رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الزاهدة الأخيرة.. 16 عامًا على رحيل الأم سارة

الأم سارة
الأم سارة

 “الزاهدة الأخيرة”.. لقب يليق بالأم سارة، التي تحل اليوم الذكرى الـ16 على رحيلها، فقد تخلت هذه الفتاة عن حياة مغايرة عمن في مثل عمرها؛ محاولة إيجاد علاقة أكثر خصوصية مع خالقها. 

في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي، لم يكن دير الأنبا بضابا الأثري شمال غرب مدينة نجع حمادي الواقعة شمال محافظة قنا، سوي دير قديم يعود للقرن السابع عشر الميلادي، مُشيد من الطوب اللبن وتحيط به الزراعات من كل جانب. 

 ورغم هذه العزلة لموقع الدير ووقوعه فى وسط زراعات قصب السكر، فقد اختارته الأم سارة لتقيم فيه وحيدة بعد وفاة زميلتها الأم مريم، التي كانت تقيم معها فى ذات الدير، وكانت الأم سارة تتخفى ليلًا في زى الرجال وتقوم بنوبات حراسة في الدير لمنع اللصوص من سرقة الدير، واستمرت في حراسة الدير عشر سنوات، حتى نصب الأنبا مينا أسقف جرجا الراحل، راهبتين ليعيشا معها في العام 1975.

 وعندما أسس الراحل البابا شنودة، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، إبراشية نجع حمادي وأبوتشت في مايو 1977 وسيم عليها الأنبا كيرلس أسقفا؛ بادر الأسقف الجديد، بتكليف القمص إبسخيرون القمص اسطفانوس بأمور الدير الذي أصبح تابعًا للابراشية نجع حمادي.

 واتخذ الراحل الأنبا كيرلس إجراءات إصلاحية في تنظيم الأمور المالية والإدارية بالدير؛ وبعدها استقرت الأوضاع لتتفرغ الأم سارة لحياتها الروحية بعد أن مرت بمراحل صعبة تحملتها بصبر وجلد. 

 تمر اليوم 25 مايو، الذكري الـ16 لرحيل أقدم راهبات الصعيد، الأم سارة، وهي من الرعيل الأول الذي سلك الحياة الرهبانيّة، فى دير الأنبا بضابا الأثري، شمال غرب قنا، وإمتدت  إقامتها فى الدير 55 عامًا، ولُقبت بحارسة الدير.  

 ويُحيي محبو الأم سارة بمشاركة قساوسة الدير الأثري، التابع مطرانية نجع حمادي للأقباط الأرثوذكس شمال قنا، ذكرى رحيلها الخامسة عشرة بكنيسة الدير والمزار التذكاري الذي يضم مرقدها داخل الدير. 

 ورحلت الأم سارة، فى 25 مايو 2009، إثر أزمة صحية عن عمر يقترب من الـ70 عامًا، بعد حياة زاهدة وبسيطة عاشتها بين جنبات الدير الأثري، وتركت الأم سارة أثرًا بالغًا فى الوجدان الشعبي للمسلمين والأقباط فى المنطقة. 

 

من هي الأم سارة؟ 

 الأم سارة هي السيدة عايدة جاب الله سعيد، وُلدت فى أبريل 1939 بمدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، ولم تكن لها أحلام حياتية مثل من هنّ في عمرها.

  ونمت لديها فكرة الرهبنة واعتزال العالم مبكرًا في سن الخامسة عشرة بعد أن اقتنعت بفكرة الرهبنة من خلال تواجدها بالكنائس في بلدتها محاولة إيجاد علاقة أكثر خصوصية مع خالقها.

 وبعد رحيل والدتها أصرت على زواج أبيها قبل الذكرى الأربعينية لوالدتها، لترحل جنوبًا إلى دير الأنبا بضابا الأثرى بمدينة نجع حمادي، وتنصب راهبة باسم الأم سارة، على يد الراحل الأنبا مينا مطران جرجا بعد مرور عام من دخولها الدير؛ الذي كان يتبع مطرانية جرجا للأقباط الأرثوذكس في ذلك الوقتـ