ذكرى رحيل محمد أحمد شبيب.. أول قارئ مصرى يتلو القرآن بالمسجد الأقصى

تحل اليوم الخميس، الثالث من أبريل، ذكري رحيل علم من أعلام دولة التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، إنه القارئ الشيخ محمد أحمد شبيب، أول قارئ مصري للقرآن الكريم في المسجد الأقصى، الذي كرّمه الرئيس عرفات بمنحه شهادة تقدير ونيشان السلطة الفلسطينية تقديرًا لدوره كأول قارئ يتلو القرآن بالمسجد الأقصى.

نشأته وحياته:
وُلد القارئ الشيخ محمد أحمد شبيب يوم 25 من أغسطس 1934م بقرية دنديط مركز ميت غمر دقهلية، حيث الكتاتيب المتعددة بالقرية التي يهتم أهلها بالقرآن حفظًا وتجويدًا.
وفي عام 1951م التحق الشيخ محمد بمعهد الزقازيق فاشتهر هناك بأنه يتلو القرآن بصوت عذب شجي فتمسك به مشايخ المعهد وطلبوا منه أن يفتح لهم اليوم الدراسي بالقرآن، بالإضافة إلى المشاركة في جميع الاحتفالات التي تقام بالشرقية عن طريق الأزهر الشريف ليصبح الطالب محمد أحمد شبيب محل ثقة كل الناس وعرف بمنطقة الشرقية الأزهرية وامتدت شهرته إلى البلاد المجاورة بصفه خاصة ومحافظات الوجه البحري بصفة عامة .
وفي عام 1961م أصيب الشيخ شبيب بالتهاب في الحنجرة كاد يمنعه عن القراءة، ولكن عناية الله أنقذته على يد الدكتور علي المفتي الذي أزال حبة كانت هي السبب في الالتهاب بالحنجرة.

كان لا بد لهذا القارئ الذي حقق شهرة امتدت إلى جميع أقطار الدنيا عبر الزمان والمكان أن يطلب لإحياء ليالي شهر رمضان بكثير من دول العالم، فكانت له زيارات متعددة منها السفر إلى قطر عام 1982م بدعوة خاصة ثم إلى أبوظبي عام 1986م وسافر إلى الجابون عام 1987م.

الالتحاق بالإذاعة:
اعتمد قارئا بالاذاعة عام 1964 م , مع أشهر القراء أمثال مصطفى إسماعيل والشيخ البنا والشيخ عبد الباسط عبدالصمد وكامل يوسف البهتيمى ومحمد صديق المنشاوى وكان قارئ الفجر يوم العاشر من رمضان ـالموافق السادس من حرب اكتوبر عام1973 م
قارئ فجر العاشر من رمضان:
وبينما كانت مصر تستعد لمعركة العزة والكرامة، وفي يوم السادس أكتوبر 1973، ارتفع صوت الشيخ محمد أحمد شبيب بتلاوة خاشعة لآيات من سورة آل عمران عبر أثير إذاعة القرآن الكريم. لحظات قليلة قبل بدء العبور، ترددت كلماته في كل بيت ومسجد، فأضفت روحًا من الإيمان والطمأنينة، ليُعرف بعدها بلقب "قارئ النصر"، بعد ما ارتبط اسمه بأحد أعظم أيام التاريخ المصري.

سفره للخارج:
وكان للشيخ محمد شبيب العديد من الزيارات لكثير من دول العالم منها السفر إلى قطر عام 1982 بدعوة خاصة ثم إلى أبوظبي عام 1986 وسافر إلى الجابون عام 1987 بدعوة من دولة قطر وفي عام 1994 وصلته دعوة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لإحياء ليالي شهر رمضان بالمسجد الأقصى بالقدس فلم يتردد في قبولها ليشارك الأشقاء الفلسطينيين فرحتهم واحتفاءهم بأول رمضان بعد إقامة دولتهم .. وعند وصوله وجد حفاوة واهتماماً وتكريماً بأن وجه إليه الرئيس عرفات الدعوة للإفطار معه بمقر الرئاسة .

وفاته:
توفي الشيخ محمد أحمد شبيب فجر يوم الثالث من أبريل عام 2012 عن عمر ناهز 79 عامًا تاركًا إرثًا كبيرًا من التلاوات.