رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حكاية وطن

احتفال العالم باليوم العالمى للمرأة دليل على الاحترام العام وتقدير المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. يوم 8 مارس عام 1908 نظمت حوالى 15 ألفاً من النساء العاملات فى مدينة نيويورك مسيرة احتجاجية للمطالبة بتحسين ظروف العمل، وزيادة الأجور والمساواة بين الجنسين وساعات عمل أقصر، وأجر أفضل وطالبن أيضاً بالحق في التصويت في الفعاليات الانتخابية.
وبعد عام من تلك المسيرات أعلن الحزب الاشتراكى الأمريكى هذا اليوم (8 مارس) عيداً وطنياً للمرأة ليحتفل به العالم أجمع بعد انتقال المظاهرات النسائية إلى مختلف دول العالم للمطالبة بحقوقهن.
إلى جانب احتفال مصر باليوم العالمي للمرأة فإنها تحتفل أيضاً يوم 16 مارس من كل عام بيوم المرأة المصرية، ويمثل هذا اليوم في مصر حلقة مضيئة فى سلسلة المواقف الوطنية للمرأة المصرية، حيث خرجت فى هذا اليوم أول مظاهرة نسائية فى إطار الحركة الوطنية لثورة 1919، بقيادة الرائدة هدى شعراوى، مؤكدة اتفاق واتساق حركة نصف المجتمع مع الرجل فى مواجهة الاحتلال الإنجليزى وسقوط أول شهيدتين، كما اختار الاتحاد النسائى المصرى يوم 16 مارس، موعداً وتاريخاً لتأسيسه عام 1913، فى يوم المرأة المصرية تظاهرت أكثر من 300 سيدة رافعات أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددات بالاحتلال البريطانى والاستعمار. فى هذا اليوم يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ــ الذى وصف المرأة بأنها «نور عنينا» ــ التزام الدولة بدعمها وتمكينها ورعايتها ويتوجه بكل التحية والتقدير إلى المرأة المصرية رمز العطاء والصبر و التدبير الشركة الفاعلة فى مسيرة التنمية والبناء والتطوير وسند وطنها فى كل الظروف والأحوال.
منذ فجر التاريخ والحضارة أعطت الدولة المصرية للمرأة مكانتها وأدركت قيمتها ولم تكن مسيرة الرأة المصرية بمعزل عن الحركة الوطنية أو منفصلة عنها وتعد مشاركتها في أحداث ثورة 1919 أبلغ دليل على ذلك، كما أن النهوض بالمرأة تواكب مع نهضة المجتمع وحركة الإصلاح الاجتماع فيه.
وتزايد دورها فى مرحلة التحول الديمقراطى، عندما شاركت المرأة فى ثورتين متتاليتين خلال 3 سنوات وهما ثورتا 25 يناير و30 يونيو، كما تزايد دورها فى بناء مجتمعها وحماية أبنائها من أفكار التطرف والإرهاب، ومن ثمَّ تبنت الدولة العديد من المبادرات والسياسات المهمة التى من شأنها القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة مثل إنشاء المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومى لطفولة والأمومة واللذين استهدفا فى الأساس إيجاد إطار مؤسس ملائم يسمح بمواجهة الفجوات النوعية ودعم مشاركة المرأة فى عمليات التنمية، بالإضافة إلى تحقيق إصلاح تشريعى يهدف فى المقام الأول إلى تغيير القيم والمفاهيم المجتمعية المؤثرة سلباً على المرأة وتفعيل دورها على المستويين الدولى والإقليمى.
كما تحظى المرأة المصرية بوجه عام والمرأة المهمشة والمعيلة على وجه الخصوص بكل أوجه الرعاية والمساندة حتى تتمكن من أداء دورها نحو وطنها، ونص الدستور المصرى على كفالة الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتمثيل المرأة تمثيلاً مناسباً فى المجالس النيابية.
وأكد الدستور حق المرأة فى تولى المناصب العليا والقضائية، وحتى تتمكن المرأة من أن تؤدى دورها المنوط بها قامت الدولة بالعديد من الخطوات لتمكين المرأة وتفعيل مشاركتها فى بناء مجتمعها. وكان للمرأة لدى قدماء المصريين منزلة كبيرة لم تحصل عليها أخواتها فى الحضارات السابقة، فقد وصلت للحكم وأحاطتها الأساطير، وكانت المرأة المصرية لها سلطة قوية على إدارة البيت والحقل من أجل إعالة البيت المشترك. وتعددت الآلة لدى المصريين القدماء فكان منهم الذكور والإناث، منهن: «هاتور وإيزيس وموث وتفنوت ونورت».
كانت وما زالت وتستمر المرأة المصرية جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع، هي المسئول الأول عن تحديد نوع الحياة التى ستعيشها الأسرة وأفرادها، هى مرآة المجتمع، تعكس مدى تطوره وتقدمه ورقيه، وبمناسبة الاحتفال بيومها أقول لها: لك منى ألف تحية، انتى وطنى، وأنت أمى، وأنت أختى، وأجمل تحية لك أيتها الزوجة، تحية لك أيتها الابنة، وتحية لكل امرأة كادحة، أم شهيد صابرة.. أقف إجلالاً لكن، وكل عام وجميع أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وزوجاتنا فى خير وإلى خير.