سيناء بحاجة إلى مشروع قومي درامي يوثق بطولاته
مجدي صابر لـ«الوفد»: توثيق بطولات سيناء بالدراما ليس عملاً فنياً بل واجب وطني
شدد المؤلف الكبير مجدي صابر على أهمية توثيق بطولات سيناء من خلال الفن والدراما، على أن العصر الرقمي وما يشهده من تطور تكنولوجي، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتصوير، يفتح آفاقاً واسعة لإنتاج أعمال فنية ضخمة تُخلد تلك البطولات وتُجسدها للأجيال الجديدة.
مجدي صابر: التكنولوجيا الحديثة تمنحنا فرصة ذهبية لتوثيق بطولات سيناء درامياً
تحدث المؤلف الكبير مجدي صابر عن أهمية توثيق بطولات سيناء من خلال الدراما والفن، وذلك خلال احتفالية عيد تحرير سيناء، مشيراً إلى أن العصر الرقمي والتطور التكنولوجي الهائل، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتصوير والكاميرات، يتيح فرصة كبيرة لإنتاج أعمال فنية ضخمة تخلد تلك البطولات.
وقال صابر: "في ظل الإمكانيات المتاحة حالياً، نحن قادرون على تقديم أعمال عظيمة عن الحروب التي دارت في سيناء، سواء كانت حرب أكتوبر 1973 أو حرب الاستنزاف، التي لم تنل حقها الكامل من الدراما، رغم أنها كانت تمهيداً أساسياً لنصر أكتوبر، وامتلأت بقصص بطولات عظيمة للغاية، سواء من الجنود أو الضباط المصريين".
وأضاف: "حتى في حرب 1967، رغم ما شهدته من نكسة، إلا أنها شهدت أيضاً قصصاً مشرفة من البطولة والشجاعة تستحق التوثيق في الدراما، لأنها تُظهر الوجه الحقيقي للمقاتل المصري، وتبرز عظمة هذا الوطن، ولا يجب أن تبقى هذه البطولات مجرد نصوص في كتب القراءة المدرسية، بل يجب أن تُجسد من خلال صورة حية تصل للأجيال الجديدة، ليشاهدوا عظمة ما حدث ويستوعبوا قيمته".
وأكد صابر أن تحويل هذه البطولات إلى أعمال درامية ليس مجرد عمل فني، بل هو "واجب وطني"، مضيفاً: "يجب أن ننتج عشرات الأعمال عن سيناء، عن الخداع الاستراتيجي قبل حرب أكتوبر، عن استرداد الأرض، عن الكفاح المسلح والبطولات القانونية في معركة طابا، لأن هذه القضايا لا تقل أهمية عن القتال العسكري".
وأشار إلى أن سيناء كانت دائماً عبر التاريخ بوابة للجيوش الغازية، وكانت تمثل تهديداً لمصر حتى تم تحريرها وتأمينها بالكامل، وقال: "اليوم سيناء فيها قوتنا، فيها رجالنا، فيها دباباتنا، ولكن على مدار التاريخ كانت ممراً للهكسوس وغيرهم، وهذا التاريخ يجب أن يُسجل في أعمال درامية أو أفلام وثائقية تُنتج بشكل سريع ومُعاصر، بتكاليف ليست باهظة كما كان يُعتقد في الماضي".
مجدي صابر: حرب أكتوبر تستحق دراما حية تحكي للأجيال القادمة
واعتبر المؤلف أن الدراما هي الوسيلة الأهم في التوثيق، قائلاً: "الكتب كثيرة، لكن المؤسف أن أغلبية هذه الكتب لم تتحول إلى أعمال درامية، بينما الدراما هي الوثيقة الحية التي تصل للناس عبر التلفزيون، عبر المنصات، عبر الهاتف المحمول، فتُشاهد وتُخلَّد".
واختتم مجدي صابر تصريحاته لـ«الوفد» قائلاً: "هذه مسؤولية الدولة، لا يستطيع أي منتج بمفرده أن يتكفل بإنتاج عمل وطني ضخم عن بطولات سيناء أو حرب أكتوبر، هذا دور يجب أن تتحمله مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الشركة المتحدة، التي قدمت أعمالاً ناجحة مثل الاختيار، نحن بحاجة إلى مشروع قومي تكون بطولته سيناء، ويشمل الدراما والسينما وحتى المسرح، ويجب ألا ننتظر عيد تحرير سيناء كي نتذكرها، بل يجب أن تبقى حاضرة في وجدان الأمة طوال الوقت".
