رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ضحية الخرافة دياب صديقة غدر به لفتح مقبرة وهيمة في الصعيد

بوابة الوفد الإلكترونية

المتهم جمع جميع الدماء في زجاجة وسافر بها للحصول علي الكنز الملعون

 


ﻓﻰ رﻳﻒ ﻃﻤﺎ بمﺤﺎﻓﻈﺔ ﺳﻮﻫﺎج، ﻛﺎن »دﻳﺎب أﺣﻤﺪ« اﺑﻦ اﻟـ١٧ ﻋﺎﻣًﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎة ﺑﺴﻴﻄﺔ وﻫﺎدﺋﺔ، رﻏﻢ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﻪ ﻗﻠﺒﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻦ أﻟﻢ ﻓﻘﺪ واﻟﺪﺗﻪ ﻣﻨﺬ أﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻛﺎن ﺳﻨﺪ واﻟﺪه اﻟﻮﺣﻴﺪ وﻋﻜﺎزه ﻓﻰ ﺗﻠﻚ الحﻴﺎة اﻟﺼﻌﺒﺔ. 

ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻗﺮر »دﻳﺎب« اﻟﻨﺰول إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺑﺤﺜًﺎ ﻋﻦ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﻴﺶ وﻣﺴﺎﻋﺪة واﻟﺪه ﻓﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎت الحﻴﺎة، ونجﺢ ﻓﻰ الحﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﻣﻊ أﺣﺪ أﻗﺎرﺑﻪ ﻓﻰ ﺟﻤﻊ اﻟﺒﻼﺳﺘﻴﻚ بمﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻘﻠﻴﻮﺑﻴﺔ، رﻏﻢ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﻋﻤﻠﻪ إﻻ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺳﻌﻴﺪا ﺑﺎﻟﻌﺎﺋﺪ المﺎدى اﻟﺬى ﻳﻜﺴﺒﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺪه وﻋﺮﻗﻪ، وﺧﻼل تجﻮﻟﻪ ﻓﻰ أﺣﺪ اﻷﻳﺎم ﺗﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺷﺎب ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﻣﺠﺎﻟﻪ وﺳﺎرت ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺻﺪاﻗﺔ ﺣﻴﺚ أن اﻻﺛﻨين ﺗﻌﻮد ﺟﺬورﻫﻤﺎ إﻟﻰأﺻﻮل ﺻﻌﻴﺪﻳﺔ.


»دﻳــﺎب« ذﻟــﻚ اﻟﺸﺎب اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺳــﻮى اﻟﺼﺒﺮ، وﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺳﻮى اﻟﻨﻴﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻠﻢ أن وﻇﻴﻔﺘﻪ اﻟﺘﻰ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺳﺘﻘﻮده إﻟﻰ ﻣﺼﻴﺮ ﻣﺄﺳﺎوى ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﻟﻪ أﺣﺪ، ﺳﻴﺒﻜﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻪ، وﺳﺘﺘﺤﻮل أﺣﻼﻣﻪ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ إﻟﻰ دﻣﺎء ﺗُﺴﻜﺐ ﻗﺮب أﻃﻼل وﻫﻢ. 

 

ﻓﻰ ﻳﻮم الجﻤﻌﺔ المﺎﺿﻴﺔ، ﺧﺮج دﻳﺎب ﻣﻊ زﻣﻴﻠﻪ الجﺪﻳﺪ إﻟﻰ اﻟﺼﻼة، ﺛﻢ ﺟﻠﺴﺎ ﻣﻌًﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻓﻄﺎر داﺧﻞ ﻣﺨﺰن ﺧﺮدة بمﻨﻄﻘﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺰﻛﺎة ﻓﻰ المﺮج، ﺿﺤﻜﺎ، ﺗﻘﺎﺳﻤﺎ الخﺒﺰ وﻣﺸﺮوﺑﺎ ﺑﺎردا »زﺟﺎﺟﺔ اﻟﺒﻴﺒﺴﻰ«، وتحﺪﺛﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﻟــﺮزق، ﺑﺪا ﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﺎدﻳًﺎ… ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻰ ﻃﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ دﻳﺎب إﻋﺪاد ﻛﻮب ﻣﻦ اﻟﺸﺎى.


وﻓــﻰ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ واﻟﻀﻤﻴﺮ، ﺑﺎﻏﺘﻪ المﺘﻬﻢ ﺑﻄﻌﻨﺎت ﻏــﺎدرة، ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻻ ﺗﺮﺣﻢ، ﺳﻘﻂ ﺑﻌﺪﻫﺎ»دﻳﺎب« وﺳﻂ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎء اﻟﺘﻰ ﺳﺎﻟﺖ ﻣﻨﻪ، ﻓﺎﻟﻀﺤﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻰ ﻧﻈﺮ ﻗﺎﺗﻠﻪ ﺳﻮى »وﺳﻴﻠﺔ« ﻟﻔﺘﺢ ﺑﺎب ﻣﻘﺒﺮة ﻣﺰﻋﻮﻣﺔ ﻓﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﺼﺮ. ﻓﻮر رؤﻳﺔ المﺘﻬﻢ ﻟﻠﺪﻣﺎء ﻗﺎم ﺑﺠﻤﻌﻬﺎ ﻓﻰ زﺟﺎﺟﻪ ﺑﺪم ﺑﺎرد وﺣﻤﻠﻬﺎ ﻓﻰ ﻳﺪه ﺗﺎرﻛﺎ ﺟﺜﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺧﻠﻔﻪ وأﺳﺮع ﻟﻮاﻟﺪه ﻓﻰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ أﺳﻴﻮط، ﻇﻨًﺎ
أن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻔﺘﺎﺣًﺎ ﻟﻜﻨﺰ أﺛﺮى دﻓﻨﺘﻪ الخﺮاﻓﺎت.


أﺳــﺮة »دﻳــﺎب« ﺣﺎوﻟﺖ أن ﺗﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار ٣ أﻳــﺎم لمﻌﺮﻓﺔ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎﻻﺗﻬﻢ ممﺎ أﺛﺎر اﻟﺸﻚ ﻓﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ وأﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻌﺮض لمﻜﺮوه، وﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﺤﺮى ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ داﺧﻞ ﻣﺨﺰن ﺧﺮدة ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺰﻛﺎة ﻟﺘﻨﻜﺸﻒ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ الجﺮيمﺔ اﻟﺒﺸﻌﺔ.


ﻓﻰ ﻣﻨﺰل ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﺑﻘﺮﻳﺔ ﻃﻤﺎ بمﺤﺎﻓﻈﺔ ﺳﻮﻫﺎج، ﻳﺴﻮد اﻟﺼﻤﺖ المﻮﺟﻊ، ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﻂ أﻧﻔﺎس أب ﻣﻜﻠﻮم ﻓﻘﺪ ﻓﻠﺬة ﻛﺒﺪه ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻢ
ﻳﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ.. »دﻳﺎب راح ﺿﺤﻴﺔ ﻏﺪر وﺧﺮاﻓﺔ.. اﺑﻨﻰ ﻣﺎت ﻣﻈﻠﻮم«، ﺑﻬﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت المﻤﺰوﺟﺔ ﺑﺎلحﺰن واﻟﻐﻀﺐ، تحﺪث واﻟﺪ دﻳﺎب اﻟﺬى ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺒﻜﺎء ﻣﻨﺬ أن ﻋﻠﻢ ﺑﻨﺒﺄ ﻣﻘﺘﻞ اﺑﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﻦ ﻇﻨﻪ ﺻﺪﻳﻘًﺎ
وزﻣﻴﻞ ﻋﻤﻞ.


أﺳﺮة »دﻳــﺎب«، اﻟﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ الحﻴﺎة إﻻ ﺳﺘﺮًا وﻋﺎﻓﻴﺔ، ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﺻﻤﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ الجﺮيمﺔ اﻟﺒﺸﻌﺔ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑـ»اﻟﻘﺼﺎص اﻟﻌﺎدل« ﻣﻦ الجﺎﻧﻰ، وﻗﺎل ﻋﻢ اﻟﻀﺤﻴﺔ: »ﻟﻦ ﻳﻬﺪأ ﻟﻨﺎ ﺑﺎل إﻻ إذا رأﻳﻨﺎ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳُﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﺘﻪ، دم دﻳﺎب ﻣﺎ ﻳﻀﻴﻌﺶ ﻫﺪر.. إﺣﻨﺎ ﻣﺶ ﻫﻨﻄﻠﺐ ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺪل«.


رﻓﻀﺖ اﻷﺳــﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﻗﺎﻃﻊ أى ﻣــﺤــﺎوﻻت ﻟﻠﻮﺳﺎﻃﺔ أو اﻟﺼﻠﺢ اﻟﻌﺮﻓﻰ، ﻣﺆﻛﺪة أن ﻣﺎ ﺣــﺪث »ﺟﺮيمﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻷرﻛــﺎن ﻻ ﻳُﻘﺒﻞ ﻓﻴﻬ ﻟﻌﻔﻮ«، ﺧﺎﺻﺔ وأن دواﻓــﻊ الجﺮيمﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻄﻘﻮس دﺟﻞ واﻋﺘﻘﺎد ﺑﺨﺮاﻓﺎت ﻻ تمﺖ ﻟﻠﺪﻳﻦ أو اﻟﻌﻘﻞ ﺑﺼﻠﺔ. وﻃﺎﻟﺒﺖ اﻷﺳﺮة اﻟﻘﻀﺎء المﺼﺮى ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﺒﺖ ﻓﻰ اﻟﻘﻀﻴﺔ وإﻧﺰال أﻗﺼﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ الجﺎﻧﻰ ﻟﻴﻜﻮن ﻋﺒﺮة ﻟﻐﻴﺮه.


ورﻏﻢ أن اﻷم ﻗﺪ رﺣﻠﺖ ﻗﺒﻞ أﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ، إﻻ أن الجﻴﺮان أﻛﺪوا أن دﻳﺎب ﻛﺎن ﻳﻌﺎﻣﻞ واﻟﺪه وأﺳﺮﺗﻪ ﺑﺤﻨﺎن »رﺟﻞ اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺼﻐﻴﺮ«، وﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه. واﻟﻴﻮم، ﺗﺰداد ﻗﺴﻮة اﻟﻔﻘﺪ، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﻔﻘﺪان ﺷﺎب ﻓﻰ ﻣﻘﺘﺒﻞ اﻟﻌﻤﺮ، ﺑﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺪﻣﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﻠﻮب، وﺗﻐﺮس وﺟﻌًﺎ ﻻ دواء ﻟﻪ ﻓﻰ ﺻﺪر ﻛﻞ ﻣﻦ أﺣﺒﻪ.

 اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑﺪأت ﺑﺒﻼغ ورد إﻟﻰ ﻗﺴﻢ ﺷﺮﻃﺔ المﺮج ﺑﺎﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺔ ﻓﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺰﻛﺎة، ﻟﻄﻔﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﺟﺎﻣﻊ ﻗﻤﺎﻣﺔ، ﺑﻬﺎ ﻋﺪة ﺑﻄﻌﻨﺎت ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ.


اﻧﺘﻘﻞ رﺟﺎل المﺒﺎﺣﺚ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن الحﺎدث وﺗﺒين أن اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻛﺎن ﺻﺪﻳﻖ اﻟﻀﺤﻴﺔ، اﺳﺘﺪرﺟﻪ، ﻏﺪر ﺑﻪ، وﺟﻤﻊ دﻣﻪ داﺧﻞ زﺟﺎﺟﻪ ﻟﻔﺘﺢ ﻣﻘﺒﺮة أﺛﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ أن أوﻫﻤﻪ دﺟﺎل أن »اﻟﺪم اﻟﺒﺸﺮي« ﻣﻔﺘﺎح المﻘﺒﺮة المﻮﻋﻮدة. تم اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ المﺘﻬﻢ، وﻻ ﺗﺰال اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻣﺴﺘﻤﺮة، ﺑﻴﻨﻤﺎ وُرى ﺟﺜﻤﺎن دﻳﺎب اﻟﺜﺮى وﺳﻂ دﻣﻮع واﻟﺪه، اﻟﺬى ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ أن آﺧﺮ ﻣﺮة رأى ﻓﻴﻬﺎ اﺑﻨﻪ ﺳﺘﻜﻮن وداﻋًﺎ ﻻ ﻟﻘﺎء ﺑﻌﺪه.