رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

اكتشاف أول مومياء تحمل "تاتو" على الوجه في التاريخ

مومياء
مومياء

في اكتشاف فريد من نوعه، كشف علماء آثار عن مومياء تعود إلى أكثرذ من 800 عام، تحمل وشومًا نادرة وغير مألوفة على الخدين والذراع، الأمر الذي أثار اهتمامًا واسعًا بين الباحثين وأعاد تسليط الضوء على ممارسات التجميل والتواصل الرمزي في حضارات أمريكا الجنوبية القديمة.

وجرى العثور على المومياء، التي تعود لامرأة يُعتقد أنها عاشت بين عامي 1215 و1382 ميلادية، عليها محفوظة بشكل جيد في أحد المتاحف الإيطالية، وتحديدًا في متحف الأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا بجامعة تورينو، بعد أن تم التنقيب عنها سابقًا من أحد المواقع المرتفعة في جبال الأنديز.

تقنيات حديثة تكشف النقوش الخفية

اعتمد الباحثون على أدوات تحليل متقدمة، شملت تقنيات الأشعة تحت الحمراء وطيف رامان وفلورسنت الأشعة السينية، لاكتشاف وشوم غير مرئية بالعين المجردة. 

وتفاجأ الفريق برؤية ثلاثة خطوط دقيقة على خدي المومياء تمتد من الأذن حتى الفم، بالإضافة إلى وشم على المعصم يحمل شكلاً أقرب إلى الحرف اللاتيني "S".

كما أظهر التحليل الكيميائي للصبغة المستخدمة في هذه النقوش مفاجأة أخرى، وهي عدم وجود أثر للفحم النباتي، وهو المادة الأكثر استخدامًا تقليديًا في أحبار الوشم القديمة، وبدلاً من ذلك، كشفت التحاليل عن استخدام مركبات غير معتادة مثل المغنتيت الحديدي والبيروكسينات، وهي مواد معدنية نادرة في هذا السياق.

أغراض زخرفية أم رمزية؟

ويعتقد الباحثون أن مواضع هذه الوشوم، تحديدًا على الخدين والمعصم، تُشير إلى أهداف جمالية أو تواصلية، نظرًا لظهورها في أماكن مكشوفة من الجسد، وهو ما يعزز الفرضية القائلة بأنها كانت وسيلة للتميّز الاجتماعي أو الطقوسي لكن على الرغم من دقة التحليل، لم يتمكن الباحثون من تأكيد أي دلالات طبية أو ثقافية محددة حتى الآن.

كما أكد الباحثون أن وشم الخدين، على وجه الخصوص، نادر جدًا في أرشيف وشوم أمريكا الجنوبية القديمة، مما يجعل هذا الاكتشاف من أندر ما تم توثيقه في المنطقة. 

ولم يسجل الباحثون أي وشم مشابه لحرف "S" على الإطلاق في سجل المومياوات من نفس الحقبة.

أهمية الاكتشاف وأبعاده الثقافية

يرى فريق الدراسة أن هذه النتائج تسهم في إعادة فهمنا لممارسات الوشم في مجتمعات ما قبل الكولومبية، كما أنها تسلط الضوء على أهمية المتاحف في حفظ وتحليل التراث الثقافي المادي. 

ويأمل العلماء أن تمهد هذه النتائج الطريق لمزيد من الأبحاث حول رمزية الأوشام ومكانتها الاجتماعية والدينية في حضارات أمريكا الجنوبية القديمة.