هدوم العيد خارج ميزانية

الامتحانات والدروس الخصوصية والجيوب الفارغة وراء موسم الملابس الجاهزة
هل عيد الأضحى المبارك، على الشعب المصري، بأجواء مغايرة للواقع، فبرغم ارتباط عيد الأضحى بشكل خاص باللحوم والأضحية وقلة الطلب نسبياً على الملابس، مقارنة بعيد الفطر، فإنه يظل واحداً من موسم الرواج فى سوق الملابس، الذى شهد ارتفاعًا واضحًا فى الأسعار سواء كانت فى الملابس الجاهزة أو اللحوم والأضاحى مقارنة بالعام الماضى، حيث شهدت أسعار الملابس الجاهزة ارتفاعًا كبيرًا، وانخفض الطلب على الشراء نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين فى ظل ارتفاع أسعار المعيشة إلى جانب عدم وجود فائض لشراء ملابس جديدة، التى بات يصفها البعض بـ«الرفاهيات».
(ارتفاع الأسعار)
وعند سؤال المواطنين، جاءت الردود شبه واحدة، تئن من شكوى ارتفاع الغريبة أسعار الملابس الجاهزة، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية، والأضاحي، وباتت الملابس الجديدة خارج ميزانية العيد.
(موظف مصدوم )
وفى حالة من الصدمة فوجئ حسام الهلالي، موظف، من ارتفاع الأسعار المبالغ فيه، عند شرائه ملابس العيد مع أولاده «بالأسعار المبالغ فيها» للملابس، مبينا ان سعر «الـ تى شيرت» الولادى الذى كان يباع بـ250 جنيها ارتفع إلى الضعف، أما ملابس البنات «فقد فاقت التوقعات»، بحسب تقديره، وأضاف أن سعر البنطلون البناتى قفز الى أكثر من 700 جنيه، والبلوزة لأكثر من 900 جنيه، مطالبا أصحاب المحلات بأن «يتقوا الله» ويخفضوا الأسعار حتى يتسنى للأهل شراء الملابس لأطفالهم ليفرحوا بالعيد.
(ضياع فرحة البنات)
واتفقت معه فى الرأي، شيماء عاطف، ربة منزل، وتقول: لدى بنتان، وبسبب ارتفاع الأسعار بشكل عام، والملابس بشكل خاص، لم نقدر على شراء مستلزمات العيد هذا العام، ولكن اقتصرت على ملابس عيد الفطر الماضى واحتفظت بها حتى تكون بشكل لائق وجيد وتصلح أن ترتديها ابنتيّ فى عيد الأضحى أيضًا مع أقاربهما، واصفة الوضع فى الأسواق بـ«الأمر صعب»، مؤكدة أن زوجها لا يتعدى راتبه الـ5 آلاف جنيه، وهم يعيشون فى شقة إيجار جديد، وتضطر لمساعدة زوجها فى ظروف الحياة الصعبة، وتعمل فى التسويق الإلكترونى عبر شبكات الإنترنت، وبيع بعض المنتجات.
فى الوقت نفسه أشارت فاطمة إبراهيم ربه منزل، إن أسعار الملابس ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ما يجعلها تقوم بشراء قطعة واحدة فقط، “تيشيرت أو قميص” لكل طفل من أبنائها الثلاثة، حتى تقاوم ظروف الحياة الصعبة، خاصة وأن هذا العيد يتزامن مع دروس أطفالها، وبات الوضع صعب عليها هى وأسرتها، لافتة إلى أن الرواتب لا تواكب الارتفاع المتزايد فى الأسعار، لذلك نقوم بتدبير الأمر، حتى تسير الحياة، ولا نحتاج لأحد، وفى الوقت نفسه لا تحرم أبناءها فرحة العيد التى اعتادوا عليها سنويًا.
(أساليب خارج الصندوق)
ولجأ كما يقول البعض لنوع جديد من شراء الملابس الجاهزة ولكن عبر الصفحات الإلكترونية، ويُطلق عليها (ستوك) أو بواقى تصدير، وهى ملابس ذات علامات تجارية عالمية ولكنها موديلات سنوات سابقة وتسعى الشركات المنتجة الى التخلص من هذه الاستوكات لإفساح المجال للموديلات الجديدة، وعادةً ما تتوفر قطعة واحدة من كل تصميم،غير أن جودتها لا تختلف عن تلك المتوافرة فى المتجر الأصلي، وهذه تناسب الفئة الأعلى، وهناك ملابس بأسعار منخفضة للغاية، ينتمى إلى فئة تُعرف فى الأسواق بـ(البالة) أى ملابس مستعملة، تدخل تحت مسمى (بضائع مستهلكة) بمصاريف جمركية محدودة، ما ينعكس على أسعار البيع لاحقاً، والتى تنتشر فى كل مكان، وباتت الصفحات الإلكترونية هى مقصد الآلاف، لا سيما أن مصر تتمتع بقوة شرائية كبيرة رغم ارتباك المستوى الاقتصادى للمصريين.
وفى السياق ذاته أكدت سميرة عادل موظفة فى أحد المستشفيات، أنها منذ فترة طويلة بدأت تلجأ لملابس البالة التى توهم أبناءها الأربعة بأنها ملابس جديدة، حيث تقوم بكويها وتكييسها لتأخذ الشكل الجديد حتى لا ينعكس ذلك على حالتهم النفسية، ويعود عليهم بالسلب، وأكدت أن هذا العام منذ بداية عيد الفطر الماضى ارتفعت أسعار البالة بشكل كبير حيث وصل الكيلو فى إحدى المناطق الشعبية إلى 1200 جنيه، ما يجعلها عاجزة عن شرائها مرة أخرى، حيث توضح أنها كانت فى متناول يديها خاصة أن زوجها يعمل موظفا فى القطاع الخاص وراتبه أيضا لا يتعدى الـ4 آلاف جنيه، مشيرة إلى أنها تحاول أن تشترى قطعًا بأوزان خفيفة حتى تستطيع شراء جميع مستلزمات العيد، كونها عادة من الصعب الاستغناء عنها.
(صرخة التجار)
وعلى الجانب الآخر، قال صاحب محل ملابس أطفال، إن القوة الشرائية شهدت تراجعًا بنسبة 60%، خلال عيد الأضحى الجارى مقارنة نفس الفترة العام الماضي، نظرًا لارتفاع أسعار الملابس بنسبة 40% فى الموسم الصيفى الحالي، مضيفًا إلى إن فرصة المواطنين الخاصة بشراء الملابس تراجعت بشكل تدريجي، فضلا عن عزوف البعض عن عملية الشراء من الأساس، لافتًا إلى أن بعض المواطنين اتخذوا عملية الفصال سبيلا للحصول على ملابس لأطفالهم، وفى الوقت نفسه من الصعب على التاجر أن يخسر بسبب ارتفاع أسعار الخامات والعمالة وغيرها، مشيرًا إلى أن الارتفاعات تصل للتاجر أيضًا، حيث يضطر أحيانًا لتخفيض الأسعار ويقلل من هامش ربحه لعودة حركة البيع وتحريك المياه الراكدة.
وأضاف أن أسعار ملابس الأطفال تتراوح سعر الفستان من 300 لـ 700 جنيه ويتراوح سعر البلوزة من 400 لـ 500 جنيه، بينما يتراوح سعر البنطلون من 500 جنيه لـ 700 جنيه، مشيرًا إلى أن حجم مبيعات سوق الملابس فى عيد الفطر أفضل من عيد الأضحى الجارى بنسبة 50%.
وقالت أمل سمير، صاحبة محل ملابس حريمى، إن حركة البيع والشراء شهدت تراجعًا بنسبة كبيرة بالتزامن عيد الأضحى مع الموسم الصيفى واستكفاء المستهلكين ما تم شراؤه فى عيد الفطر، مشيرة إلى أن المحل يقدم تخفيضات بقيمة 20% بمناسبة عيد الأضحى الجارى، ويتراوح أسعار البلوزات من 200 جنيه لـ300 جنيه، ويتراوح سعر البنطلون من 300 جنيه لـ 350 جنيها ويتراوح سعر الفستان من 400 جنيه لـ 450 جنيها، مشيرة إلى أن القوة الشرائية شهدت تراجعًا عن العيد الفطر السابق بنسبة 50%، نظرًا لتدهور الحالة الاقتصادية للمستهلك، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع بنسبة تفوق 30%.
وكالة البلح للأغنياء
«يتراص الباعة الجائلون على جانبى الرصيف مفترشين الملابس لجميع الأعمار والجنسين، بأسعار فى متناول أيدى المواطن، ويبدأ سعر القطعة بـ50 جنيها، حيث الأسعار لا تقارن بالمحلات، رغم جودة المنتج المعروض على الأرصفة».. تعتبر منطقة الوكالة بوسط القاهرة مقصدا لكثير من المواطنين لشراء الملابس المستعملة بأسعار زهيدة، لكن الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها حتى على تلك المنطقة التى بدأت باجتذاب طبقات عليا من المجتمع المصري، لسد احتياجاتهم بأسعار مناسبة، وتحدث أحد بائعى البالة المتجول بالمنطقة، أن الغلاء طال كل المنتجات، ما جعل الأسواق الشعبية متنفسا للأسر الفقيرة والمتوسطة، وأصبحنا نتعامل مع طبقات لم تكن تتردد علينا من قبل، مشيرا إلى ارتفاع سعر الملابس، ما بين 10 و25 جنيهاً، بسبب ارتفاع الدولار، ما يؤثر على أسعار المواد الخام، ما يفسر ركود الأسواق، ونتوقع أن تنشط، خلال الأسبوع الأخير قبل العيد.
وقال أحد الزبائن، إنهم يشترون ملابس العيد من الأرصفة؛ أو الاستندات؛ لأنها الأرخص، مقارنة بأسعار المحلات، لافتين إلى أن الخامات تكاد تكون متماثلة دون تغيير، مؤكدين أن المحلات ترفع الأسعار، نتيجة تحمل أصحابها الإيجار والتراخيص ومصروفات أخرى بخلاف باعة الأرصفة، ويبدأ سعر البنطلون الجينز شبابى ورجالى من 100 جنيها و150 جنيها وبخامات ممتازة، كما سجل سعر التى شيرت 100 جنيها، والخامة الأفضل بـ200 جنيها، ويتراوح سعر البلوزة الحريمى من 100 إلى 150 جنيها، والاسترتش بـ40 جنيها والطرحة بـ20 و25 جنيها، والبندانة الـ3 بـ10 جنيهات جميع الألوان، وبالنسبة للفتيات سجل سعر البيجامه الصيفى المنزلى 60 جنيها وحتى 80 جنيها والبرمودا بـ45 جنيها.