رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مشوارك لربنا بيبدأ من هنا.. حديث واحد يلخص لك الطريق

الدعاء
الدعاء

في شرح حديث جامع من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، تطرّق فضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، إلى محطة مهمة في مسار فهم الدين، وهي قول النبي ﷺ:«ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعموده، وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد».

كلمة التوحيد أول الطريق

أوضح الدكتور علي جمعة أن المقصود بـ«رأس الأمر الإسلام» هو كلمة التوحيد، أي "لا إله إلا الله"، والتي تُعدّ الأساس الذي يُبنى عليه الدين. فهي التي تُدخِل الإنسان في الإسلام، وتُميّز الموحد عن غيره، فهي تنفي استحقاق العبادة عن أي مخلوق، وتثبتها لله وحده سبحانه وتعالى، الخالق والرازق والمحيي والمميت.

وأشار إلى أن هذا المعنى قد بيّنه العلماء، مثل صاحب عون المعبود، الذي قال: «الإسلام يعني الشهادتين، وهو من باب التشبيه المقلوب؛ إذ المقصود تشبيه الإسلام برأس الأمر ليُشعر بأنه من سائر الأعمال بمنزلة الرأس من الجسد».

التوحيد الحقيقي: عبادة وتعلق وتفويض

بيّن الدكتور جمعة أن حقيقة التوحيد ليست مجرد قول باللسان، بل يقين بالقلب وتوجّه بالجوارح، فلا يثق الموحد إلا بالله، ولا يعتمد إلا عليه، ولا يقصد إلا وجهه، ولا يستعين إلا به. وكلّ من لم يؤمن بهذه الكلمة أو أشرك في العبادة غير الله، فقد خالف جوهر الدين.

ولفت إلى أن من ضلّ عن هذا التوحيد قد يكون ملحدًا أنكر وجود الإله تمامًا، أو مشركًا أضاف مع الله شريكًا في العبادة كالأصنام أو النجوم أو غيرها من المعبودات الزائفة.

محمد رسول الله: دليل العبادة المقبولة

أكد الدكتور علي جمعة على أن كلمة التوحيد لا تنفصل عن شهادة أن محمدًا رسول الله، إذ أن العبادة المقبولة لا تتم إلا بالإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله ﷺ. وهذا هو الجمع بين الشرطين الذين لا يقبل الله عملاً دونهما:

الإخلاص: أن تكون العبادة لله وحده.

الصواب: أن تكون العبادة على شريعة النبي ﷺ.

واستدل بقوله تعالى:﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران: 31]، وقوله تعالى: ﴿مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: 80].

ختامًا، نبّه الدكتور جمعة إلى أن النبي ﷺ لم يترك أمور الدين دون توضيح، بل قال: «صلوا كما رأيتموني أصلي» و«خذوا عني مناسككم». فاتباعه ﷺ هو السبيل إلى صحة العقيدة والعبادة، وهو شرط دخول الجنة كما بيّن في حديث آخر.