رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

المخالفات جملة وقطاعي

صحّ النوم يا حى الزيتون

بوابة الوفد الإلكترونية

الباعة استولوا على الأرصفة ومداخل العقارات.. والنفايات تملأ الشوارع

الأهالى: الحى «نايم فى العسل».. ولا أحد يستجيب لاستغاثاتنا

أصحاب المحلات يغلقون الشوارع بالحواجز الحديدية لعرض البضائع

السيارات المهجورة تحولت إلى أوكار للمشردين

 

واصل محرر «الوفد» جولته الميدانية المكثفة فى حى الزيتون لأكثر من 12 ساعة متواصلة بين الشوارع والحوارى والتواصل مع المواطنين، رصد خلالها حجم الفوضى والخراب الذى يعيشه الحى على أرض الواقع.

شهدت الجولة انتشاراً واسعاً للمخلفات وغياباً تاماً للنظافة فى كل حارة وشارع، حيث تحولت العديد من الشوارع الرئيسية، مثل شارع نصوح والحوارى، إلى أماكن تعج بالقاذورات والروائح الكريهة التى لا تطاق، نتيجة تراكم القصاصات الميتة والقمامة التى تهدد صحة السكان وتؤدى إلى تفشى الأمراض.

احتلت عربات الطعام والباعة الجائلين مساحة كبيرة من الأرصفة وحتى الطرق العامة، ما أدى إلى اختناق مرورى وتدهور مستوى المعيشة لسكان الحى.

وعكست حالة الشوارع إهمالاً واضحاً من الجهات المسؤولة، إذ تحولت إلى مكبات مفتوحة للنفايات، دون أى خطة واضحة أو تنفيذ فعلى لأعمال النظافة أو الصيانة فى الشوارع.

تدهور النظافة والبيئة فى حى الزيتون لم يكن وليد اللحظة، بل تراكم من الإهمال، ما تسبب فى معاناة مستمرة للسكان الذين يطالبون بحلول جذرية وسريعة لإنقاذ الحى.

جولة «الوفد» الميدانية تؤكد الحاجة الماسة لتدخل عاجل وحازم من المحليات لتطبيق القانون، وإزالة المخلفات، وتنظيم الإشغالات، وتعزيز جهود النظافة وصيانة الشوارع، حفاظاً على صحة المواطنين وكرامتهم، وإعادة الحياة الحضارية التى فقدها حى الزيتون.

رصدت «الوفد» كيف يعيش سكان شارع نصوح بحى الزيتون، بالمنطقة الشمالية بمحافظة القاهرة، حالة من الفوضى والاعتداء على حقوقهم بسبب استيلاء أصحاب المحلات على الشارع والأرصفة، تبدأ المعاناة يوميًا بعد الساعة الثانية ظهرًا، حيث يقوم أصحاب المحلات بوضع حواجز حديدية تغلق الطريق تمامًا، وتعرض البضائع فى وسط الشارع، مما يحرم السكان من حقهم فى المرور بحرية.

ولم تقتصر الأزمة على الطريق العام، بل امتدت إلى مداخل العمارات نفسها، فقد استولى أصحاب المحلات على مداخل العقارات أرقام 1، 2، 2 مكرر، 10، و13، مما جعل الوصول إلى البيوت شبه مستحيل، وتزداد المعاناة عندما تتحول تلك التجاوزات إلى احتكاكات مع المارة، ووصلت فى بعض الأحيان إلى حالات تحرش، بسبب ضيق المساحات وازدحام البضائع.

 يقول حسام سعيد، أحد سكان المنطقة: نعيش فى جحيم يومى، أصحاب المحلات يحتلون الشارع بشكل صارخ، وعندما نحاول الوصول إلى منازلنا، نجد أنفسنا فى مواجهة مع أصحاب البضائع، أصبحنا مضطرين للانتظار قبل دخول شارعنا، ثم نعبر بصعوبة بين أكوام السلع والحواجز الحديدية، قائلاً «الحى نايم فى العسل».

وأضاف سعيد أن كوبرى نصوح نفسه لم يسلم من هذه الفوضى، حيث استولى الباعة الجائلون على مدخله وأسفله وأعلاه، مما جعل المرور فيه شبه مستحيل، وبالرغم من نشرنا للصور والاستغاثات يوميًا على صفحات حى الزيتون ومحافظة القاهرة، إلا أننا لم نتلقَ أى استجابة فعلية.

يشكو السكان من تقاعس حى الزيتون والمنطقة الشمالية فى التعامل مع هذه الانتهاكات، حيث يكتفون أحيانًا بإرسال سيارة تمر سريعًا دون اتخاذ أى إجراء، ورغم المناشدات المتكررة، يعود الوضع إلى سابق عهده فى اليوم التالى، وكأن الفوضى أصبحت أمرًا واقعًا يجب على المواطنين التعايش معه.

يطالب سكان شارع نصوح بتدخل فورى من الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة والدكتور حسام فوزى نائب المحافظ لإنهاء فوضى أشغال الطرق، ويؤكدون أن هذه التجاوزات تشكل انتهاكًا واضحًا لحقوقهم فى استخدام المرافق العامة، فضلًا عن التهديد المستمر لسلامتهم بسبب الاحتكاكات اليومية والضوضاء الناتجة عن مكبرات الصوت التى تستمر حتى الفجر.

فى مشهد يعكس تدهورًا غير مسبوق فى حى الزيتون، أعربت جيهان حسن، التى تسكن الحى الزيتون منذ 18 عامًا، عن استيائها من الحالة المزرية التى وصل إليها الحى الذى كان يومًا ما رمزًا للهدوء والنظام، «الحى الهادئ تحول إلى عشوائيات».

 تقول جيهان: «عندما انتقلت إلى حى الزيتون منذ سنوات، كان الحى يتميز بالهدوء والفيلات والمنازل الصغيرة المكونة من طابقين، أما اليوم، فقد أصبح شبيها بمناطق العشوائيات فى الصين الشعبية، حيث تنتشر المخلفات فى كل مكان فى ظل غياب تام لدور الحى وشركات النظافة المتعاقدة مع الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة».

وأوضحت أن البناء العشوائى اجتاح المنطقة، حيث تم تشييد عقارات بشكل غير قانونى، ما أدى إلى تشويه الطابع المعمارى للحى، وأضافت أن الشوارع أصبحت مليئة بالقمامة، دون أى تحرك من الجهات المسؤولة لإزالتها، ما دفع السكان إلى بيع شققهم والبحث عن مناطق أكثر هدوءًا وأمانًا.

وأشارت «حسن» إلى أن الكبارى والشوارع أصبحت تعج بعربات الوافل والحلويات، التى تنتشر بشكل غير قانونى تحت الكبارى وفوقها، ما تسبب فى إعاقة حركة المارة والسيارات، وأضافت: «الحى أصبح غير ملائم للسكن، وأصبح المواطنون يهربون منه بحثًا عن أماكن أفضل».

 من أبرز المشكلات التى أشارت إليها جيهان، وجود سيارات مهجورة منذ أكثر من عشر سنوات فى شوارع الحى، دون أن يتخذ الحى أى إجراء قانونى ضدها حرصاً على سلامة المواطنين، حيث تحولت هذه السيارات إلى ملاذ آمن للمشردين ومرتع لتعاطى المخدرات، قائلة «فى أحد الشوارع الضيقة، توجد سبع سيارات مهجورة تُستخدم كمأوى للمتشردين، وبعض السكان باتوا يستخدمون السيارة البيضاء فى أول الشارع كعلامة توجيه بعد أن أصبحت رمزًا من فرط بقائها».

 وعن وضع عمال النظافة، قالت جيهان حسن إن تدنى الأجور دفعهم إلى جمع وفرز القمامة لبيع المواد القابلة لإعادة التدوير، مما أثر بشكل كبير على نظافة الشوارع، وأضافت: «أصبح عمل عامل النظافة يقتصر على فرز البلاستيك والمعادن وبيعها، بدلاً من تنظيف الشوارع، ما جعل الوضع البيئى أكثر سوءًا».

واختتمت جيهان تصريحاتها بمناشدة المسؤولين للتدخل الفورى وإنقاذ حى الزيتون من الانهيار الكامل، مشددة على ضرورة إزالة المخالفات، تنظيم الإشغالات، وتحسين أوضاع عمال النظافة لضمان استعادة الحى لصورته الحضارية التى كانت تميزه فى الماضى.

 مشكلة النظافة

قال محمد حسن، أحد سكان حى الزيتون، إن واقع النظافة فى الحى بات مأساويًا وغير مقبول على الإطلاق، مشيرًا إلى أن عمال النظافة تحولوا إلى مجرد «نبيشة» بدلاً من القيام بمهامهم الحقيقية فى تنظيف الشوارع.

وأضاف أن عمال النظافة يقومون بجمع المخلفات وفرزها داخل أكوام كبيرة توضع فى الشوارع نفسها، ثم يتم بيع هذه المخلفات بشكل علنى، مما يعكس فشلًا واضحًا فى إدارة منظومة النظافة داخل الحى، قائلاً «الغلابة والناس البسيطة فى الحى يعانون من تراكم القمامة وانتشار الروائح الكريهة، بينما المسؤولون فى الحى عاجزون عن اتخاذ أى إجراءات لإزالة هذه الإشغالات أو منعها».

وأشار محمد إلى ضرورة تدخل العميد وليد أبو النصر، رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، لمتابعة الوضع عن كثب والضغط على الجهات المختصة لإصلاح منظومة النظافة التى تشهد تدهورًا مستمرًا، قائلاً «للأسف، لم نشهد أى تحرك من الهيئة أو من المسؤولين، وأسباب هذا الصمت غير معلومة، بينما حياتنا تتدهور يومًا بعد يوم بسبب تراكم القمامة والإهمال المستمر».

وقال سمير محمد، صاحب محل تجارى: «هذه الأوضاع تؤثر بشكل مباشر على صحة وسلامة السكان، ولا يمكن السكوت عنها بعد الآن، فحى الزيتون يستحق أن يعيش سكانه فى بيئة نظيفة وآمنة»، مضيفا أن ما يشهده حى الزيتون من إهمال فى ملف النظافة وتحول عمالها إلى باعة مخلفات يعكس أزمة حقيقية فى الأداء الإدارى والتشغيلى، مطالبا السكان بحلول عاجلة ومسؤولية حقيقية من قبل جميع الجهات المعنية، لإنقاذ الحى من الانهيار البيئى والصحى الذى يعانيه.

 شكاوى المواطنين

وفى محاولة لتوثيق حجم المعاناة التى يعانيها سكان حى الزيتون من تراكم القمامة وانتشار الأوساخ، تم التواصل مع المسؤولين فى الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، لكن التجربة كانت مخيبة للآمال وأكدت وجود تقاعس واضح فى أداء هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة.

تم الاتصال بالعميد وليد أبو النصر، رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، لعرض شكاوى المواطنين المتكررة بشأن انتشار القمامة فى الشوارع والحوارى، وتراكم الأتربة على الأرصفة، بالإضافة إلى ما وصفه السكان بتحول عمال النظافة فى الشركات الخاصة المتعاقدة مع الهيئة إلى مجرد فريزة لفرز وبيع المخلفات الصلبة لجامعى النبش، ما ساهم فى تفاقم المشكلة وانتشار القاذورات.

إلا أن العميد وليد أبو النصر لم يرد على الهاتف، ما يفتح باب التساؤلات حول مدى جدية الهيئة فى التعامل مع شكاوى المواطنين ومشاكل النظافة المتفاقمة فى حى الزيتون فى غياب تام لمسؤولى المتابعة الميدانية.

ومن ثم تم التواصل مع العميد عبد الهادى شعبان، مدير عام الهيئة، حيث تم عرض شكاوى المواطنين الذين تجمعوا فى الشوارع احتجاجاً على تراكم المخلفات وتدهور حالة النظافة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التى تزيد من معاناة السكان.

رد «شعبان» بأنه سيتم إرسال مدير فرع حى الزيتون للنظافة للاطلاع على الأوضاع، وتم الانتظار لأكثر من ساعتين تحت أشعة الشمس الحارقة حتى جاء مدير الفرع «علاء عبد المنعم يوسف» للاستماع إلى شكاوى المواطنين.

ورغم وعده بالحل، لم يشهد الحى أى تحسن ملموس على أرض الواقع حتى الآن، مما يزيد من حالة الإحباط لدى السكان الذين ينتظرون إجراءات فعلية وليس وعوداً شفوية لم تُترجم إلى واقع.

هذه الواقعة تعكس حجم الإهمال والتقاعس الذى تعانى منه الخدمات الأساسية فى حى الزيتون، وتضع علامات استفهام كبيرة حول كفاءة الأداء والمسؤولية داخل الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، خاصة فى مواجهة مشكلة تراكم القمامة التى تهدد صحة المواطنين وتعكر صفو حياتهم اليومية.

من هنا، يتطلب الأمر وقفة جدية من السلطات المختصة، ومحاسبة كل مقصر، لضمان توفير بيئة صحية ونظيفة تليق بسكان حى الزيتون، وتعيد لهم حقهم فى العيش بكرامة ضمن مجتمع آمن ونظيف.

 رد رئيس الحى

فى ظل تزايد معاناة سكان حى الزيتون من الفوضى والاختلالات التى يعانون منها يومياً، تم التواصل مع إسلام سيد، رئيس حى الزيتون، لعرض شكاوى المواطنين حول انتشار الإشغالات المخالفة وتزايد عدد الثلاجات الكبيرة التى تحتل مساحات تتجاوز 25 مترًا مربعًا فى الأكشاك، مما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين وإفساد المظهر العام للحى.

رد رئيس الحى جاء متواضعًا وغير مُرضٍ، حيث طلب من المواطنين إرسال عناوين المخالفات فقط، وقال إنه «سيبعث فرقًا لإزالة تلك الإشغالات»، دون أن يقدم خطة واضحة أو جدولًا زمنيًا لإنهاء هذه الأزمة المتفاقمة التى يعانى منها الحى منذ فترة طويلة.

أما بخصوص السيارات مجهولة الهوية المنتشرة داخل منطقة الحى، والتى تحولت إلى مصدر قلق للسكان بسبب الاستخدامات المشبوهة وبعضها تحولت إلى أوكار للمخدرات والمشردين، فقد نفى إسلام سيد مسؤوليته عنها، مؤكدًا أن هذه القضية تقع تحت مسئولية شرطة المرور وليس الحى.

هذا الموقف يعكس حالة التشتت وعدم التنسيق بين حى الزيتون، والجهات الحكومية المسؤولة، ما يجعل المواطنين عرضة للإهمال وغياب الحلول الحقيقية، لشكاوى الأهالى من الفوضى، والإشغالات غير القانونية، وتراكم القمامة أصبحت يومية، وغياب المسؤولية وتوزيع المهام بشكل متناقض بين الجهات المختصة يزيد من حدة الأزمة.

 

 

 

 

 

شسيببييشبشيس
شسيببييشبشيس
سشيبسشيبيشبسيشب
سشيبسشيبيشبسيشب
سشبيسيشسيبش
سشبيسيشسيبش