رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

نور

الحقيقة الوحيدة فى الحرب بين دولة الاحتلال وإيران، أن إسرائيل هى التى بدأت بالعدوان، وأنها صاحبة التاريخ الطويل فى الاعتداء على جيرانها، فقد كان وسيظل جيران إسرائيل - جميعهم ولا أستثنى أحدًا-هدفًا لها، فهى لا تريد لأي منهم أن يتفوق عليها أو يساويها علميًا وعسكريًا، وهذا هو مربط الفرس فى الصراع الحالى بين الدولتين.
فى السنوات الأخيرة تمكنت إيران من تطوير برنامجها النووي، ورغم أن المشروع بالكامل خاضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخاضع بدوره لسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، فإن المعلومات الواردة من لجان الإشراف بالوكالة تؤكد أن إيران باتت على أعتاب مرحلة مهمة من تاريخها العلمى والعسكرى وهو ما لا تقبله إسرائيل وقبلها الولايات المتحدة.
الحكاية ليست وجود مخاطر على إسرائيل أو تهديد لوجودها أو خلافه، المسألة هى أن إسرائيل تقوم بتنفيذ مشروع الردع بصرامة، فهى تريد المسافة بينها وبين باقى دول المنطقة مسافة فضائية، تريد أن تضمن أنها سباقة فى كل مجالات السياسة والسلاح والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا.
إسرائيل لا تملك أي مقومات تجعلها الأقوى عسكريًا فى المنطقة سوى التفوق فى السلاح الذى تحصل عليه من الولايات المتحدة، ولا تملك- أيضًا- مقومات طبيعية تسمح لاقتصادها بالنمو، وبالتالى فهى لا تريد لغيرها التفوق فى مجالات البحث العلمى بالذات، لأن تل أبيب- عمليًا- تتفوق فيه بمراحل كبيرة، وهو ما يجعلها تمتلك سلاحًا سيبرانيًا يسمح لها بتحقيق أهدافها بأقل سلاح ممكن، وبأقل خسائر بشرية، ودلائل هذا التفوق هو نجاحها فى اغتيال شخصيات مؤثرة كثيرة بأقل مجهود، سواء كانوا علماء أو عسكريين أوقادة سياسيين. وهذا التفوق يجعلها أداة جيدة تحقق مصالح الولايات المتحدة والدول الأوربية فى المنطقة، فهى تمثل تهديد دائم لنا، ولذلك لا تنتظروا من أمريكا وأوروبا موقفًا عادلًا فى كل عمليات البلطجة التى تمارسها إسرائيل، بدءًا من تدمير غزة وحتى ضرب إيران وما بينهما من جرائم حرب.
إسرائيل تتهرب منذ سنوات من الالتزام الذى خضعت له غيرها من دول المنطقة بالتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والعالم كله يعرف أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، ورغم ذلك تتدخل هى دون غيرها لمنع وجود هذا السلاح لدى دول أخرى وآخرها إيران، وهو تدخل يمثل ازدواجية معناها شىء واحد فقط هو أن حسم الأمر سيكون بذراع القوة وليس بيد القانون!
لذلك حسنًا فعلت المجموعة العربية فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال الجلسة الطارئة لمجلس المحافظين المنعقدة أمس الأول، برفض الهجوم الإسرائيلى على المنشآت النووية الإيرانية، وحسنًا فعلت العشرون دولة- من بينها مصر- التى أصدرت بيان إدانة لاعتداءات إسرائيل على إيران، والذى أكدت فيه أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وفق القرارات الدولية ذات الصلة ودون انتقائية، وضرورة انضمام كل دول المنطقة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
طبعًا المقصود هنا، بكل الدول، إسرائيل التى رفضت مع الهند وباكستان التوقيع على المعاهدة منذ 22 عامًا رغم توقيع معظم دول الشرق الأوسط عليها.
لدى دول الشرق الأوسط- الموقعة على المعاهدة- فرصة بعد عام من الآن للضغط على كل الأطراف لكى توقع إسرائيل على الاتفاقية والالتزام بكل الشروط الخاصة بها خلال المؤتمر الاستعراضى للنتائج المترتبة على المعاهدة عام 2026.
المعركة ليست بين طائرات إسرائيل وصواريخ إيران، ولكن المعركة الحقيقية هى التزام الجميع بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.. وقبل أن تقوم إسرائيل بردع إيران ومنعها من امتلاك السلاح النووي، عليها أن تحترم القانون الدولى وتقوم بالتوقيع على معاهدة منع انتشار هذه الاسلحة.