الرئاسة تواجه الهزل الدرامى
الرئيس السيسى يوجه بإعادة النظر فى ملف الدراما المصرية

«مستقبل الدراما المصرية».. مؤتمر لإنقاذ الموقف.. والحكومة توجه بلجانٍ متخصصة لوضع رؤية شاملة
النقاد: إعطاء الفرصة لكبار الكتاب والمخرجين لاستعادة هيبة الدراما
«المسلمانى»: عودة ماسبيرو فرصة لحل الأزمة
محمد السيد عيد: مسلسل طلعت حرب أول الغيث
سميرة أحمد: عودة ماسبيرو أول قرار لتقديم دراما حقيقية
للمرة الثانية يوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى صناع الدراما المصرية لضرورة إعادة أوراقهم من جديد سعيا للاهتمام بالدور الرئيسى للدراما وهو تشكيل الوعى المجتمعى بعيدا عن الغث والهزل، حيث دعا الرئيس السيسى، صناع الدراما، إلى تقديم «دراما إيجابية» باعتبارها عنصراً فعالاً فى تشكيل الوعى المجتمعى وتقديم رسائل بناءة تدعم تطور الوطن، مؤكداً على ضرورة ألا يكون المحتوى المقدم للجمهور مقتصراً على الغث أو الهزل فقط، أو ما لا يساهم فى بناء الأمة.
وتحدث الرئيس عن ضرورة إسهام الأعمال الدرامية والإعلام فى تعزيز الأخلاق والقيم المصرية الأصيلة، مشيراً إلى «أدوار أخرى للفن وليس مجرد وسيلة للتسلية».
وطالب «السيسى» صناع الفن بـ«عدم رعاية الغث والهزل فقط»، داعياً للبحث عن الصالح ودعمه، فيما أشاد بتجربة الفنان سامح حسين فى برنامج «قطايف» المعروض على منصات مواقع التواصل الاجتماعى ويلقى ردود فعل إيجابية.
وعلى جانب اخر، كشف رئيس مجلس الوزراء المصرى مصطفى مدبولى عن تفاصيل تشكيل مجموعة عمل متخصصة لوضع رؤية مستقبلية للإعلام والدراما المصرية.
وأكد «مدبولى» أن الرئيس السيسى وجه بتشكيل لجان متخصصة تضم خبراء ومتخصصين فى مجال الإعلام، بالإضافة إلى أساتذة إعلام وشركات إنتاج، بما فى ذلك الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. وتهدف هذه اللجان إلى وضع رؤية شاملة تعزز الهوية المصرية فى المحتوى الإعلامى والدرامى، مع الحفاظ على حرية الفكر والإبداع.
وأوضح رئيس الوزراء أن هذه الخطوة تأتى فى إطار حرص الدولة على تطوير الإعلام والدراما لتعكس قيم المجتمع المصرى وتراثه، مع الالتزام بمعايير الجودة والموضوعية. كما أكد أن العملية ستشمل حوارا مفتوحا مع جميع الأطراف المعنية لضمان التوصل إلى رؤية متوازنة تحقق الأهداف المرجوة دون تقييد للإبداع.
قوبلت تصريحات الرئيس السيسى بترحاب شديد على كافة الجوانب، وفى رد فعل سريع، أعلن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلمانى، عن عقد مؤتمر بعنوان «مستقبل الدراما فى مصر» فى أبريل 2025 بهدف مناقشة سبل تطوير المحتوى الفنى، بما يواكب التحديات المجتمعية، ويتماشى مع رؤية الدولة فى تعزيز القيم الوطنية.
وحسب بيان الهيئة، فإن المؤتمر سيشهد مشاركة نخبة من الكُتّاب والمخرجين والمنتجين، إلى جانب خبراء فى علم النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد، للخروج بتوصيات تساهم فى إعادة توجيه الدراما نحو تقديم أعمال تحمل رسائل إيجابية على أن يلتزم التلفزيون الذى يستأنف إنتاجه الدرامى هذا العام بالتوصيات مع وضعها ضمن استراتيجية «عودة ماسبيرو».
ويعتبر إعلان التليفزيون المصرى عن الإعلان عن إنتاج مسلسل «طلعت حرب»، الذى يتناول سيرة «رائد الاقتصاد المصرى» محمد طلعت حرب، خطوة مهمة نحو الاصلاح، واعلنوا انه من المقرر عرضه فى رمضان 2026، ليكون المشروع الذى يستأنف التلفزيون المصرى من خلاله مسار الإنتاج الدرامى بعد 10 سنوات من التوقف، وجاء ذلك، باعلان رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلمانى، الاتفاق مع مدينة الإنتاج الإعلامى، التى تُعد الهيئة المالك الأكبر لها، على إنتاج المسلسل وبدء الاتفاق على تفاصيله قريباً، مؤكداً خلال لقائه مؤلف العمل محمد السيد عيد، الاتفاق على تواصل التحضيرات للمشروع.
وقال مؤلف المسلسل الكاتب الكبير محمد السيد عيد إن «المشروع كُتب بالفعل قبل عدة سنوات بمبادرة لتقديم عمل درامى يرصد رحلة طلعت حرب ومسيرته، بدعم من بنك مصر، الذى قام بتأسيسه، على أن تتولى مدينة الإنتاج الإعلامى مسؤولية إنتاجه، لكن المشروع تأجل خروجه للنور».
وأضاف عيد أن العمل مكتوب فى 30 حلقة، وتم الانتهاء منه بشكل كامل، وأُعيد إحياؤه مجدداً فى الأيام الماضية»، لافتاً إلى أن «المشروع يلقى دعماً كبيراً من (الهيئة الوطنية للإعلام)، مع رغبة فى تقديمه بصورة جيدة وبشكل يناسب القيمة التاريخية لطلعت حر ب، وقال إن المسلسل يرصد، من خلال حياة طلعت حرب وسيرته، الفترة التى عاش فيها، عبر استعراض كثير من الأحداث التاريخية المهمة التى عاصرها.
وفى إطار الحديث عن اعادة صياغة ملف الدراما أعلنت الشركة «المتحدة» تشكيل لجنة متخصصة للمحتوى الدرامى، ضمن الاستراتيجية القائمة على تحقيق التوازن بين الإبداع والمسؤولية الاجتماعية.
بسعادة بالغة استقبلت بها الفنانة القديرة سميرة أحمد كلمات الرئيس السيسى وقالت، الرئيس السيسى يحافظ دائما على الاهتمام بالقوة الناعمة ويعتبرها أحد أهم أسباب الحفاظ على الوعى المجتمعى، وأشارت إلي أن الدراما المصرية فى حالة جيدة لكنها تحتاج إلى موضوعات أكثر واقعية والتماسا بالمجتمع، مؤكدة أنها على أتم الاستعداد للمشاركة فى قضية الوعى من خلال عمل درامى جديد يحقق هذا الهدف.
وأشاد الناقد الفنى محمود قاسم بفكرة تناول الرئيس السيسى للدراما المصرية بهذا الشكل مشيرا إلى أن الرئيس يعى تماما اهمية القوة الناعمة فى محاربة الارهاب ومحاربة الافكار المتطرفة، واشاد بخطوة عودة التلفزيون للإنتاج الدرامى، والحالة التى أحدثها الإعلامى احمد المسلمانى فى الهيئة الوطنية للاعلام مؤكدا أن عودة الدراما المصرية لقوتها يكون بعودة كبار المخرجين والمؤلفين أمثال محمد السيد عيد غيرهم، مؤكداً أن اختيار سيناريو «طلعت حرب» ليكون أول عمل، خطوة تبدو موفقة فى ظل سابقة أعمال مؤلفه التاريخية المميزة، على غرار (مشرفة... رجل لهذا الزمان» و«على مبارك».
وأضاف قاسم أن «التليفزيون قدّم، على مدى عقود، روائع درامية بكوادر لا يزال بعضها موجوداً فى الوقت الحالى، وأن توقفه خلال السنوات الماضية لم يكن قراراً صائباً، باعتبار أن الأعمال التى يقدمها من الصعب إنتاجها عبر القطاع الخاص، إلى جانب طبيعة القضايا التى يطرحها، مما يستلزم ضرورة التشجيع على الاستمرارية وزيادة الأعمال التى يجرى إنتاجها».
وأشار د. طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، إلى أهمية كلمات ورسائل الرئيس السيسى، مؤكدا أن السيد الرئيس أطلق تنبيهات فى أوقات كثيرة بأن الفن يجب أن يكون أداة بناء، وهو ما يجب أن يلتزم به صناع الدراما والإعلاميون خاصة أن المجتمع المصرى بطبيعته محب للقيم النبيلة، ويسعى إلى الأعمال الهادفة التى تترك أثرا جيدا فى النفس، وهو ما يسهل المهمة على الفن والإعلام ليكونا أقرب للمجتمع.
قرار الرئيس السيسى والحكومة المصرية جاء بعد حالة غضب عامة بسبب الانتقادات التى وهت لبعض المسلسلات التى تناولت الشعب المصرى بشكل فج وجسدت الشكل الشعبى للدراما المصرية بشكل أساء الكثير لشكل المواطن المصرى خاصة الدراما الشعبية امثال مسلسل «العتاولة» و«فهد البطل» و«سيد الناس» و«إش إش» وغيرها فى حين غابت الدراما الوطنية والدينية والاجتماعيه الحقيقية، وغاب معها نجوم التأليف والاخراج أمثال مجدى صابر ومجدى أبوعميرة ومحمد جلال عبدالقوى ومحمد فاضل وغيرهم من نجوم الابداع الذين اثروا الدراما المصرية باعمال ابداعيه هادفه تخاطب العقول وليس الغرائز، مثل مسلسلات الوتد التي ناقشت طريقة التعامل مع الأمراض المزمنة ومسلسل آرابيسك وأجزاء مسلسل ليالي الحلمية التي كشفت الواقع الاجتماعى بكل جرأة ومسلسل الراية البيضا الذي ناقش المستوي الشعبى بقيمة فنية راقية، بالاضافة إلي المسلسلات الدينية أمثال الشيخ الشعراوى، ومسلسل محمد رسول الله والإمام النسائي والإمام الشافعى، وعمر بن عبدالعزيز.

