رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حكاية وطن

تظل سيناء فى قلب كل المصريين، لأنها ليست رقعة جغرافية عادية، لكنها مدخل قارة بأكملها، وإذا كانت مصر هى صاحبة أطول تاريخ حضارى على مستوى العالم، فإن سيناء هى صاحبة أطول سجل عسكرى معروف فى التاريخ، والمتتبع لتاريخ سيناء يدرك أنها كانت موطناً لمعارك عسكرية منذ نشأة مصر كدولة من عصور قدماء المصريين، تمتاز سيناء بأنها كانت شاهدة على أهم الأحداث الدينية فى الديانات الثلاث «اليهودية والمسيحية والإسلام»، مثل خروج بنى إسرائيل من مصر ورحلة العائلة المقدسة إلى مصر والفتح الإسلامى لمصر، ما جعل لسيناء أهمية فى الديانات حتى إنها ذكرت فى الكتب السماوية الثلاثة «التوراة والإنجيل والقرآن». 
تعد شبه جزيرة سيناء المورد الأول للثروة المعدنية فى مصر، يتدفق من أطرافها الغربية البترول ومن شرقها النحاس والفوسفات والحديد والفحم والمنجنيز واليورانيوم ويوجد جنوب سيناء الكثير من الخدمات التى تستخدم فى الصناعات المختلفة. 
وسميت سيناء بأرض الفيروز نسبة لكثرة مناجم الفيروز فيها، ويعد من أرقى أنواع الفيروز فى العالم ويتشكل حجر الفيروز من الصخور النارية والرسوبية والتى تنتج الحجر النفيس بواسطة ترسيب المحاليل التى تتكون من أبخرة النحاس الصاعدة، ويعتبر خبراء فى الاقتصاد والاستثمار سيناء شمالاً وجنوباً هى كنز مصر الثمين وأغلى جزء على المصريين، لما لها من أهمية تاريخية واقتصادية وجغرافية ودينية، وقالوا عنها: إن من يتحكم فى سيناء يستطيع أن يتحكم فى الشرق كله، وتحدث عنها المؤرخ جمال حمدان فى كتابه «سيناء بين الجغرافيا والسياسة»: «قد يتوهم البعض أن سيناء صندوق من الرمال ولكن فى الحقيقة هى صندوق من الذهب من يتحكم فيها سيتحكم فى الشرق الأوسط كله». 
شهدت سيناء العديد من الحروب آخرها بين مصر وإسرائيل، فى عام 1956، قامت إسرائيل بعمل هجوم منظم على مصر فيما يسمى بالعدوان الثلاثى على مصر، وقد قامت المقاومة الشعبية بأعمال بطولية لصد الفرنجة والإنجليز، أما إسرائيل فأخذت سيناء بالكامل ولكن صدر قرار من مجلس الأمن آنذاك برد جميع الأراضى المحتلة إلى مصر، وعدم شرعية الهجوم على صر، وقامت إسرائيل فى 5 يونيو عام 1967، بشن هجوم على مصر وسوريا والأردن، واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن، واستطاع جيش مصر برغم فداحة الخسارة أن يعبر هذه المحنة فى صموده أمام القوات الإسرائيلية ودخوله حرب الاستنزاف وفى ذلك الوقت توفى الرئيس جمال عبدالناصر فى سبتمبر 1970، وعندما تولى الرئيس أنور السادات الحكم عمل على تسوية مشاكل الدواة الداخلية وإعداد مصر لخوض حرب لتحرير سيناء فى 6 أكتوبر 1973، وفى تمام الساعة الثانية ظهراً نفذت القوات المسلحة المصرية هجوماً على القوات الإسرائيلية فى شبه جزيرة سيناء وعبرت القوات المصرية إلى الضفة الشرقية ورفعت العلم المصرى. 
الرئيس السادات دخل فى تسوية النزاع العربى- الإسرائيلى لإيجاد فرصة سلام دائم فى منطقة الشرق الأوسط وتم عقد معاهدة السلام فى 26 مارس 1979، وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء تماماً فى 25 أبريل 1982، مع الاحتفاظ بشريط طابا الحدودى واسترجعت الحكومة المصرية هذا الشريط بناء على التحكيم الذى تم فى محكمة العدل الدولية، وفى 29 سبتمبر 1988، تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم فى جنيف بسويسرا فى النزاع حول طابا وجاء الحكم فى صالح مصر، مؤكداً أن طابا مصرية، و فى 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخى برفع علم مصر معلناً السيادة على طابا وإثبات حق مصر فى أرضها، وتم تحديد يوم 25 أبريل عيداً لسيناء يحتفل فيه المصريون بذكرى عودتها إلى حضن الوطن. 
مرت سيناء بظروف صعبة فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، حيث كان هناك مسرح للعمليات الإرهابية على أرضها ومن هنا كانت رسالة وتوجيه الرئىس عبدالفتاح السيسى فى غمار هذه الظروف وتحديداً فى عام 2014، بإطلاق المشروع القومى المتكامل لحماية وتنمية سيناء على كل المستويات، أمنياً وعسكرياً من خلال قيام رجال الشرطة تطهير أرض الفيروز من الإرهاب، إلى جانب تنفيذ شبكة بنية تحتية كبرى لم تشهدها سيناء فى تاريخها بالكامل، جنباً إلى جنب تنفيذ مشروعات عديدة تسهم فى عمليات التنمية، عاشت مصر ودامت سيناء قطعة من قلب مصر وكل عام وسيناء ومصر الأم بخير ودامت وحدة المصريين على قلب رجل واحد.