا».
أما مجموعة أوراسيا، فتوقعت أن لا تلجأ إيران إلى إغلاق شامل للمضيق، بل إلى تصعيد تدريجى عبر «مضايقة حركة الناقلات»، فى محاولة لاستخدام ورقة الطاقة كورقة ضغط دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة.