«الأرز بالسطارة».. تجربة جديدة لترشيد المياه وزيادة الإنتاجية في ديرب نجم

نظمت محافظة الشرقية، يوم حقلي إرشادي لزراعة 15 فدانًا من محصول الأرز باستخدام السطارة المحلية، وذلك بقرية أبو متنا التابعة لمركز ديرب نجم، كأحد النماذج التطبيقية لتعزيز أساليب الزراعة الحديثة والمستدامة، وذلك في إطار توجه الدولة لترشيد استهلاك المياه وتعظيم العائد من وحدة الأرض والمياه.
وقال المهندس عماد محمد جنجن وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الشرقية، إن المديرية قامت، بالتعاون مع معهد بحوث الهندسة الزراعية وقطاع الزراعة الآلية، بتنفيذ يوم حقلي لزراعة 15 فدانًا كحقل إرشادي بمحصول الأرز من صنف "سخا 108"، باستخدام تقنية "السطارة المحلية"، والتي تعتمد على الزراعة بالبذور الجافة في أرض جافة، وهي إحدى الطرق الحديثة التي تهدف إلى تقليل استهلاك المياه وتحقيق أفضل النتائج الإنتاجية.
وقد حضر فعاليات اليوم الحقلي عدد من قيادات الزراعة والإرشاد بمحافظة الشرقية، من بينهم الدكتور عمر عبد اللطيف، الباحث الأول بمعهد بحوث الهندسة الزراعية، والمهندس أشرف الدمرداش، مدير عام الإرشاد الزراعي، والمهندس صلاح محيي الدين، مدير الإدارة الزراعية بديرب نجم، إلى جانب المهندس محمود عبد المنصف، رئيس قسم الإرشاد بالإدارة الزراعية.
وخلال الفعالية، تم استعراض أهم التعليمات والتوصيات الفنية الخاصة بطريقة الزراعة بالسطارة، حيث شدد المتخصصون على ضرورة حرث الأرض مرتين بشكل متعامد، ثم تنعيم وتسوية سطح التربة جيدًا، بهدف ضمان توزيع مياه الري بانتظام، وتوفير كميات كبيرة من المياه.
وأوضح وكيل وزارة الزراعة، أن استخدام السطارة في زراعة الأرز له العديد من المزايا مقارنة بطرق الزراعة التقليدية، من بينها تقليل كمية التقاوي المطلوبة، حيث لا يحتاج الفدان الواحد سوى 60 إلى 70 كيلوجرامًا فقط. كما تتيح السطارة توزيعًا منتظمًا للتقاوي، مع تغطية جيدة تحميها من الطيور، مما يساعد على زيادة نسبة الإنبات.
وأضاف أن هذه الطريقة تسهّل من اكتشاف ومكافحة الحشائش في وقت مبكر، وتيسر عمليات الحصاد باستخدام آلة "الكومباين"، مما يقلل من الفاقد ويوفر في الوقت والجهد. كما يمكن من خلال السطارة وضع الجرعة السمادية التنشيطية مع التقاوي نفسها، وهو ما يساهم في تقليل تكلفة السماد والعمالة، ويضمن توزيعًا متجانسًا له.
وأشار جنجن، إلى أن الزراعة بالسطارة تُعد خيارًا اقتصاديًا بامتياز، حيث تقل تكلفتها عن الطرق الأخرى كالشتل أو البدار، إذ تبلغ تكلفة زراعة الفدان بهذه الطريقة حوالي 260 جنيهًا فقط، وتوفر في المياه بنسبة قد تصل إلى 50%، مما يجعلها من الحلول الواعدة لمواجهة تحديات ندرة المياه.
ومن جهته، أكد الدكتور المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، على أهمية القطاع الزراعي باعتباره أحد الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، مشددًا على أنه من أبرز الأدوات الفعالة لتحقيق التنمية المستدامة من خلال دعم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية المختلفة.
وأضاف أن المحافظة لا تدخر جهدًا في دعم المبادرات التي تهدف إلى تطوير منظومة الزراعة، ورفع كفاءة استخدامها للمياه، تماشيًا مع الاستراتيجية القومية لإدارة الموارد المائية.
وفي ختام اليوم الحقلي، شدد المشاركون على ضرورة التأكد من صيانة السطارة بشكل جيد قبل استخدامها، والتأكد من خلو صندوق التقاوي من أي مخلفات، بالإضافة إلى استخدام تقاوي ذات جودة عالية لضمان عدم انسداد المواسير وتحقيق أعلى نسبة إنبات ممكنة.
يأتي هذا النشاط ضمن جهود وزارة الزراعة للتوسع في استخدام الأساليب الحديثة في الزراعة، وتحقيق التوازن بين الإنتاجية العالية والحفاظ على الموارد الطبيعية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها مصر في مجال الأمن المائي.