بسبب التوترات التجارية.. شركات الطيران العالمية تخفض توقعات أرباحها لعام 2025

خفضت شركات الطيران العالمية، اليوم الإثنين الموافق 2 يونيو، توقعاتها الرئيسية لأرباح الصناعة على مستوى العالم في هذا العام 2025 وأرجعت ذلك إلى التوترات التجارية وتراجع ثقة المستهلكين بينما انتقدت التأخيرات "غير المقبولة" في تسليمات الطائرات النفاثة والتي أعاقت خطط نموها.
توقعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي بشأن شركات الطيران العالمية
ووفقًا لرويترز، يتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) الآن أن تحقق شركات الطيران العالمية أرباحًا مجمعة قدرها 36 مليار دولار أمريكي هذا العام، بانخفاض طفيف عن توقعات سابقة بلغت 36.6 مليار دولار أمريكي في ديسمبر، قبل تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، الذي شنّ منذ ذلك الحين حربًا تجارية وشدد إجراءات الرقابة على الحدود الأمريكية.
ولكن أرباح شركات الطيران لا تزال من المتوقع أن ترتفع من 32.4 مليار دولار في العام الماضي، بدعم من انخفاض أسعار النفط وأعداد الركاب القياسية.
وأصدر اتحاد النقل الجوي الدولي التوقعات التي تحظى بمتابعة واسعة، والتي تعطي مؤشرات على الاقتصاد الأوسع، في اجتماع سنوي لأكثر من 300 شركة طيران عضو في نيودلهي.
وقال ويلي والش، المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، في بيان: "إن تحقيق ربح قدره 36 مليار دولار أمرٌ مهم، لكن هذا يعادل 7.20 دولار فقط لكل مسافر في كل قطاع".
وأوضح أن هذا يمثل حاجزًا ضعيفا ضد أي صدمات طلب أو ضرائب مستقبلية مع عودة الصناعة إلى نظام أكثر طبيعية بعد انتعاش حاد في السفر الجوي بسبب الوباء.
ارتفاع معدلات التوظيف وتراجع التضخم قد يؤدي إلى ارتفاع الإيرادات:
ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع معدلات التوظيف وتراجع التضخم إلى ارتفاع الإيرادات بنسبة 1.3% مقارنةً بالعام الماضي، إلا أن شركات الطيران ستضطر إلى الانتظار قليلاً للوصول إلى حاجز تريليون دولار، بعد أن خفّض الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) توقعاته السابقة لإيرادات القطاع بنسبة 2.1% لتصل إلى 979 مليار دولار، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
وقد أدت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب إلى تأجيج المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد وضغطت على الإنفاق التقديري، مما دفع العديد من المستهلكين ، وخاصة في الولايات المتحدة، إلى تأخير أو تقليص خطط السفر.
وفي الوقت نفسه، أدت تأخيرات تسليم الطائرات إلى إعاقة قدرة شركات الطيران على تلبية الطلب المتزايد على السفر في مناطق معينة، في حين أدت إلى ارتفاع تكاليف التشغيل حيث اضطرت شركات الطيران إلى إبقاء الطائرات القديمة في الخدمة أو دفع المزيد مقابل العدد المتناقص من قطع الغيار المتاحة.
وقال والش في مقابلة مع رويترز "لقد كان الأمر محبطًا للجميع، وخاصة شركات الطيران التي تنتظر استلام الطائرات أو لديها طائرات على الأرض وترغب في رؤيتها في الخدمة".
وفي بيان حول التوقعات الجديدة، وصف والش التوقعات بتأخيرات طوال هذا العقد بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".
ومن المتوقع أن يصل إجمالي النفقات في الصناعة إلى 913 مليار دولار في عام 2025، بزيادة 1.0% عن عام 2024، ولكن أقل من التوقعات السابقة البالغة 940 مليار دولار، حيث تساعد أسعار الوقود المنخفضة في تعويض تكاليف صيانة الطائرات المتزايدة.
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) أن تنخفض إيرادات الشحن بنسبة 4.7% إلى 142 مليار دولار في عام 2025، ويرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض النمو الاقتصادي العالمي والتدابير الحمائية التي تعيق التجارة، بما في ذلك التعريفات الجمركية.
وفي خضم صراع حول من يتحمل الرسوم الجمركية، أقر والش بأن بعض الشركات المصنعة قد تغريها فكرة تمريرها إلى عملائها، لكنه حذر من أن هذا من شأنه أيضًا أن يدفع أسعار السلع إلى الارتفاع.
وقال لرويترز "في نهاية المطاف، عندما أنظر إلى هذا، أرى أن المستهلكين سيضطرون في النهاية إلى دفع ثمن أي تكاليف أعلى تواجهها الصناعة".