مفاجأة السودان في قمة بغداد.. الحرب لم توقف الإنتاج وقادرون على سد 40% من فجوة الغذاء العربي

كشف وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني د. جبريل إبراهيم عن مفاجأة كبيرة مفادها أن "الإنتاج الزراعي خلال الحرب فاق مستويات ما قبل الصراع"، معلنا أن "هذا الإنجاز يدحض المزاعم عن مجاعة وشيكة، ويؤكد انتقال السودان من مرحلة الإغاثة إلى التنمية المستدامة".
كما أشار إلى تحسُّن مؤشرات الاقتصاد الكلي، مثل: استقرار سعر صرف الجنيه السوداني، انخفاض معدل التضخم بنسبة 22% خلال الربع الأخير ، وتوقعات بنمو اقتصادي نوعي مطلع 2025 مع عودة النازحين إلى مناطقهم.
جاء ذلك على هامش كلمته في المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي على المستوى الوزاري، المُنعقد في بغداد تحضيرًا للدورة الخامسة للقمة العربية التنموية، ومؤكدًا أن السودان يخطط لتحويل الأزمة إلى فرصة تنموية بشراكات عربية ودولية.
وجّه إبراهيم في مستهل كلمته في الجلسة التهنئة للعراق على استضافة القمة، داعيًا إلى تفعيل آليات التكامل الاقتصادي كخيار وحيد لمواجهة التحديات العالمية، ومؤكدًا أن السودان يعتمد على شراكة الأشقاء العرب لإنجاز خططه التنموية.
أكد إبراهيم التزام السودان بـ"مبادرة الأمن الغذائي العربي" التي أطلقتها الكويت، مشيرًا إلى دراسات مدعومة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي تُثبت قدرة السودان على سد 40% من احتياجات العرب من الحبوب واللحوم، قائلًا: "نحن نفتح أبوابنا للاستثمارات العربية في الزراعة والصناعات الغذائية، فالأمن الغذائي العربي أمانة في أعناقنا".
وأعلن عن انتهاء "اللجنة العليا لإعادة الإعمار" – التي يرأسها شخصيًا – من تقييم الأضرار، وكشف أن التقرير النهائي رفع إلى القيادة السودانية في ديسمبر 2024، وركز على محورين: الاول بناء الإنسان: عبر برامج تدريب وتأهيل رأس المال البشري.
والثاني عبر إحياء البنية التحتية بإشراف شركاء عرب ودوليين مثل البنك الدولي والأمم المتحدة.
كما أشار إلى أن السودان تقدم بطلب رسمي لإرسال فرق تقييم دولية مستقلة، مؤكدًا أن الشراكات ستكون مربحة للطرفين.
اختتم كلمته بدعوة الدول العربية إلى تحويل الدعم الإنساني إلى استثمارات في البنية التحتية والقطاعات الإنتاجية، مستشهدًا بالمثل الصيني: "لا تُعطني سمكةً.. علّمني كيف أصطاد"، وحذّر من "السياسات الحمائية للدول الكبرى"، داعيًا إلى تفعيل اتفاقية السوق العربية المشتركة لتجاوز العقبات التجارية.