عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الموت يُغيّب مؤسس أول بيت ثقافة أهلي.. وعضو المجمع العلمي يرثيه

الراحل أمام بيته
الراحل أمام بيته الثقافي

 قبل أسابيع غيّب الموت الشيخ محمد عبدالقادر، مؤسس أول بيت ثقافة أهلي مُقام بالجهود الذاتية فى مركز دشنا محافظة قنا، «روضة عبدالرحيم العلمية»، ما لم يكن فى محافظات جنوب الصعيد. 

مُصلح اجتماعي: 

 وكتب الدكتور محمد أبو الفضل بدران عضو المجمع العلمي المصري، فى مقاله بصحيفة الأخبار، راثيًا الشيخ محمد عبد القادر: كان يبحث عن جُوّانيّة الروح ليخلصها من حيوانية النفس التي أفسدت فِطرتها وأعْلَت فُجورها وأَقْصَتْ تقواها، فتحتْ هذه الروضةُ أبوابها لشباب دشنا رجالًا ونساءً فجاء الجميع ينهلون من محاضرات الأدب والفن والثقافة؛ يحضر الشيخ معهم مُستمعا ومُشجعا.

  وفي المجتمع اتخذ طريقه مصلحا بين الناس في بِشر وحزمٍ معًا؛ جعل من روضته تنويرا ثقافيا حقيقيا تطور الأمر إلى ورش إبداعية فنّية، رأيت النسوة الصعيديات وبخاصة الفتيات يتعلمن ويتدربن ويتثقفن، وأنشأ للأطفال ركنا تثقيفيا ، ينفق من ماله دون أن يطلب الشيخ ميزانيةً من أحد.. كان صوفيا تقيا معلّما في تؤدة، وحكيما دون غموض، وأبا في رحمة، في الأسبوع الماضي رحل عنا الشيخ محمد عبدالقادر تاركا محبة في القلب وشوقا إلى اللقيا.

 

الفقد الذي عاني منه الشيخ: 

 كان الشيخ محمد عبدالقادر، رجلًا مُحب للثقافة والفن، تأدب بأدب الصوفية ومعارفها، وطغت شخصيته وعلمه على أولاده، فصاروا على دربه.

فى أغسطس 2013 لبي نجله؛ الدكتور عبد الرحيم محمد عبد القادر المدرس المساعد بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، نداء ربه وهو فى ريعان شبابه.

 إنفطر قلب الأب المكلوم؛ الشيخ محمد عبدالقادر، على أصغر أبنائه الذكور وأنجبهم؛ ففكر فى تخليد ذكراه بطريقة غير مُعتادة. 

الشيخ ونجله الراحل 
الشيخ ونجله الراحل 

 تقول سحر محمود، مديرة إدارة روضة عبد الرحيم العلمية بمدينة دشنا، شمال محافظة قنا، إن الشيخ عبد القادر، أحب أن يصل ولده وقرة عينه بصدقة جارية تختلف عن المُعتاد من صدقات. 

 ففكر فى بناء روضة ثقافية ومعرفية ينهل منها النشء والطلاب العلم والمعرفة، وتكون باسم نجله الراحل تخليدًا لذكراه. 

 لم يكن تفكير الشيخ محمد عبدالقادر، المُغاير فى تخليد اسمه نجله جديدًا عليه، فهو فى الأساس ذو خلفية ثقافية، بحكم عمله موجهًا للمكتبات بوزارة التربية والتعليم قبل أن يتقاعد منذ أكثر من 20 عامًا. فضلًا إنه تربي فى كنف الشيخ محمد الطيب؛ والد الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فنهل من علمه الصوفي. 

 فى بداية التسعينات، اقتطع الشيخ محمد عبد القادر جزءًا من أملاكه بمدينة دشنا، وشيد مسجداً وأسماه مسجد الزهراء. 

 وبعد وفاة نجله الأصغر، عاد فى أواخر سنة 2013 وشيد جوار المسجد روضة عبد الرحيم العلمية كصدقة جارية للراحل نجله. 

زوّد الشيخ، الروضة، بالكتب والأثاث على نفقته، لتكون بيتًا ينشر الثقافة والمعارف والفنون؛  فى مجتمعه المحلي، بمعاونة قصر ثقافة دشنا ومبادرة أزبكية دشنا. 

 غيّب الموت الشيخ محمد عبدالقادر، غير أعماله مازالت بقية، ممثلة فى بيته الثقافي الرحب الذي مازال مفتوحًا أمام النش وطلاب العلم والثقافة.