رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

 

هناك لحظات في التاريخ تُحفر في ضمير الإنسانية - غارقة في الظلم لدرجة أن تغافل النظر عنه تُعتبر تواطؤًا.

 

 غزة إحدى هذه اللحظات… بينما نُتصفح شاشاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، تُحدق بنا عيون الأطفال الجرحى في غزة الغائرة…والسؤال الذي يُؤرقني أكثر من أي شيء آخر هو:

 

 ما الذي سنُصبح عليه كمجتمع إذا سمحنا لهذه الإبادة الجماعية بالاستمرار؟ لماذا لا يبذل قادة العالم المزيد من الجهود لوضع حد لها؟

 

 

أطرافٌ نشاهدها من بين الأنقاض، وأطفال رُضّعٌ حديثو الولادة على أسرّة المستشفيات بلا كهرباء - ولكن ما أسهل ظهورهم على شاشاتنا… طفلٌ، مُحترقٌ ويصرخ، يمرّ أمام إعلان!

 

 من بين هذه الصور، صورة طفلة ست سنوات، وهي تفر من مدرسة محترقة في مدينة غزة بعد أن حولتها غارة جوية إلى جحيم، جسدها النحيل يلفه الدخان والفوضى!

 

 

اليوم، يواجه ماتبقي من أفراد القطاع الصحي في غزة صدمة، ولكن على نطاق لا يُصدق، عبرنا مرحلة العمليات الجراحية بدون تخدير، إلي حالات  ولادة في الظلام، فرز وفرز حالات الحياة والموت على ضوء الشموع. 

 

ماذا نفعل نحن جميعًا - نشاهد ونصرخ في فراغ رقمي دون أن نرى أي تغيير؟ الصور لا تتلاشى من الذاكرة، إنها تحفر نفسها في حياتنا اليومية، التفكير غارقًا في قسوة معرفة أن أم أو أب أو أخ ، على بُعد أميال من الحدود، لا يملكون طعامًا يُقدمونه لأطفالهم.

 

 

 كان هناك إجماع في السابق على أنه لا ينبغي أبدًا أن يكون الأطفال ضحايا للحرب. يبدو أن هذا الإجماع قد تحطم عندما يتعلق الأمر بأطفال فلسطين، وهذه وصمة عار في جبين الإنسانية.

 

أسوأ ما في الأمر هو الخوف من أن يُخمد هذا الغضب بالتكرار، أن نُجبر على اللامبالاة،  حجم هذه المأساة - أكثر من آلالاف آلالاف  الأطفال  الفلسطينيين قُتلوا - إحصائيات المنظمات الإغاثية أصبحت  مجرد في عداد الوفيات  نشاهده في نشرات الأخبار وبوستات وسائل التواصل الاجتماعي ..

 

قالت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة، مؤخرًا:

 

"رأيت ظلال الكثير من الناس - الكثير من الأطفال - يحترقون أحياءً، لدرجة أنني لم أعد أستطيع النظر إلى النار دون أن أشعر بالغثيان."

 

هذه حرب على الأطفال، ونحن الذين ننعم بالسلام لا يمكننا تجاهلها، لا ينبغي أن يكون التعاطف مشروطًا، إذا كنا نهتم فقط عندما يبدو الضحايا كأطفالنا، فإن قيمنا ليست عالمية - إنها قبلية.

 

ومع ذلك، أعتقد أنه لا يزال بإمكاننا اختيار مسار مختلف.