رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مسار القهوة

منذ ثلاثين عامًا لم يكن متاحًا أمام مشاهد التليفزيون ومستمع الراديو سوى أعداد محدودة من القنوات والإذاعات. وفى الوقت ذاته، لم يكن متاحًا سوى عدد من الساعات المحدودة التى تبثها كل قناة تلفزيونية أو محطة إذاعية بالراديو. فى ظل هذه الظروف، كانت فرص الاختيار أمام المشاهد والمستمع محدودة، كما كان حجم الإنتاج المطلوب محدودًا أيضًا.
حينما شهد العالم بداية القرن الحادى والعشرين وأصبح يعيش عقده الأول، فإن انتشارًا إعلاميًا بات ملحوظًا. وقد أدى هذا الانتشار إلى تزايد أعداد قنوات التلفزيون ومحطات الراديو، وتزايد أوقات إرسال كل منها، ومن ثم الحاجة إلى إنتاج إذاعى ضخم يفى باحتياجات هذه القنوات والمحطات.
يمكن القول إنه مع انتشار القنوات والمحطات الإذاعية وتزايد أعدادها، أصبحت المنافسة شرسة بينها للاستحواذ على المشاهد والمستمع. يتطلب هذا أن يكون ما تقدمه كل قناة تليفزيونية أو إذاعة بالراديو من برامج ومواد إعلامية على أرقى مستوى فنى ممكن، بحيث يكون قادرًا على منافسة ما تقدمه القنوات والمحطات الأخرى فى فترات إرسالها.
بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن التلفزيون والراديو مطالبان بالمساهمة فى جهود التنمية، بمعنى أن تكون البرامج والمواد الإعلامية التى يتم إنتاجها وبثها فى خدمة أهداف التنمية. وهكذا، فإن الإنتاج الإذاعى بالراديو والتليفزيون فى هذه الدول يجب أن يكون كبيرًا وضخمًا بما يتفق مع زيادة أعداد المحطات والقنوات الإذاعية بالراديو والتليفزيون، ومتنوعًا بتنوع المحطات والقنوات من محلية إلى إقليمية إلى وطنية إلى دولية، ومتميزًا قادرًا على منافسة البرامج والمواد الإعلامية المختلفة التى تذيعها المحطات والقنوات الأخرى، لاسيما الأجنبية منها، وتنمويًا قادرًا على المساهمة فى جهود التنمية.
الإنتاج الإذاعى بالراديو والتليفزيون فى ظل كل ما سبق له متطلبات مهمة من التمويل والأجهزة والمعلومات والبيانات وغيرها من المتطلبات التى يجب توفيرها، بالإضافة إلى ضرورة توافر العنصر البشرى متمثلًا فى القائمين بالاتصال والفنيين والفنانين.
تجدر الإشارة إلى الدور المهم الذى يقوم به القائم بالاتصال فى عملية الإنتاج الإذاعى بالراديو والتليفزيون. يفرض هذا ضرورة الاهتمام باختياره بحيث تتوافر فيه سمات معينة، ويتمتع بمواهب خاصة تتفق ودوره الملقى على عاتقه، مع أهمية إعداده قبل أن يبدأ مباشرة عمله، وضرورة العناية بتدريبه تدريبًا مستمرًا يحقق الارتقاء المستمر فى مستوى أدائه سواء أمام الكاميرا أو خلف الميكروفون.
فى النهاية، المؤسسة الإذاعية مثلها فى ذلك مثل أى مؤسسة إنتاجية أخرى، عليها أن تجدول العمل، وتقوم بتوزيع مندوبيها وفرق التصوير المتاحة على الأماكن المتوقعة للأحداث، وأن تتعامل مع تكنولوجيا خاصة، وأن تحدد العمل الذى يجب أن يتم إنجازه فى الساعات القليلة المقبلة قبل موعد الإذاعة على الهواء. بدون ذلك، سوف تكون المؤسسة الإذاعية تحت رحمة الأحداث، ولن يكون فى مقدورها معالجة الموضوعات الخاصة بالأحداث بشكل منظم وكافٍ.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة
[email protected]