المتحف القومي للحضارة يكرم المرأة المصرية بمعرض أثري مميز

تزامنًا مع عدد من المناسبات التي جعلت شهر مارس يُعرف بـ"شهر المرأة"، وفي مقدمتها اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس، و"يوم المرأة المصرية" في 16 مارس، وعيد الأم في 21 مارس، مما يعكس مكانة المرأة المصرية كنموذج فريد في العطاء والنجاح، وأيقونة في التحدي والصمود وإثبات الذات، نظم المتحف القومي للحضارة المصرية معرضاً أثرياً مؤقتاً للاحتفال بدور المرأة.
وأكد الدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، أن إقامة هذا المعرض تأتي في إطار حرص المتحف على تسليط الضوء على المناسبات الثقافية المهمة والتي تسهم في رفع الوعي الأثري والثقافي لفئات المجتمع، مشيراً إلى أن المرأة المصرية لعبت دورًا محوريًا في بناء الحضارة المصرية وتطورها، وكان لإسهاماتها أثر بالغ في مختلف المجالات.
من جانبها أوضحت الدكتورة نشوى جابر نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للشؤون الأثري، أن المعرض يضم مجموعة متميزة من مقتنيات المتحف تُعرض بعضُها للجمهور للمرة الأولى، مشيرة إلى أن المعرض سوف يستمر لمدة أسبوعين، مقدمًا لمحة عن مكانة المرأة المصرية ودورها الفعال عبر العصور، كما يبرز جوانب من حياتها اليومية وزينتها وجمالها من خلال مشغولات معدنية وخشبية وخزفية تعكس تطور أساليب الحياة النسائية في مصر القديمة.




والمتحف القومي للحضارة المصرية هو أحد أبرز المتاحف في مصر والعالم العربي، ويقع في مدينة الفسطاط بالقاهرة، التي كانت أول عاصمة إسلامية لمصر. افتتح المتحف رسميًا في أبريل 2021، ويُعد صرحًا ثقافيًا وعلميًا يهدف إلى عرض تاريخ الحضارة المصرية العريقة منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث.
ويتميز المتحف بتصميمه المعماري الفريد الذي يمزج بين الحداثة والتراث، حيث يمتد على مساحة تزيد عن 130 ألف متر مربع. يضم المتحف قاعات عرض متنوعة تحتوي على آلاف القطع الأثرية التي تروي قصة تطور الحضارة المصرية عبر العصور، بما في ذلك أدوات حجرية من العصر الحجري، تماثيل فرعونية، مجوهرات ملكية، ومخطوطات تاريخية. ومن أبرز معروضاته "قاعة المومياوات الملكية" التي تضم مومياوات 22 من ملوك وملكات مصر القديمة، مثل الملك رمسيس الثاني والملكة حتشبسوت، والتي نُقلت إلى المتحف في موكب مهيب عُرف بـ"موكب المومياوات الملكية".
ويهدف المتحف إلى تقديم تجربة تعليمية وثقافية شاملة، حيث يعتمد على تقنيات عرض حديثة مثل الشاشات التفاعلية والوسائط المتعددة لشرح تاريخ مصر بطريقة جذابة.
كما يُبرز المتحف دور مصر كملتقى للحضارات عبر التاريخ، من الفرعونية إلى اليونانية والرومانية، وصولًا إلى العصور القبطية والإسلامية، بالإضافة إلى دوره الثقافي، يُعد المتحف القومي للحضارة وجهة سياحية مهمة تعزز مكانة مصر كمركز عالمي للتراث الإنساني. يساهم في الحفاظ على الإرث الحضاري ونقله للأجيال القادمة، مما يجعله رمزًا للفخر الوطني وجسرًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.