رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

دوحة‭ ‬المقاصد

الفنون فى الرؤية الإسلامية إبداع ملفوظ أو مسموع أو مقروء، أو مادى مضبوط بسلامة الفطرة وأنوار الوحى وفقه الحسن والجمال.
ومحاولة البحث عن وشائج بين صناعة الفنون وفقه الشريعة فى المطلق، والمقاصد بشكل خاص من المسائل التى تحتاج إلى جهد علمى رصين من ناحية التنظير والتكييف والتنزيل، والبحث عن المنهج الوسط بين غلاةٍ يُحَرِّمون كلَّ فنٍ من أجل التحريم، ومفرطين يتساهلون بدون بينة أو دليل، وهذا المنهج الوسط هو وحده القادر على صناعة رؤية تجعلنا نستفيد من كل إبداع فنى يؤسس للقيم وصناعة الجمال وبناء القدوة ويدفع عن المجتمع دواعى الفساد والقبح والانحلال، وهذه السطور محاولة فى هذا المضمار، فقد رجح لدينا أن الفنون التى تبنى الوجدان وتهذب النفوس وتغذى الروح وترقى الذوق وتصنع القلب السليم والعقل المستنير بوسائل تحترم فقه الحلال والحرام وتصون المجتمع وتحفظ منظومته القِيَمية، هى مرغوبة، وتتفق مع مقاصد الإسلام ومبادئ شريعته الغراء.
ونستطيع أن نَرُدَّ مقاصدَ الفنونِ فى الرؤيةِ الإسلامية إلى ما يأتى:
1− مقصد بناء الإنسان: يجب أن تلعب الفنون دورًا فى تنمية الإنسان علميًا ومعرفيًا وقيميًا وأخلاقيًا، فتعيد بناء القدوة وصناعة النموذج وتنمية الخيال واحترام العقل وتقدير أهل العلم وأرباب الفكر والحفاظ على اللغة والهُوية الدينية وتراعى الخصوصية الحضارية.
2− مقصد تزكية الوجدان: التزكية مقصد أصيل فى كل الفنون، فأى فن لا يسمو بالمشاعر الوجدانية ولا يصنع النُبل القيمى ولا الرقى الأخلاقى ولا العاطفة الإنسانية فهو بعيد عن مقاصد الفنون فى الإسلام.
3− مقصد عمارة الأكوان: مقصد العمران تتجلى فيه روعة الفنون الإسلامية، وما نراه من إبداع فى حواضر الإسلام فى القاهرة وبغداد وطهران، وما خلفه المسلمون من عمارة فى الأندلس خير شاهد على ذلك.
4− مقصد صناعة الجمال: ليس المقصود بصناعة الجمال العبث بالوجوه والتلاعب فى شكل الخلقة وإبراز المفاتن، إنما الجمال كثقافة تنمى الدقة والجودة والإحسان وتغوص فى جمال النفس البشرية وتخلق مجالا للرؤية يُهدئ النفوس ويريح العيون ويستمتع بالعمران ويعظم الإبداع.
5− مقصد صناعة الوعى: ∩الوعى∪ يقظة فكرية للعقل الجمعى تجعله مدركا للواقع، وعوالمه والظرف التاريخى ومقتضياته، والتحديات والمعوقات والطموحات والقدرات، والمآلات والأولويات، والوعى جرس إنذار فى مواجهة المخاطر، وحائط صد عند النوازل والشدائد، والوعى يقظة وانتباه وإدراك للذات قوة وضعفًا، وتشبث بالجذور وتطلع للمستقبل، وهذا ما يجب أن تشارك كل الفنون فى صناعته.
6− مقصد نشر الأمل: من مقاصد الفنون: نشر الأمل فى المجتمع؛ لأن نشر اليأس فى النفوس يتولد عنه الإحباط والتشائم والانهزام الداخلى وفقدان الثقة فى الذات مما يثبّط الهمم، ويُقعِد عن العمل، وينشر السلبية واللامبالاة، ويُبرّر الخضوعَ والخنوعَ والهمودَ، ويُفسِد مع الحاضر المستقبل.
7− مقصد الإصلاح: مقصد الإصلاح مهم فى صناعة الرؤية الفنية، خاصة فى الدراما التليفزيونية والسينما، فلا بد أن يحمل العملُ الفنى رسالة قِيمية ويُعالج مشكلة حياتية، ويُقدم رؤى وأفكارًا وحلولًا تُنير للبلاد الطريق وللعباد السبيل، أما صناعة القبح ونشر العرى والدعوة للشذوذ بدعوى الفن للفن فهذا ما لا يقبله عقل رشيد وصاحب رأى سديد.