الجندي: المعولون على الهدم عقولهم أوهى من بيوت العنكبوت
قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن بناء العقل هو الحصن المنيع لمواجهة الشرود عن الدين والانحراف عن جادة الصواب، مشددًا على أن بناء الأوطان لا يتحقق إلا ببناء الإنسان بناءً صحيحًا، يبدأ من تثبيت أركان الدين والعرض والنفس والعقل والمال.
وأوضح الجندي، خلال كلمته في فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، المنعقد اليوم السبت بالقاهرة، تحت عنوان «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن الفكر الإسلامي انطلق منذ نشأته من تقدير العقل وإعماله في فهم الدين والتمييز بين الحق والباطل، مشيرًا إلى أن بناء العقول ضرورة حتمية لحماية الأوطان وبنائها.
وأشار أمين مجمع البحوث الإسلامية إلى أن الأزهر الشريف، عبر تاريخه الطويل، تبنى منهج بناء العقل الإنساني المتزن، مستشهدًا بنماذج من كبار علمائه مثل الإمام السنوسي، وعلى العدوي، والباجوري، والدسوقي، الذين أرسوا معالم هذا المنهج الراسخ. وأوضح أن من يسعون لهدم المجتمعات "عقولهم أشبه ببيوت العنكبوت"، لا تقوى أمام الفكر الصحيح والمنهج الوسطي.
وأضاف أن الأمة اليوم في أمسّ الحاجة إلى بناء أجيال جديدة قادرة على الإبداع والابتكار، مع الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية، مؤكدًا أن العقل هو الأداة لفهم الدين بشكل سليم، ومقاومة مظاهر الغلو والتطرف والانحراف.
يُعقد المؤتمر العلمي الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبحضور عدد من قيادات الأزهر، من بينهم الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، والدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر.
ويهدف المؤتمر إلى بحث سبل بناء الإنسان في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية المعاصرة، وإبراز دور الشريعة الإسلامية والمنظومة التشريعية الحديثة في تحقيق التنمية المستدامة، عبر ستة محاور رئيسية تتناول ميادين بناء الإنسان، وأثر التشريعات والحقوق والحريات الأساسية، ودور التطور التقني في صياغة إنسان المستقبل.
