بعد الحوادث الأخيرة.. اعرف كيف يمكن أن تكون الكلاب مصدرًا للعلاج النفسي؟

رغم الضجة التي أثارتها حوادث اعتداء بعض الكلاب على المواطنين مؤخرًا، إلا أن الوجه الآخر لهذه الحيوانات لا يزال مجهولًا للكثيرين. فبعيدًا عن الحوادث المؤسفة، أثبتت الدراسات والتجارب أن الكلاب يمكن أن تكون وسيلة فعالة في العلاج النفسي، ومصدر دعم عاطفي قوي يساعد في تحسين الصحة النفسية لمختلف الفئات.
كلاب الدعم النفسي
كلاب الدعم النفسي أو ما يُعرف بـ"Therapy Dogs" يتم تدريبها خصيصًا لمرافقة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، التوتر، اضطراب ما بعد الصدمة، أو حتى التوحد. تتميز هذه الكلاب بهدوئها، وقدرتها على فهم المشاعر البشرية والتفاعل معها، وهو ما يساعد في خلق شعور بالأمان والانتماء لدى المريض.
شهادات حية: "أنقذتني من الاكتئاب"
تقول منال محمود ، 26 عامًا، إنها كانت تعاني من اكتئاب مزمن بعد فقدان والدها، حتى نصحتها صديقتها بتربية كلب: "لم أكن أتصور أن وجوده بجانبي سيحدث هذا الفارق. أشعر بأنه يفهمني حين أكون حزينة، ويجبرني على الخروج واللعب. وجوده أعادني للحياة".
دور الكلاب في علاج الأطفال المصابين بالتوحد
في بعض المراكز المتخصصة في مصر، بدأت تجارب محدودة لاستخدام الكلاب في دعم الأطفال المصابين بالتوحد. ووفقًا لدكتورة هبه عبد الموجود، أخصائية الصحة النفسية، فإن "الكلاب قادرة على بناء علاقة فريدة مع الطفل، ما يساعده في تطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية بشكل تدريجي".
مراكز تدريب متخصصة
ورغم تزايد الوعي بهذه النوعية من العلاج، إلا أن الحصول على كلب مدرب دعم نفسي ما زال محدودًا في مصر بسبب ارتفاع تكلفته، وغياب الدعم المؤسسي. يشير أحد مدربي الكلاب إلى أن "تدريب كلب دعم نفسي قد يستغرق من 6 إلى 12 شهرًا، ويتكلف ما بين 20 إلى 40 ألف جنيه، ما يجعله غير متاح للجميع".
الجانب الإنساني المغيب في النقاش العام
وسط الحديث عن خطورة بعض سلالات الكلاب، يغيب الحديث عن دورها العلاجي والإنساني. خبراء يدعون إلى التفرقة بين الكلاب المدربة وتلك المهملة أو المعتدى عليها، مؤكدين أن الحل ليس في التخلص من الكلاب، بل في تنظيم تربيتها وتوعية الناس بأهميتها.