400 ألف طفل يتيم فى رعاية الدولة
سباق الخير لمسح الدموع والأحزان
مبادرات لتوفير بيئة آمنة للأيتام ومجموعات دعم شبابية حاضنة للآباء
«يوم اليتيم» مناسبة إنسانية تسلط الضوء على حقوق الأيتام واحتياجاتهم، وتعزيز دور المجتمع فى رعايتهم ودعمهم نفسيًا واجتماعيًا، ويتم الاحتفال بهذا اليوم فى الكثير من الدول، ومنها مصر، حيث يُخصص أول جمعة من شهر أبريل كل عام للفت الأنظار إلى قضايا الأيتام وتنظيم الفعاليات والأنشطة التى تمنحهم الشعور بالمحبة والاهتمام. وتحض الأحاديث النبوية على الاهتمام باليتيم وكيفية التعامل معه، ومنها: «إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول الله تعالى لملائكته:يا ملائكتى، من ذا الذى أبكى هذا اليتيم الذى غيبت أباه فى التراب، فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول الله تعالى لملائكته: يا ملائكتى، اشهدوا أن من أسكته وأرضاه ؟ أن أرضيه يوم القيامة، «وكان ابن عمر إذا رأى يتيما مسح برأسه، وأعطاه شيئا»، تلك المناسبة تهدف لإدخال البهجة والسرور على قلوب الأيتام والذين ينتظرونه من عام لآخر.
بدأت فكرة الاحتفال بيوم اليتيم عام 2003، باقتراح أحد المتطوعين بإحدى الجمعيات الخيرية، التى تعد أكبر الجمعيات العاملة فى مجال رعاية الأيتام فى مصر، بأن يخصص يوم سنوي لتنظيم حفل كبيرً لعدد من الأطفال الأيتام التابعين لها أو لمؤسسات أخرى للترفيه عنهم.
وقد حصلت جمعية الأورمان عام 2006م، على قرار رسمى من وزارة الشؤون الاجتماعية العرب، ينص بإقامة يوم للاحتفال بالأطفال اليتامى، كما خصصت جامعة الدول العربية يوماً للاحتفال بهم، فتم تعميم الاحتفال من مصر إلى بقية الدول العربية، فأصبحت أول جمعة من شهر إبريل، يومًا مخصصًا للاحتفال بالأطفال اليتامى فى كل أنحاء العالم.
الجدير بالذكر أن جمعية الأورمان فى العام 2010م، دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وذلك على أثر تجميع ما يقارب 5 آلاف طفل يتيم رافعين الأعلام المصرية لجذب الانتباه إليهم، والالتفات إلى احتياجاتهم فى منطقة سفح الهرم بمحافظة الجيزة فى منظر مهيب نال تقدير العالم.
مطالبات بسيطة لإدخال البهجة والسرور
وتطالب الجمعيات المخصصة للأيتام، من المواطنين بالتبرع بالمستلزمات المدرسية، وذلك لمساعدتهم فى الاهتمام بدراستهم والتفوق فى المراحل الدراسية المختلفة، والتبرع بالكتب، حيث يساعد التعلم وزيادة المستوى الثقافى على تقدم الشخص ولهذا ينصح بالتبرع بالكتب المختلفة سواء روايات أو تتحدث عن مجالات علمية والتى تساعد على زيادة ثقافة الطفل، بالإضافة إلى زيارة دور الأيتام للجلوس مع الأطفال والتحدث واللعب معهم حتى يشعروا بالسعادة والمرح، فضلًا عن شراء ألعاب الأطفال وتوزيعها عليهم عند زيارة دور الأيتام لتعويضهم عن حرمانهم من حنان الوالدين، كما أن لعبهم مع الأطفال يدخل السرور فى قلوبهم.
دور الدولة تجاه الأيتام
قامت الدولة بالعديد من المبادرات لمساعدة الأيتام، منها فى يوليو 2021، وقدمت سياسات مختلفة ومتميزة للحماية الاجتماعية، لتتواكب مع طبيعة المرحلة التنموية التى تعيشها مصر الآن، وذلك من خلال برامج وأنشطة ومشروعات تتعامل بكفاءة عالية مع دعم الأيتام، وأبناء المؤسسات، وذلك استكمالا لسياسات الاهتمام بالمواطن والفئات الأولى بالرعاية، حيث قامت بوضع خطة حياة للأيتام، بعد خروجهم، وذلك عقب توجيه الرئيس السيسى، بتوفير سكن آمن لأبناء دور الأيتام بعد بلوغهم سن ال18 عامًا، وتوفير تأمين صحى لأبناء دور الرعاية الخريجين وكذلك بطاقات تموين، ودعم نقدى من الوزارة لحين اعتمادهم على أنفسهم، وتطوير مؤسسات الرعاية من بنية تحتية، بتخصيص 2.5 مليار لصالحها، وتأهيل وتدريب العاملين من أجل تحسين الخدمات المقدمة لأطفال بدور الرعاية، وتقديم دعم نقدى شهرى بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية مستهدفًا 447,8 يتيمة بتكلفة 1,341 مليار جنيه، كما بلغ إجمالى عدد الأسر البديلة الكافلة 11,633 أسـرة كافلة لــ 11,825 طفل وطفلة داخل جمهورية مصر العربية، وتفعيل إجراءات أكثر تيسيرًا على الأسر الكافلة تخص المستوى التعليمى والحالة الاجتماعية وإضافة لقب عائلة الأسر الكافلة للأطفال المكفولين لديها.
وفى 2023، تمت شراكة جديدة بين وزارة الصحة والسكان ووزارة التضامن الاجتماعى بهدف إنشاء أول مركز وطنى للكفالة فى مصر، يتضمن توفير الخدمات الطبية والاجتماعية للأطفال فاقدى الرعاية فى مصر، وخاصة الأطفال المعثور عليهم، والمعرضين لشتى المخاطر حال تركهم دون رعاية، الذى يهدف إلى تربية الأطفال فى أسر شبه طبيعية وليس فى مؤسسات ويعتبر مركز الكفالة الوطنى هو مركز استقبال وتصنيف لخدمة فئات الأطفال فاقدى الرعاية الأسرية، ويعتبر من خطواته سرعة إنهاء إجراءات الكفالة فى مدة لا تتجاوز 3 أشهر بحد أقصى بعد الانتهاء من التطعيمات الأولية اللازمة للأطفال حديثى الولادة مع وزارة الصحة والسكان، واستخراج الأوراق الثبوتية بالتنسيق مع وزارة الداخلية وبعض المستندات الأخرى اللازمة بالتنسيق مع النيابة العامة، بالإضافة إلى تلقى طلبات الأسر الكافلة وبحثها اجتماعيًا واقتصاديًا وتدريب الأسر المقبولة للكفالة من خلال وزارة التضامن الاجتماعى.
ويجب ألا ننسى دور المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، فى دعم الأيتام، حيث قامت بتوفير بيئة آمنة ومستقرة للأيتام من خلال مجموعة من البرامج المخصصة، وتشمل هذه البرامج تأمين التعليم الجيد والرعاية الصحية، فضلًا عن تقديم مساعدات مالية تساعد فى تغطية احتياجاتهم اليومية، كما أطلقت «حياة كريمة» عدة خدمات تهدف إلى تحسين جودة الحياة، تشمل توفير الرعاية الصحية المتكاملة، مثل الفحوصات الدورية والعلاج المجانى، كما تقدم المبادرة الدعم النفسى والاجتماعى، من خلال إنشاء مراكز لتقديم الاستشارات والدعم العاطفى.
مبادرة بينا
أطلقت وزارة التضامن الاجتماعى مبادرة بعنوان «بينا» عام 2015 لتحفيز الجهد التطوعى، وتعزيز فكرة المسئولية المجتمعية للمجتمع بأكمله لصالح تحسين جودة الخدمات الموجهة لأبنائنا داخل دور الرعاية الاجتماعية من خلال الجهد التطوعى.
ومن المبادرات المهمة أيضاً، تلك التى تم إطلاقها مؤخراً تحت عنوان «مبادرة ولادنا» التى تأتى فى إطار بروتوكول تعاون بين قطاع الشئون الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعى، وبنك ناصر الاجتماعى بهدف فتح حسابات استثمارية بأسماء كريمى النسب والأيتام.
دراسة للمركز المصرى عن جهود الدولة لدعم الأيتام
وفى 2024، أبرزت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية جهود الدولة المصرية لدعم الأيتام، مشيرة إلى أن الدولة كفلت للأيتام حقهم فى الرعاية وتوفير الحياة الكريمة، فكانت البداية فى تقديم سُبل رعاية ودعم نقدى شهرى يستهدف 420 ألف من الأطفال فاقدى الوالدين أو فاقدى الوالد وتقوم الأم برعايتهم أو تزوجت الأم أو سجنت وتقوم الأسرة الممتدة على رعايتهم أو أسر بديلة وكافلة أو يتم رعايتهم فى مؤسسات رعاية الأطفال.
ووفقًا لوزارة التضامن الاجتماعى، وصلت تكلفة رعاية الأطفال الأيتام إلى 1,4 مليار جنيه مصرى، بما يشمل مصروفات التعليم ومصروفات الرعاية الطبية والإمداد الغذائى فى جميع المناسبات والمواسم ومصروفات فى أوقات الطوارئ والأزمات، وتتبع الدولة استراتيجية خفض أعداد مؤسسات الرعاية وزيادة عدد الأسر الكافلة، ف انخفض عدد المؤسسات بنسبة 10% وزادت أعداد الأطفال المكفولين عن أطفال مؤسسات الرعاية بنسبة 28%، علاوة على توفير 820 شقة للشباب من أبناء مصر الذين تخطوا مرحلة الرعاية اللاحقة.
وقد أعدت وزارة التضامن الاجتماعى بالمشاركة مع الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدنى مسودة لمشروع قانون الرعاية البديلة وأجرت بشأنه الوزارة أكثر من حوار مجتمعي؛ لضمان وجود توافق على مسودة مشروع هذا القانون وذلك فى محاولة من الوزارة للاتجاه بذل كافة الجهود لتعزيز الرعاية الأسرية أو شبه الأسرية. وقد بلغ عدد الأطفال والأبناء المستفيدين من مؤسسات الرعاية الاجتماعية ما يقرب من 9500 طفل وطفلة يقطنون فى 481 مؤسسة رعاية.
وفي30 يونيو 2024، أعلنت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، تقديم خدمات الرعاية والدعم النقدى والعينى لإجمالى 400 ألف من الأيتام بنسبة 30% من إجمالى الأيتام فى مصر، بتكلفة سنوية تبلغ 1.7 مليار جنيه لدعم الأطفال فاقدى الرعاية الأسرية «الأيتام»، وتأثيث وتسليم 800 وحدة سكنية بإجمالى 800 ابنة وابن من خريجى مؤسسات الرعاية فى 10 محافظات، مضيفة إن إجمالى الأيتام المكفولين فى أسر بديلة بلغ 20 ألفا مقابل 8 آلاف طفل فى مؤسسات الرعاية، اتساقاً مع سياسة الدولة نحو الرعاية البديلة فى بيئة أسرية والحد من مؤسسات الرعاية.
تعزيز الوعى المجتمعى بأهمية دعم الأيتام:
ومن جانبه، أوضح الدكتور أحمد متولى سعد، الأستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر، أن البر باليتيم من أسباب دخول الجنان، لذا فقد عنى الإسلام عناية كبيرة وتقديم العون له ومساعدته، وتعهده بالعناية، وعدم قهره أو ظلمه أو استضعافه، كما أن الإسلام فى اعتنائه الفريد باليتامى لم يظهرهم على أنهم من بقايا المجتمع، وإنما كفل لهم حقَّهم فى العيش الكريم، ورسم لهم صورة إيمانية تسمو على كل الارتباطات المادية، فجعل القرآن الكريم اليتامى جزءًا أساسيًا من المجتمع، يختلطون بغيرهم ويرتبطون بهم برباط الأخوة الإيمانية، وهم فى حال ضعفهم وعجزهم لغياب عائلهم يستمدون قوتهم من العناية والحماية الإلهية من كل متربص بهم ومعتد على حقوقهم، ومن هذه العِناية الكبيرة ما رُتِّب على كفالة اليتيم من الأجر العظيم، برفع مرتبة الكافل إلى درجة تُقارِب درجة الأنبياء ومجاورتهم فى الجنَّة.
وتابع «سعد»، أما عن الاهتمام المجتمعى بالأيتام فقد تم تخصيص يوم للاحتفال والاحتفاء بهم؛ للعمل على لفت الانتباه إلى الاهتمام بهم ورعايتهم، بالإضافة إلى تعزيز الوعى المجتمعى بأهمية دعم الأيتام، وتسليط الضوء على قضاياهم والتوعية بحقوقهم ومشاكلهم وتوفير الرعاية والتمكين لهم داخل المجتمع، منوهًا على أن هناك بعض التحديات النفسية التى قد يواجهها الأيتام بسبب الاهتمام الكبير والخاص بهم فى هذا اليوم بالذات، فبعض الأطفال قد يشعرون بالحرج مما قد يُعزز لديهم الإحساس بالنقص، كما أن التصدق عليهم فى هذا اليوم على مرأى ومسمع الناس قد يشعرهم بالذلة والمهانة؛ لذا من الضرورى التعامل مع هذه المناسبة بحساسية وعدم اختزال دعم اليتيم فى يوم واحد فقط، بل يجب أن يكون الدعم مستمرًا على مدار العام كله، وإن كان من الناحية الشرعية فلا مانع من تخصيص يوم لليتيم للاحتفال والاحتفاء به إن كان ذلك بغرض تذكرة وتحفيز القادرين ومتيسرى الحال ودور الرعاية بمساعدة الأيتام فى هذا اليوم.
وأشار «سعد»، لتحقيق التوازن النفسى للأيتام فمن الأفضل أن يكون الاحتفاء والاحتفال بهم طوال العام وليس مجرد مناسبة تنتهى بانتهاء اليوم، ومن ثم يجب أن يكون دعم الأيتام مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات والحكومة لضمان توفير بيئة آمنة ومستقبل مشرق لهم، كما تحتاج كفالتهم ورعايتهم إلى تنمية الوعى المجتمعى بأن يكون الاحتفال مبنيًا على منهجية متكاملة مستدامة لدعم الأيتام على مدار العام لتحقيق الدعم النفسى الدائم لهم؛ حيث يمكن التركيز على دمجهم فى أنشطة مجتمعية عامة تشمل جميع الأطفال بدلاً من تخصيص فعاليات خاصة بهم فقط، كما يمكن تقديم فرص تعليمية وترفيهية ورعاية نفسية وصحية دائمة لهم، بدلاً من الاقتصار على الفعاليات المؤقتة، كما يوجد العديد من البرامج المستدامة لدعم الأيتام ومنها: توفير الدولة مشاريع صغيرة تمنحهم مستقبلًا مشرقًا مليئًا بالعطاء والنجاح، مع توفير فرص تعليمية وتدريبية لهم وتوفير منح دراسية لتأهيلهم لسوق العمل، ومن البرامج أيضًا قيام وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة بتبصير المجتمع بحقوق اليتامى وضرورة المحافظة عليها، مع ضرورة سن تشريعات خاصة بالأيتام تشمل جميع الجوانب التى تحتاجها هذه الفئة. كذلك من أهم البرامج المستدامة لدعم الأيتام إنشاء نوادٍ صيفية وترفيهية وثقافية مخصصة لهم لتعطيهم فرصًا للتواصل وبناء شبكات اجتماعية داعمة.
ومن الممكن أن تلعب المبادرات الشبابية دورًا مهمًا فى توفير بيئة آمنة وداعمة للأيتام ولكن بشرط قيامها على أسس منهجية مستدامة، ومن أمثلة هذه المبادرات: إنشاء مجموعات دعم شبابية تعمل على دمج الأيتام داخل المجتمع والعمل على تثقيفهم وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، كما يمكن تنظيم وعقد برامج للإرشاد النفسى لمساعدة الأيتام على تجاوز المشكلات والتحديات المختلفة، وغرس الأمل والمحبة فى قلوبهم، كما يمكن إطلاق حملات لمساعدة الأيتام على بناء مستقبلهم، وتوفير أدوات تساعدهم على تطوير مهاراتهم فى مختلف المجالات، كذلك من أهم المبادرات نشر ثقافة التكافل الاجتماعى وتعزيز الشعور بالمسئولية تجاه الفئات الأكثر احتياجًا وذلك من خلال إطلاق مبادرة شبابية لجمع تبرعات لإنشاء صندوق خيرى لتوفير دعم مادى مستدام للأيتام؛ بهدف تلبية احتياجاتهم الأساسية ورعايتهم وتعليمهم وحمايتهم من الفقر والتشرد، بشرط ألا يكون مجرد صندوق لحفظ المال فقط دون تنميته؛ حيث يمكن استثمار جزء من أموال الصندوق فى مشاريع تدر عائدًا يضمن استمرارية الدعم.
وفى نفس النطاق، تحدث الدكتور أحمد الطباخ، دكتوراه فى اللغة العربية من الأزهر الشريف، قائلًا: اليتيم هو من مات أبوه فانكسر جناحه، وذهب سنده، وانقصم ظهره بفقده الأب، وقد أوصى الله بعدم تسليط الظلم عليهم، والمطالبة بحقوقهم، مشيدًا بجهود الدولة فى دعم اليتيم، مطالبًا المواطنين بدعم الأيتام طوال العام وليس يومًا واحدًا فقط، والاهتمام بهم والعطف عليهم، والإحسان إليهم حتى ترق القلوب.
ونوه «الطباخ»، بدور الدولة والمواطن والإعلام لاحتواء هؤلاء اليتامى، حتى لا يتسبب الجفاء بهم، ويفضى إلى عواقب وخيمة، فاهمالهم يجعلهم حاقدين على وطنهم، ولقمة سائغة سهلة لأعداء الأوطان من الخائنين الذين يستغلون يتمهم فيغسلون أمغتهم، ويصنعون منهم أعداء، لذلك على الدولة الاهتمام بهم طول العام فى روضاتهم ومدارسهم ليتم تعليمهم دون تكليفهم ما لا يستطيعون، ولا يطيقون، وعلى الناس احتوائهم بالعطف والترحم، واندماجهم دون استعلاء ولا تفاخر، فحزن اليتيم وبكاؤه أمر عواقبه وخيمة.
وأشار إلى دور الجمعيات الأهلية والخيرية التى أشهرتها الشؤون الاجتماعية، للقيام بدور كبير فى إعداد قاعدة بيانات بالأطفال اليتامى فى كل حى من أحياء المدن والقرى، وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية لهؤلاء اليتامى، ومدهم بما يحتاجون من طعام وشراب وملبس ومأكل وسكن، ليس فى يوم من العام، وإنما فى كل العام، ولا يكتمل الاهتمام الذى تكاتفت فيه الدولة مع الجمعيات الخيرية إلا بدور الإعلام المرئى والمقروء، ووسائل التواصل والدراما فى تقديم اليتيم فى صورة إيجابية تهتم بالوجدان والمشاعر والدين لتكتمل الأدوار فى خدمة اليتيم خدمة تسهم فى صنع جيل محب لنفسه وناسه ووطنه ودينه، ولا يكون عبئًا على أحد.

