دراسة تكشف تأثير النظام الغذائي المتوسطي على أعراض القولون العصبي

في تطور علمي لافت، كشفت دراسة بحثية حديثة أن النظام الغذائي المتوسطي، المعروف بفوائده القلبية والعقلية، يقدم حلًا فعالًا لتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي، لا سيما آلام البطن والانتفاخ واضطرابات الإخراج، وهي أعراض تؤثر على ما يصل إلى 15% من البالغين حول العالم.
وبحسب مجلة “ذا يلث” الأمريكية، تعد الدراسة من أوائل الأبحاث السريرية التي تقارن بين النظام الغذائي المتوسطي ونظام FODMAP المنخفض، النظام التقليدي الأكثر شيوعًا لعلاج القولون العصبي، رغم صعوبته وصرامته.
نتائج مشجعة رغم بساطة النظام
شملت الدراسة 26 مشاركًا جرى تقسيمهم عشوائيًا بين مجموعتين: إحداهما اتبعت النظام الغذائي منخفض الفودماب، والثانية اتبعت النظام المتوسطي.
وبعد أربعة أسابيع، أظهرت النتائج أن 70% من المجموعة الثانية شهدت تحسنًا في آلام البطن، و50% شعروا بانخفاض في الانتفاخ، وهو ما يقارن بنتائج المجموعة الأولى التي حققت نسبة تحسن أعلى ولكن باتباع نظام غذائي أكثر تعقيدًا.
آلية العمل: ميكروبيوم الأمعاء في صميم العلاج
تعتمد فعالية الأنظمة الغذائية في علاج القولون العصبي على تأثيرها في ميكروبيوم الأمعاء، وهي مجموعات البكتيريا الدقيقة التي تلعب دورًا جوهريًا في الهضم وصحة الجهاز الهضمي.
ويعزز النظام المتوسطي نمو البكتيريا النافعة بفضل غناه بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، الأسماك، الزيوت الصحية والمكسرات، مما يسهم في تحسين التوازن الميكروبي والتقليل من التخمر المؤلم في القولون.
خيار عملي للمرضى في الحياة اليومية
يشير الخبراء إلى أن الطبيعة غير المقيدة للنظام المتوسطي تجعله خيارًا واقعيًا وسهل التطبيق مقارنة بالنظام منخفض الفودماب، الذي يتطلب إشرافًا دقيقًا من اختصاصيي تغذية وتخطيطًا غذائيًا صارمًا.
وأوضحت أخصائية التغذية إيمي براغاجنيني أن النظام المتوسطي أكثر توافقًا مع وتيرة الحياة الحديثة، خاصةً لأولئك الذين لا يملكون الوقت الكافي للتخطيط الغذائي المعقد.
دعوة لتوسيع الأبحاث وتحقيق التخصيص العلاجي
رغم النتائج الواعدة، يقر الباحثون بأن الدراسة محدودة الحجم، ويدعون إلى إجراء تجارب أكبر وأطول مدة لفهم التأثيرات طويلة الأمد وتحديد الفئات التي قد تستفيد أكثر من كل نظام غذائي.
وأكد الدكتور براشانت سينج، المشرف على الدراسة، في النهاية أن النظام الغذائي المتوسطي لا يحل محل الأنظمة الأخرى، لكنه يمثل خيارًا مهمًا في مجموعة أدوات الأطباء، ويمنح المرضى مرونة أكبر في إدارة حالتهم بأسلوب غذائي صحي وسهل الاتباع.