الاتحاد المصري للتأمين: حلول مبتكرة لمخاطر المزارع الذكية

تشهد الزراعة الحديثة في العالم طفرة تكنولوجية غير مسبوقة بفضل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والطائرات دون طيار، التي أحدثت تحولًا عميقًا في طرق الزراعة والإنتاج الزراعي. ومع ازدياد هذه التقنيات، تبرز تحديات ومخاطر جديدة تهدد استدامة القطاع الزراعي، مما يضع التأمين في موقع استراتيجي لضمان استمرارية العوائد وتقليل الخسائر.

وفي هذا السياق، أشار رئيس الاتحاد المصري للتأمين برئاسة علاء الزهيري، إلى أهمية تصميم حلول تأمينية مبتكرة تتناسب مع طبيعة المزارع الذكية، خاصة مع توسعها التدريجي في السوق المصري، وضرورة تطوير منتجات تأمينية تغطي المخاطر السيبرانية، الأعطال التكنولوجية، والتغيرات المناخية، لضمان توازن بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على الموارد الطبيعية والسيطرة على التقلبات الاقتصادية.

واشارت التقارير إلى أن الزراعة الحديثة تشهد تحولًا جذريًا بفضل تبني تكنولوجيا الزراعة الذكية، حيث تعتمد هذه النظم على استخدام البيانات وتحليلات المعلومات بهدف تعزيز الإنتاجية وتحقيق الممارسات المستدامة. كما أوضحت أن التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والطائرات بدون طيار والاستشعار عن بُعد والتقنيات الزراعية الدقيقة تلعب دورًا محوريًا في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي. وفقا لما جاء في نشرة الاتحاد المصري للتأمين الأسبوعية.

 واشارت الدراسات إلى أن هذه التكنولوجيا لا تقتصر على تحسين الإنتاجية فقط، بل تسهم أيضًا في مكافحة التغير المناخي من خلال تطوير نظم زراعية مستدامة مثل الزراعة العمودية والزراعة المائية، ما يقلل من الاعتماد على الأراضي الزراعية التقليدية ويتيح التحكم ببيئة الإنتاج بشكل أدق.

 وأوضحت الأبحاث أن استخدام أدوات مثل الزراعة الذكية المعتمدة على البيانات التنبؤية يسمح بتخصيص الممارسات الزراعية، مما يزيد من فرص تحقيق نتائج مثالية. كما تعزز هذه التقنيات من معايير الأمن الغذائي من خلال إمكانية تتبع المنتجات الزراعية باستخدام تقنيات البلوكتشين لضمان أمانها حتى وصولها للمستهلك النهائي.

واشارت التحليلات إلى أن هذه الابتكارات لا تسهم فقط في زيادة الإنتاجية وتقليل الفاقد الزراعي، بل تعد عاملًا رئيسيًا في تحقيق التوازن بين التغذية السليمة والممارسات المستدامة، وكذلك في تمكين المزارعين من التكيف مع التحديات البيئية والاقتصادية.

 كما أوضحت الدراسات أن هذه التحولات رغم فوائدها، تحمل في طياتها مخاطر عدة تتطلب تحليلاً دقيقًا وإدارة فعالة، وهو ما يجعل التأمين الزراعي الذكي أداة أساسية لضمان استدامة هذه النظم.

ووفقا لما جاء بالنشرة، تكمن أهمية التأمين في حماية العوائد الاقتصادية وتقليل الخسائر المحتملة الناتجة عن الأعطال التكنولوجية أو الهجمات السيبرانية أو الكوارث الطبيعية. كما أوضحت أهمية التنسيق بين المزارعين وشركات التأمين وشركات التكنولوجيا لتصميم حلول تأمينية تتماشى مع طبيعة الزراعة الذكية الديناميكية.

وأوضحت الدراسات أن التغطيات التأمينية المناسبة تشمل التأمين على المعدات الذكية، والتأمين السيبراني، وتأمين انقطاع الأعمال، وكذلك التأمين المرتبط بمؤشرات الإنتاج الزراعي، لضمان حماية الاستثمارات والتخفيف من التقلبات الاقتصادية.

واشارت التحليلات أيضًا إلى أن الدول النامية تواجه تحديات إضافية، من بينها ضعف البنية التحتية الرقمية، وارتفاع تكلفة التكنولوجيا، والحاجة إلى تدريب الموارد البشرية، مما يجعل توسيع نطاق التأمين الزراعي الذكي ضرورة ملحة لضمان جذب الاستثمارات وتقليل المخاطر.

وبينت الأرقام الصادرة عن السوق العالمي أن حجم سوق الزراعة الذكية مرشح للنمو من 16.25 مليار دولار أمريكي في عام 2024 إلى 18.34 مليار دولار في عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.8%، مدفوعًا بارتفاع الطلب العالمي على الغذاء والابتكار التكنولوجي.

ويؤمن الاتحاد المصري للتأمين بضرورة تطوير منتجات تأمينية متخصصة تراعي طبيعة المخاطر في بيئة الزراعة الذكية، سواء كانت ناجمة عن التغير المناخي، أو الأعطال التقنية، أو الهجمات السيبرانية. وفي هذا السياق، يشدد على أهمية الاستثمار في التحول الرقمي واستخدام التقنيات التأمينية الحديثة لرفع كفاءة العمليات التأمينية من حيث التسعير وسرعة التعويض، بما يعزز من قدرة القطاع الزراعي على مواجهة التحديات.

وفي إطار جهوده لدعم هذا التوجه، قام الاتحاد بالتعاون مع الجهات المعنية برصد وتحليل بيانات الطقس في مصر، كما أنشأ لجنة متخصصة للتأمينات الزراعية تهدف إلى دراسة التجارب الدولية واستكشاف مدى ملاءمتها للتطبيق المحلي. وقد أثمرت جهود هذه اللجنة عن إعداد أول وثيقة تأمين زراعي في السوق المصرية لتغطية المحاصيل المروية، وتعمل حاليًا على تطوير وثائق جديدة لتغطية المحاصيل الاستراتيجية، بما يعزز من مرونة القطاع الزراعي في مواجهة المخاطر.

ويدعو الاتحاد إلى:

• توسيع مجالات التعاون بين شركات التأمين والقطاعات الحكومية والخاصة، خاصة شركات التكنولوجيا الزراعية.
• إطلاق برامج توعوية وتدريبية للمزارعين لتعزيز فهمهم بمزايا التأمين الزراعي الذكي.
• دعم مبادرات الدولة في مجال التأمين متناهي الصغر لتغطية صغار المزارعين وتحفيزهم على تبني تقنيات الزراعة الذكية.