غزة.. الوقت ينفد

إسرائيل تغتال الحقيقة بحرق 5 صحفيين وأسرهم
2.4 مليون فلسطينى بينهم 1.1 طفل فى مرمى الإبادة الصهيوينة
المستشفيات خارج الخدمة.. وتجميد تصريحات «ترامب» حول التهجير إلى ليبيا
لا وصف لما ترتكبه حكومة الاحتلال الصهيوينة النازية على مدار الساعة فى قطاع غزة بحرق اصحاب الأرض فى الأفران البشرية وملاحقة الصحفيين لمنع توثيق جرائمها وارتكبت مجزرة من ابشع مجازرها فى حق رسل الحقيقة راح ضحيتها 5 صحفيين فلسطينيين واسرهم فى غارات استهدفت مناطق متفرقة من القطاع ليرتفع عدد شهداء الصحافة إلى 222 منذ بدء الابادة فى السابع من أكتوبر 2023، واستشهد الصحفى عبدالرحمن توفيق العبادلة فى بلدة القرارة شرق مدينة خان يونس، بعد انقطاع الاتصال معه منذ يومين.
كما ارتقى الصحفى أحمد الزيناتى وزوجته نور المدهون، إلى جانب طفليهما محمد وخالد، جراء غارة إسرائيلية استهدفت خيمتهم فى مخيم سنابل قرب المستشفى الميدانى الكويتى غرب مدينة خان يونس. كما ارتقى المصور الصحفى عزيز الحجار برفقة زوجته وأطفاله، عقب قصف منزله فى منطقة الصفطاوى شمال مدينة غزة.
وارتقت الصحفية نور قنديل وزوجها الصحفى خالد أبو سيف وابنتهما إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم، فى دير البلح وسط القطاع.
ويواصل الاحتلال استهداف الصحفيين فى غزة بشكل متعمد، سواء خلال تأدية مهامهم الميدانية أو داخل منازلهم، فى انتهاك صارخ للقانون الدولى الإنسانى الذى ينص على حماية الطواقم الصحفية أثناء النزاعات المسلحة.
وكثّفت قوات الاحتلال خلال الساعات الـ 48 الماضية، من حربها العدوانية وجريمة الإبادة الجماعية فى قطاع غزة وارتكبت المزيد من الجرائم والمجازر بحق المدنيين والنازحين؛ خاصة فى محافظة خان يونس، جنوب القطاع المحاصر. واعلنت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد وفقد واصابة المئات
واستشهد وفقد واصيب المئات من الفلسطينيين العزل فى مجازر الاحتلال الذى يواصل حرب الإبادة على القطاع منذ 587 يومًا، مكثفًا من غاراته الجوية والاستهداف البرى والبحرى فى مناطق الشمال وشرق مدينة دير البلح ومنطقة القرارة وسط وجنوب القطاع. فيما تضاربت الانباء عن مصير شقيقى الشهيد «يحيى السنوار» زعيم حماس فى غزة محمد قائد الجناح المسلح للحركة وزكريا المؤرخ والأكاديمي.
وشدد المكتب الاعلامى فى غزة على أن هذا الواقع الإنسانى الخطير لم يعد يحتمل التوصيف أو التحليل، بل يستدعى تحركًا عاجلًا وجادًا من المجتمع الدولى، ومن المؤسسات الإنسانية والحقوقية، لوقف هذه الجريمة المفتوحة، وإنهاء سياسة العقاب الجماعى التى يتعرض لها أكثر من 2.4 مليون إنسان مدنى فى قطاع غزة بينهم 1.1 مليون طفل.
ووصفت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، «فرانشيسكا ألبانيز»، الإبادة المستمرة على القطاع المحاصر بـ«الثمرة المرة» لإفلات إسرائيل من العقاب عبر العقود الماضية. وشددت على أن إسرائيل احتلال غير شرعى، ولا يحق لها التخطيط لمستقبل القطاع واوضحت أن الصمت العالمى يؤكد لما وصلت له الدبلوماسية من التفاهة والقسوة.
وتساءلت عن أحقية إسرائيل فى التخطيط لمستقبل غزة، وواصلت القول بأن احتلالها للقطاع غير قانونى، ومحكمة العدل الدولية أمرتها بإنهاء هذا الاحتلال ودفع تعويضات للفلسطينيين، وبدلًا من ذلك، تخطط إسرائيل لما بعد الإبادة الجماعية بغزة، دون رادع». واضافت ان فشل المجتمع الدولى فى وقف جرائم إسرائيل مكّنها من ارتكاب الإبادة الجماعية فى غزة.
..«غزة كانت مكانًا سيئًا، لقد كانت هكذا لسنوات.. ويجب أن تصبح الآن منطقة حرة».. جملة ليست عابرة قالها الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» فى مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية وذلك على الرغم من مسارعة السفارة الامريكية فى طرابلس لنفى ما تردد عن رجل البيت الابيض فيما يتعلق بلخطة المرتقبة لتهجير الفلسطينيين إلى لبيبا.
قد يبدوهذا التصريح كدعوة إصلاحية وإنسانية، ولكن بقراءة ما سبقها من تصريحات تكرس للواقع المر لتسويق خطته لإعادة تشكيل المنطقة وشرعنته للتطهير العرقى، والتهجير القسرى، وفرض الاحتلال الصهيونى بشكل دائم.
ولا تشمل المنطقة الحرة التى يتحدث عنها ترامب وهى مشروع إعادة بناء مدعوم من الغرب، الفلسطينيين وهى استمرار للفكرة التى طرحها صهر ترامب، «جاريد كوشنر»، بأن تصبح غزة مركزًا للسياحة الساحلية والتجارة الا ان الشرط المسبق لهذا الرؤية هو طرد مليون فلسطينى من غزة.
ووفقًا لتقرير من قناة إن بى سى نيوز، فإن إدارة ترامب تعمل على خطة لإرسال ما يقارب من مليون فلسطينى من غزة بشكل دائم إلى ليبيا وكشفت خمس شخصيات امريكية مطلعة للشبكة الأمريكية عن خضوع الخطة لتدقيق وفحص شديد.
واضافت أن الإدارة الأمريكية ناقشتها مع القيادة الليبية، وشخصين مشاركين بشكل مباشر فى الخطط، ومسئول أمريكى سابق.
وكشفت عن ان مقابل إعادة توطين الفلسطينيين، ستفرج واشنطن عن مليارات الدولارات من الأموال الليبية والتى جمدتها الولايات المتحدة قبل أكثر من عقد من الزمان فيما لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائى بعد، وتم إطلاع حكومة الاحتلال على مناقشات الإدارة الأمريكية.
وقال مسئول أمريكى سابق إن إحدى الأفكار التى ناقشها مسئولو الإدارة هى توفير حوافز مالية للفلسطينيين مثل السكن المجانى وحتى المنح الدراسية. ولم يتم تحديد المكان الدقيق لإعادة توطين الفلسطينيين فى ليبيا.
.. هذه التصريحات تعيدنا إلى خطاب «النكبة» فى عام 1948 حين تم ترحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم تحت ذريعة الأمن والاستقرار ولم يتمكنوا من العودة أبدًا. ويعاد اليوم، نفس السيناريو تحت مصطلحات لامعة مثل المنطقة الحرة.
ورفضت حركة حماس التصريحات الأمريكية فى هذا الشأن ونفى «باسم نعيم» القيادى الكبير فى الحركة التى تسيطر على غزة، علمها بأى مناقشات بشأن نقل الفلسطينيين إلى ليبيا.