عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

التوكل على الله.. مفتاح النجاة من ضيق الدنيا وهمومها

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن من أهم مفاتيح النجاة التي أوصى بها الشرع الشريف هو التوكل على الله تعالى، موضحًا أن التوكل يمثل الاعتماد الكامل على الله وحده دون سواه.

مفتهوم التوكل

واستشهد الدكتور علي جمعة بتعريف الإمام أبي حامد الغزالي للتوكل، حيث قال: «التوكل هو اعتماد القلب على الوكيل وحده»، مشيرًا إلى أن التوكل الحق يتحقق حين يؤمن الإنسان إيمانًا جازمًا بأن الله سبحانه وتعالى هو الفاعل الحقيقي لكل شيء، وأنه وحده القادر والعالم المدبر للأمور كافة.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن التوكل يعني اليقين بأنه "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وهو ما يولد في القلب حالة من التسليم والرضا بأمر الله. وقد أشار إلى أن القرآن الكريم أكد أهمية هذا المقام الرفيع في أكثر من موضع، حيث قال الله تعالى:{وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [سورة إبراهيم: 12]،وقال سبحانه: {وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة المائدة: 23]،كما قال عز وجل: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [سورة الطلاق: 3]،وقال أيضًا: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [سورة آل عمران: 159].

 

وأشار الدكتور جمعة إلى أهمية تدبر قوله تعالى:{وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} [سورة المنافقون: 7]،مؤكدًا أن من أدرك أن الله مالك خزائن كل شيء، لم يتوكل إلا عليه سبحانه.

 

كما أوضح فضيلته أن كل شيء في الكون خاضع لتدبير الله عز وجل، مستشهدًا بقول الله تعالى:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} [سورة يونس: 3]،مشيرًا إلى أن الاعتراف بهذه الحقيقة يولد في القلب محبة لله وتعلقًا به دون سواه.

 

فضل التوكل وأثره

وتابع الدكتور علي جمعة حديثه، مشيرًا إلى أن التوكل له آثار عظيمة في الدنيا والآخرة، لافتًا إلى قول النبي محمد ﷺ:«يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب»،
وعندما سُئل ﷺ عنهم، قال:«الذين لا يكتوون، ولا يتطيرون، ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون»، وأكد أن مفتاح نجاتهم كان "توكلهم على ربهم"، وأن التوكل يولد حالة من الراحة النفسية والرضا والسكينة.

الفرق بين التوكل والتواكل

وفي السياق ذاته، شدد الدكتور جمعة على أهمية التفرقة بين التوكل والتواكل، موضحًا أن:

التواكل هو ترك الأخذ بالأسباب مع الاعتماد على الأماني، وهذا جهل مذموم.

أما التوكل فهو الجمع بين فعل الأسباب المشروعة والاعتماد القلبي الكامل على الله، قائلًا: "ترك الأسباب جهل، والاعتماد عليها شرك".


وأشار إلى أن الأنبياء عليهم السلام لم يتركوا الأسباب بل أخذوا بها مع توكلهم على الله، واختتم فضيلته بتأكيده على حديث النبي ﷺ: «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا»(رواه أحمد والترمذي)،مبينًا أن الطير تسعى للأرزاق مع اعتمادها الكامل على ربها، فجمعت بين التوكل والأخذ بالأسباب، كما أوصى بحديث آخر للنبي ﷺ جاء فيه: «من سره أن يكون أغنى الناس، فليكن بما عند الله أوثق منه بما في يده»