"الحبة القاتلة" تثير القلق بالدقهلية.. ومطالب بحظر تداولها في محلات المبيدات
"حبة الغلال" هى مبيد حشري يعد الأوسع استخداما في قرى محافظة الدقهلية وهى تستخدم لحفظ الحبوب وحماية المحاصيل من التسوس والقوارض خاصة القمح والذرة ، وكذلك البطاطس لكنها فى الوقت نفسه أصبحت تمثل أداة الانتحار الأرخص والأكثر انتشارا وسط الشباب .
وتحتوي "حبة الغلة" على فوسفيد الألمونيوم بشكل مركز وتباع تحت أسماء تجارية مختلفة تزيد عن عشرة أنواع من بينها "شينفوس 56 % - وسيلفوس 57 % - وفون تكس 56 % - وسيلفوكسين 56 % - زانفوس 56 % - فومكسين 57 % - كويكفوس 57 % - ماجتوكسين 66 % - هوكسين 56 % - ماجيك أكسام 56 % - جاستوكين 57 % - بستوكسين 56 % أقراص – بستوكسين 56 % بلي الوفونس 56 %".
وانتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة أدت إلى وفاة الكثير من الشباب والفتيات وخاصة فى قرى الدقهلية وهى ظاهرة تناول حبة الغلة، هذه الظاهرة تكاد تودى بحياة الكثير والكثير حال عدم اتخاذ موقف واضح وصريح من الحكومة فى وقف تداول تلك الحباية وخاصة فى الأرياف، ويتم استيراد حبة الغلة القاتلة من الهند والصين.
وبحسب أقوال الأطباء يرجع خطورة حبة الغلة إلى أنها تتفاعل فور دخولها المعدة مع المياه وعصارة المعدة الحمضية وتنتج بالجسم غاز الفوسفين شديد السمية، والذى يسبب حدوث حالة تسمم حاد ولا توجد أعراض سريرية واضحة لهذا الغاز، إذ تختلف تبعا للجرعة ومدة التعرض لغاز الفوسفين والذى يتسبب فى وقف أجهزة الجسم تباعاً مثل القلب والكلى والكبد، ولذلك يُسمى الأطباء حبوب الغلة وغاز الفوسفين بالقاتل الصامت.
ولقد أصبحت حبة الغلة تثير رعب الكثير من بيوت الدقهلية خاصة الريفية ، ما بين حالات الوفيات ما بين تسمم عن طريق تناول الحبة بالخطأ وخاصة عند الأطفال الصغار وأحيانا الكبار أو بقصد الانتحار، وسمية هذه الحبة لا تدع مجالا للخطأ أو التهديد، ولا تتيح أى فرصة للتراجع أو الإنقاذ، إذ تتسبب فى حدوث الوفاة خلال ساعة على الأكثر من التناول.
وأكد مصدر بمركز السموم بالمنصورة أن مادة الفوسفين «حبة الغلة» قاتلة للإنسان في حال ابتلاعها وتسمى بالقاتل الصامت، والغاز الناتج عنها سام ومميت وقاتل، لكنه مثالي للقضاء على الحشرات، بجميع أنواعها ومراحل نموها، دون التأثير على حيوية النباتات أو بذورها، وهذا ما يؤدي إلى استخدامه في الأغراض الزراعية خاصة تخزين القمح.
وتابع أنه لا يوجد أي مضاد للتسمم أو ترياق لهذا الغاز، الأمر الذي يجعله أكثر خطورة من بقية المبيدات الحشرية، ويُعد من المواد المحظورة تمامًا ويُمنع ترويجها، كما يُمنع بيعها من غير ضوابط وآليات، وتعمل أقراص (فوسفيد الألمنيوم) عند تعرضها للجو، فتتفاعل مع الرطوبة وتطلق غاز (الفوسفين) السام، وعند التعرض لها من قبل الأشخاص، تظهر الأعراض التي تشبه أعراض التسمم الغذائي، وهي ضيق التنفس، والإعياء والغثيان، وبرودة الأطراف والوهن العام، الذي يصيب الجسم، وعدم القدرة على التركيز، والصداع، والإسهال.
وقال السيد نوح طبيب يجب على الحكومة حظر تداولها على الفور لأنها كما ذكرت تسمى بالقاتل الصامت، وخاصة أن هناك عدد من الدول حظرت استخدام حبة الغلال بعد تسببها فى زيادة نسبة الوفيات وخاصة الأطفال.
وتابع والمسئولية هنا لا تقع على الحكومة فحسب، بل تقع أيضا على الآباء والأمهات، فيجب عدم ترك الأطفال لوحدهم فترات طويلة دون السؤال عنهم ومعرفة ما يعملونه أو ما يشغلهم، من أجل البحث عن المال، أعلم جيدا أن الظروف الاقتصادية فى الفترة الأخيرة أصبحت صعبة للغاية، فالتربية الصحيحة، هى إحدى الوسائل القوية للتعامل مع كافة المشاكل التى يواجهها الأبناء، كما أن الاستخدام السيئ للسوشيال ميديا واليوتيوب والنت عموما هى التى تدفع الأطفال والشباب للانتحار.
وشدد طارق محمود مهندس زراعى على ضرورة حظر تداول الحبة القاتلة أو وضع ضوابط صارمة لتداولها اما بتدوين اسم المشتري ورقمه القومي، ومنع بيعها لصغار السن والشباب ويقتصر بيعها للكبار فقط.
وطالب بتشديد الرقابة على محال المبيدات وغيرها من المحال التي تبيع تلك الأقراص، وتحرير محاضر للمخالفين، وتكثيف الحملات من جانب وزارة الزراعة والصحة لتقنين استخدام تلك الأقراص.
