صورة مدهشة من المريخ.. مسبار كيوريوسيتي يكشف عن رحلته عبر الكوكب الأحمر

في إنجاز جديد يعزز من فهمنا للكوكب الأحمر، كشفت وكالة ناسا عن صورة رائعة تُظهر مسار المسبار "كيوريوسيتي" وهو يشق طريقه عبر تضاريس المريخ الوعرة. ورغم أن كيوريوسيتي يتحرك بسرعة قصوى لا تتجاوز 0.1 ميل في الساعة (نحو 0.16 كم/س)، إلا أنه استطاع أن يغطي مسافة واسعة، تاركًا وراءه آثارًا واضحة تُوثق رحلته الاستكشافية.
أول صورة مدارية توثق حركة كيوريوسيتي عبر سطح المريخ:
الصورة التي التقطتها مركبة استطلاع المريخ المدارية التابعة لناسا، باستخدام كاميرا HiRISE (تجربة التصوير العلمي عالي الدقة)، تُعد الأولى من نوعها التي تُظهر المسبار أثناء حركته النشطة على سطح الكوكب. التُقطت هذه الصورة الفريدة في 28 فبراير، وجاءت لتوثق مسار كيوريوسيتي الممتد على نحو 1050 قدمًا، خلال رحلته من هدفه العلمي السابق في "قناة جيديز فاليس" إلى وجهته العلمية التالية.
وفي تفاصيل المشهد، يظهر كيوريوسيتي كنقطة صغيرة في مقدمة المسار الطويل الذي سلكه عبر التربة المريخية. وتُبرز الآثار التي خلفتها عجلات المسبار تفاصيل مذهلة عن طبيعة الرحلة، والتي شملت 11 محطة توقف منذ بداية شهر فبراير.
آثار العجلات تبقى طويلاً رغم أجواء المريخ القاسية:
على الرغم من أن أسابيع عدة قد انقضت على مرور كيوريوسيتي بتلك المنطقة، إلا أن آثار الإطارات لا تزال واضحة للعيان، وهو أمر طبيعي نظرًا للظروف البيئية الفريدة على سطح المريخ. وأوضحت وكالة ناسا أن هذه الآثار يمكن أن تظل مرئية لعدة أشهر قبل أن تُمحى بفعل الرياح القوية التي تجتاح الكوكب من وقت لآخر.
الوجهة المقبلة: البحث عن أدلة المياه الجوفية القديمة:
يتجه كيوريوسيتي حاليًا نحو هدف علمي جديد يتمثل في منطقة يُعتقد أنها تضم تكوينات جيولوجية ناتجة عن تفاعلات المياه الجوفية منذ عصور سحيقة. وتُخطط ناسا لاستغلال هذه الرحلة لاستكشاف كيفية تأثير المياه على البيئة المريخية القديمة، ما قد يقدم أدلة حيوية لفهم إمكانية وجود حياة في الماضي البعيد على الكوكب الأحمر.
بحسب تقديرات فريق المهمة، يُتوقع أن يصل كيوريوسيتي إلى هذا الموقع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث ستُجرى عمليات تحليل ودراسة مكثفة للصخور والتربة، في إطار مساعي ناسا المستمرة لفك أسرار جار الأرض الغامض.
رحلة استكشاف لا تتوقف:
منذ هبوطه على سطح المريخ في عام 2012، واصل كيوريوسيتي أداء مهمته العلمية بكل نجاح، مُحققًا اكتشافات غير مسبوقة ساعدت العلماء على إعادة رسم صورة تاريخ الكوكب الأحمر. ومع كل صورة جديدة، يقترب البشر خطوة إضافية نحو حلم استكشاف المريخ وربما السكن عليه يومًا ما.