حبة الغلة السوداء "القاتل الصامت" تحصد الأرواح في الفيوم

تعتبر "أقراص حفظ الغلة" المبيد الحشري الأوسع استخداما في القرى والعزب بالفيوم لحفظ الحبوب وحماية المحاصيل الزراعية من التسوس والحشرات الضارة خلال فترة التخزين.

وشهدت محافظة الفيوم في السنوات الأخيرة العديد من حوادث الانتحار باستخدام "حبة الغلة" التي تقتل الشباب خلال ساعات معدودة، كونها الأداة الأرخص والأكثر انتشارا.

زوجة وطفلتيها.. آخر ضحايا حبة الغلة السوداء بالفيوم 

وكان آخر هذه الحوادث ما شهدته قرية دفنو التابعة لمركز إطسا بالفيوم، اليوم الأحد الموافق 6 أبريل، عقب قيام سيدة تبلغ من العمر 27 عاما، بشراء حبة الغلة السوداء ووضعها في مشروب لها وطفلتيها فاطمة 7 سنوات ولميس 5 سنوات، مما تسبب في وفاتهم على الفور وذلك بسبب وجود خلافات زوجية بين الزوجة وزوجها.

وتحتوي "حبة الغلة" على فوسفيد الألمونيوم بشكل مركز وتباع تحت أسماء تجارية مختلفة ، معظمها مستورد من الخارج، وحتى وقت قريب، وقبل قصر بيعها على الصيدليات، كان يمكن الحصول على هذه "الحبة" من دكاكين البقالة ومحلات بيع المبيدات الزراعية في القرى دون سؤال المشتري عن الغرض من استخدامها قبل بيعها.

 ونفذت إدارة المكافحة بمديرية الزراعة عدد من الندوات الإرشادية عن أقراص حفظ الغلة وكيفية استخدامها بالطريقة الصحيحة وذلك بحضور المزارعين، نظرا لخطورة مادة الأمونيوم فوسفيد وهي المادة الفعالة في أقراص حفظ الغلة، والمستخدمة لمنع تسوس محاصيل القمح والذرة وكافة الحبوب الزراعية، وحمايتها من الحشرات الضارة، وذلك لتعربف المزارعين بحبة الغلة التي تحتوي على فوسفيد الألمونيوم وكيفية إستخدامها بالطريقة المثلى فى تبخير الحبوب والبقوليات لمكافحة حشرات المخازن خلال فترة التخزين، وكيفية التخلص من متبقيات الأقراص بعد انتهاء فترة التبخير بطريقة آمنة، وكذلك كيفية التعامل مع حبة الغلة فى حالة الإستخدام الخاطيء أو فى حالة حدوث تسمم، وطرق التخزين السليم للحبوب لوقايتها من الإصابة الحشرية.

وكان الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم قد عقد اجتماعًا موسعًا في هذا الشأن، مع مسئولي الزراعة، والصحة، والتموين، وجهاز حماية المستهلك، وفرع الهيئة القومية لسلامة الغذاء، ومرفق الاسعاف، لبحث آليات منع انتشار أقراص فوسفيد الألومونيوم المعروفة باسم "حبة الغلة" التي يستخدمها الفلاحون كوسيلة رخيصة لحفظ الغلال من حشرة سوسة القمح، وتجريم تداولها بمحال بيع المبيدات والصيدليات البيطرية، حفاظاً على سلامة المواطنين. 

واستعرض وكيل وزارة الصحة، خلال اللقاء الاسعافات الأولية والطرق الوقائية التي يجب اتباعها عند ابتلاع أقراص مقاومة سوسة القمح، لافتاً إلي أن هذه الأقراص أحد الوسائل رخيصة الثمن التي يتم استخدامها للحفاظ على سلامة الأقماح من التسوس، إلا أنها محرمة دولياً وممنوع تداولها لأنها شديدة السمية وقاتلة للإنسان، موضحاً أنها تتحول لغاز سام بمجرد تعرضها للمياه، الأمر الذي يؤدي إلى فشل تنفسي حاد نتيجة شلل في عضلة القلب، يتسبب في الوفاة، ببنما استعرض مدير الإسعاف، دور سيارات الاسعاف في نقل حالات الادعاء بتناول أقراص مقاومة سوسة القمح، والإحصائيات المتعلقة بعدد المصابين بحالات التسمم بهذه الأقراص خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وتقسيم المصابين حسب مناطق إقامتهم، مشيراً إلى أن نسبة الوفيات تصل إلى 100 % للحالات التي تناولت هذه الأقراص بمحافظة الفيوم. 

وخلال اللقاء وجه محافظ الفيوم بتشكيل لجنة بكل مركز من مراكز المحافظة، علي أن تكون اللجنة برئاسة مدير الادارة الزراعية، وعضوية كل من: مدير إدارة مكافحة الآفات بالادارة، وممثلين عن التفتيش الصيدلي بمديرية الصحة، والتموين، والطب البيطري، وهيئة سلامة الغذاء، وجهاز حماية المستهلك، للمرور علي كافة محلات بيع المبيدات الرسمية وغير الرسمية، والصيدليات البيطرية، وعمل مسح شامل لها ومصادرة أي أقراص يتم ضبطها، واتخاذ كافة الاجراءات القانونية اللازمة.