رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ويكيميديا تواجه زيادة غير مسبوقة في استهلاك البيانات

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت مؤسسة ويكيميديا، المشغلة لموسوعة ويكيبيديا، ارتفاعًا بنسبة 50% في استهلاك النطاق الترددي منذ يناير 2024، وهو ما يُشكل تحديًا جديدًا للمؤسسة.

 وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو وكأنه دليل على زيادة اهتمام المستخدمين بالمحتوى، إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا. فقد كشفت ويكيميديا أن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع هو برامج الزحف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي تقوم بجمع كميات هائلة من المقالات، الصور، مقاطع الفيديو، والملفات الأخرى المرخصة علنًا، بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية.  

كيف تؤثر برامج الذكاء الاصطناعي على أداء ويكيميديا؟  

تُسبب هذه الزيادة المفاجئة في حركة المرور مشاكل فنية قد تؤثر على سرعة تحميل الصفحات واستجابة الموقع، خاصة خلال الأحداث الكبرى التي تشهد اهتمامًا واسعًا. على سبيل المثال، عند وفاة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في ديسمبر 2024، شهد فيديو مناظرته الرئاسية مع رونالد ريغان اهتمامًا كبيرًا، مما أدى إلى بطء أوقات التحميل لبعض المستخدمين.  

المشكلة لم تكن في العدد الكبير من الأشخاص الذين أرادوا مشاهدة الفيديو، بل في حجم البيانات الهائل الذي تولّده روبوتات الزحف، والتي أصبحت تشكل عبئًا غير مسبوق على البنية التحتية لويكيميديا. ووفقًا للمؤسسة، فإن هذه الأنظمة تعمل بأسلوب مختلف عن المستخدمين العاديين، حيث تقوم بجمع كميات ضخمة من البيانات بسرعة كبيرة، مما يزيد من استهلاك الموارد ويُكلف ويكيميديا أموالًا طائلة.  

 الذكاء الاصطناعي يستهلك 65% من موارد ويكيميديا  

كشفت ويكيميديا أنه عند تحليل حركة المرور، تبيّن أن 65% من البيانات المستهلكة تأتي من روبوتات الزحف، وليس من المستخدمين العاديين. وبسبب هذا الضغط المتزايد، يضطر فريق موثوقية الموقع إلى حظر العديد من هذه البرامج باستمرار، في محاولة لمنع التأثير السلبي على المستخدمين الفعليين.  

عادةً، تقوم ويكيميديا بتخزين المحتوى المطلوب بشكل متكرر في ذاكرة التخزين المؤقت داخل مراكز البيانات القريبة من المستخدمين، مما يُحسن سرعة تحميل الصفحات. ولكن روبوتات الذكاء الاصطناعي تتعامل مع المحتوى بطريقة مختلفة، حيث تقوم بجمع صفحات قديمة وغير معروفة، مما يُجبر المؤسسة على تحميلها من مراكز البيانات الرئيسية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة استهلاك الموارد ورفع التكاليف التشغيلية.  

التحدي المالي: محتوى مجاني ولكن البنية التحتية مكلفة  

تُعد مؤسسة ويكيميديا غير ربحية وتعتمد بشكل أساسي على التبرعات للحفاظ على خدماتها. وفي ظل هذا التوسع الكبير في استهلاك البيانات، تجد المؤسسة نفسها أمام تحدٍ مالي وتقني كبير. فقد صرحت المؤسسة في بيان رسمي: "محتوانا مجاني، لكن بنيتنا التحتية ليست كذلك."  

وهذا يعني أن الاستمرار في تقديم المعلومات المفتوحة والمجانية للجميع أصبح أكثر صعوبة، خاصة إذا لم يتم العثور على حلول مستدامة لكيفية التعامل مع برامج الزحف المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.  

 ماذا بعد؟ هل ستفرض ويكيميديا قيودًا على الذكاء الاصطناعي؟  

حتى الآن، لم تعلن ويكيميديا عن إجراءات محددة لمواجهة هذا التحدي، لكنها أكدت أنها تعمل على إيجاد حلول مستدامة تضمن وصول المطورين والمستخدمين إلى محتواها دون التأثير على أداء الموقع. ومع استمرار النمو السريع لنماذج الذكاء الاصطناعي، يبدو أن المؤسسة ستحتاج إلى وضع سياسات جديدة لتنظيم استخدام بياناتها.  

في النهاية، يشكل هذا الوضع اختبارًا حقيقيًا لمستقبل المعرفة الحرة على الإنترنت، حيث تحتاج المنصات غير الربحية مثل ويكيميديا إلى دعم مستدام للحفاظ على استمرارية خدماتها، وسط زحف الذكاء الاصطناعي الذي لا يُظهر أي مؤشرات على التباطؤ في المستقبل القريب.