رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

قصة بناء الكعبة المشرفة.. من الملائكة إلى الحجاج

بوابة الوفد الإلكترونية

الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين وأقدس بقاع الأرض، لم تكن بناءً واحدًا ثابتًا عبر الزمن، بل شهدت عبر التاريخ عدة مراحل من البناء والترميم، بدأتها الملائكة، وواصلها الأنبياء والصحابة والحكام، حتى أصبحت على هيئتها الحالية، نستعرض في هذا التقرير مراحل بناء الكعبة الخمس كما وردت في كتب التراث الإسلامي.

 

الملائكة أول من بنى الكعبة

بحسب ما ذكره الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات، فإن الملائكة هم أول من قام ببناء الكعبة، حيث قال: "وقد بنيت الكعبة الكريمة خمس مرات، إحداها: بناء الملائكة قبل آدم".

ويُروى عن الإمام زين العابدين بن الحسين –رضي الله عنه– أن أحد أهل الشام سأله عن أصل الطواف، فقص عليه قصة خلق آدم، وكيف طافت الملائكة بالعرش ظنًا منهم أنهم أغضبوا الله –عز وجل–، فرحمهم ربهم، وأمرهم ببناء بيت في الأرض يُطاف به كما يُطاف بالبيت المعمور تحت العرش.

 

إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يرفعان القواعد

ذكر القرآن الكريم قصة إعادة بناء الكعبة على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل –عليهما السلام–، فقال تعالى:
﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا﴾ [البقرة: 127].

أما في السنة، فقد جاء أن إبراهيم أخبر إسماعيل بأمر الله ببناء بيت له، فوافقه، وبدأ العمل بينهما: إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، وكانا يرددان أثناء العمل:
"ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم".

 

قريش تبني الكعبة في عهد شباب النبي

في فترة شباب النبي محمد ﷺ، احترقت الكعبة بسبب امرأة كانت تبخرها، ما أدى إلى تضرر جدرانها. فقررت قريش هدمها وإعادة بنائها، واقترح الوليد بن المغيرة البدء قائلًا: "اللهم إنّا لا نريد إلا الإصلاح". وبسبب قلة الموارد، اضطرت قريش لإخراج جزء من الحجر، ورفعت باب الكعبة للتحكم في من يدخل إليها.

وقد روت السيدة عائشة –رضي الله عنها– أن النبي ﷺ قال لها:
"إن قومك استقصروا من بنيان البيت، ولولا حداثة عهدهم بالشرك لأعدت ما تركوا منه..." 

 

عبدالله بن الزبير يُعيد بناء الكعبة كما أرادها النبي

بعد حريق أصاب الكعبة أثناء حصار مكة من أهل الشام، قرر عبدالله بن الزبير –رضي الله عنه– تجديد بنائها على الأسس الأصلية التي أرادها النبي ﷺ، فأدخل الحجر ضمن البناء، وفتح بابين للكعبة، أحدهما للدخول والآخر للخروج، وزاد من ارتفاعها

 

الحجاج يهدم بناء ابن الزبير ويُعيد الكعبة لشكلها السابق

بعد مقتل ابن الزبير، كتب الحجاج بن يوسف إلى الخليفة عبد الملك بن مروان يُخبره بما فعله ابن الزبير من تغييرات في الكعبة، فأمره عبد الملك بهدم البناء الجديد وإعادة الكعبة إلى هيئتها التي كانت عليها في عهد قريش، فتم سدّ الباب الثاني، وإخراج الحجر من البناء، ورفعت الكعبة كما نراها اليوم.