رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

فى المضمون

منذ إعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة مرة أخرى، لا جديد ولا تغير فى سياسة ترامب عن ولايته الأولى، بل أصبح أسوأ وأكثر نفعية.

العالم على فوهة بركان، وأخيرًا اشتعل فتيل الحرب بين قوتين نوويتين، إحداهما الهند المدعومة أمريكيًا فى مواجهة باكستان حليفة الصين.

عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية، ومعها اشتعلت النقاشات حول مستقبل السياسة الأميركية داخليًا وخارجيًا. وبينما رأى البعض عودته انتصارًا للشعبوية وللتيار القومى المحافظ، ينظر إليه خصومه كعامل اضطراب فى نظام عالمى هش. فما الذى حدث؟

ضاعف ترامب من تمسكه بشعار «أمريكا أولًا»، معيدًا تشكيل السياسة الخارجية بشكل أكثر حدة. انسحب مجددًا من التزامات دولية متعددة، وهدد بإعادة النظر فى عضوية واشنطن فى حلف «الناتو»، وفرض رسومًا جمركية جديدة حتى على حلفاء تقليديين.

استمر ترامب فى سياسة الضغط على الصين اقتصاديًا، لكنه حاول فتح قنوات خلفية لعقد صفقات تجارية ضخمة تعزز الاقتصاد الأمريكى. أما مع روسيا، فحافظ على لهجة أقل تصادمية، ما أثار تساؤلات حول حدود نفوذ موسكو فى ظل غياب المواقف الصارمة من واشنطن.

فى الشرق الأوسط، عزز ترامب علاقاته مع إسرائيل، وشجع على إبادة غزة وأعاد خطط التهجير، كما أيد توجهات أكثر تشددًا تجاه إيران، ساعيًا إلى إعادة العقوبات ووقف أى تقارب دبلوماسى. أما الدول العربية الحليفة، فوجدت فى ولايته الثانية حليفًا يمكن التفاهم معه، وهو على بعد ساعات من زيارة خليجية يجنى من ورائها الكثير من الصفقات.

فى أوروبا، مشروع «الوحدة عبر الأطلسي» أصبح مهددًا، ما دفع فرنسا وألمانيا إلى التفكير بجدية فى تعزيز الدفاع الأوروبى المستقل. فى آسيا، كانت اليابان وكوريا الجنوبية أكثر حذرًا، بينما رحبت الهند بنهج ترامب فى مواجهة الصين، وهو ما أدى إلى حرب قد تندلع وتهدد العالم كله.

سياساته خلقت انقسامًا داخليًا أعمق. بينما احتفى اليمين المحافظ بقراراته، خرجت مظاهرات واسعة ضد ما وصفه معارضوه بـ«التفكيك الديمقراطي» والتضييق على الإعلام وحقوق المهاجرين وفرض الرسوم الجمركية.

ترامب يعيد تشكيل النظام العالمى على أسس أكثر قومية وأقل تعددية. فبينما يسعى لإعادة ما يصفه بـ«المجد الأميركي»، تتأرجح موازين القوى الدولية، وتجد الدول نفسها مضطرة لإعادة تقييم علاقاتها مع واشنطن، بين التفاهم والاصطفاف أو المواجهة.

[email protected]